المشاهد نت

“السوشيال ميديا” تنتصر لقضايا الأطفال فى اليمن

المشاهد-خاص:

شهدت اليمن جرائم عنف بشعة،مورست ضد الأطفال خلال الأربعة الأعوام الماضية،وهي جرائم لا تُـعد ضمن سجل جرائم الحرب المستعرة في البلاد منذ نحو أربعة أعوام ،كجريمة إغتصاب وقتل الطفلة رنا المطري في صنعاء،وجريمة إغتصاب وقتل الطفل محمد البارود في عدن، وجريمة تعذيب الطفلة فاطمة فرحان في محافظة حجه،وجرائم عنف أخرى قائمة على النوع الاجتماعي لأطفال كثر لم يكن أحد لينتصر لحقوقهم ،فضلا عن معرفة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحقهم، لولا نشر قصصهم من قبل ناشطين يمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي،حيث أصبحت الحملات الإعلامية والتوعوية التي تنظم بشكل عفوي دون تنسيق من قبل ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي،أدوات ضغط ناجعة لها تأثيرها القوي على السلطات الحاكمة في البلاد،والتي بدورها دائما ما تسعى إلى إرضاء الرأي العام،وتفادي ردود أفعاله الغاضبة .

"السوشيال ميديا" تنتصر لقضايا الأطفال فى اليمن
اطفال انتصرت لقضابهم السوشيال ميديا منهم الطفلة المعنفة فى صنعاء والطفل الذى تعرض للاغتصاب فى عدن

يقول أحمد النظاري لـ”المشاهد”؛ وهو أحد الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك” عندما يتعرض طفل لجريمة ،وأنت كإنسان قبل أن تكون ناشط في مجال ما، من الطبيعي أن تقف بجانب الطفل المعنف،ولقد كثرت جرائم العنف التي يتعرض لها الأطفال في اليمن في الآونة الأخيرة،وأصبح من غير المقبول السكوت عنها،وحتى تنتصر لطفل ما، لا يكفي أن توصل مظلوميتة لعدد قليل من الناس في محيطه بأساليب تقليدية،نحن نقوم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ألحديثه كالفيسبوك وتويتر،وهي وسائل مجانية وسريعة الانتشار ويتابعها آلاف الناس،حيث تحولت تلك الوسائل في اليمن مؤخراً ،من مجرد وسائل للترفيه إلى وسائل جديدة لكشف عدد من الجرائم وأوجه الفساد فى المجتمع”

أبطال افتراضيين:
“كريم الزراعي،سالم عياش ، جلال الصلاحي ، ندى الاهدل” ،وغيرهم الكثير يعتبرو من أبرز الناشطين اليمنيين الذين كشفوا عشرات الانتهاكات بحق الأطفال المعنفين في اليمن ،وأصبحت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مراجع للباحثين الاجتماعيين والإعلاميين ومندوبي المنظمات الحقوقية في اليمن وخارجه، ندى الاهدل،طفلة رفضت أن تتزوج وهي ما تزال في سن قاصر، ظهرت في فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشرح فيه للناس كيف هربت من قبضة أسرتها التي أرادت تزويجها ،وبعدها بأيام أعاد معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط نشر فيديو ندى ،لينتشر بشكل كبير ويترجم للإنجليزية ،ويحصل على أكثر من 7 مليون مشاهدة خلال 3 أيام ويثير انتباه وسائل إعلام عربية وأجنبية.
قصة ندى طبعت في كتاب بالعربية وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والهولندية، واليوم ترأس ندى مؤسسة خيرية معنية بحقوق الأطفال في اليمن والعالم،
ويؤكد عبدالسلام الاهدل ، ،من “أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت السبب والوسيلة الأهم التي عرف العالم بواسطتها قضية ابنة أخيه ندى،والتي تعد واحدة من مئات الفتيات الصغار اللواتي يعانين من تفشي ظاهرة زواج القاصرات”

أهمية متزايدة:
و لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير كبير على المجتمع اليمني ،وقد زادت أهميتها بعد أن توقفت معظم الصحف الورقية عن الصدور في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات ،بالإضافة إلى قلة عدد متابعي التلفزيون بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ،كما يرى الدكتور سيف مكرد أستاذ الصحافة بكلية الإعلام في حديثه لـ”المشاهد”،ويقول مكرد ” تعد اليمن من البلدان النامية التي تعاني من الحروب المستمرة ،ومع ذلك فإن الشاهد عند كثير من اليمنيين أن للسوشيال ميديا تأثير ملموس في حشد الجماهير والتأثير على الرأي العام في قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية ،وأصبح الكثير من الناس يعتمدون على الفيسبوك والتويتر واليوتيوب لاستقاء المعلومات حيال الكثير من القضايا والأحداث الدائرة حولهم”

إقرأ أيضاً  حرمان المرأة العمل بسبب الزوج

تأثير لا محدود:
“الأنشطة المناصرة لقضايا الطفولة في مواقع التواصل ساعدت بشكل كبير على تيسير عمل الأجهزة الأمنية في اليمن،كما ساعدت في إنجاز تحقيق العدالة لدى الأجهزة القضائية والعدلية ،ومثلما أن لمواقع التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بالأعلام الجديد ايجابيات،فبالتأكيد لها الكثير من السلبيات،بمعنى أنها سلاح ذو حدين” يقول الدكتور علي القاضي الباحث المتخصص في استخدام الشباب اليمني للشبكات الاجتماعية، ويضيف متحدثا لـ”المشاهد”؛” تميز مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بالقدرة على الحشد لغرض مناصرة شخص أو فئة معينة ليس لديها منابر تتحدث فيها عن مشاكلها وقضاياها التي ترفض وسائل الإعلام التقليدية الخوض فيها لأول مرة،لذا أصبحت السوشيال ميديا وسائل إعلام بديلة،واعتبرت منطلقا للتوعية بحقوق الإنسان، ورغم النجاحات الملموسة لاستخدام الإعلام الاجتماعي في الدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أن هناك مصاعب و تحديات تواجه الناشطين اليمنيين في استخدام هذا الوسيط بشكل فعَال ومؤثر، سواء كانت تِقنية أو سياسية أو اجتماعية كمراقبة السلطات الحاكمة سواءا في صنعاء أو عدن أو حضرموت ، لما ينشر على الانترنت ومعاقبة وترهيب الناشطين واعتقالهم لما نشروه على صفحاتهم الخاصة في الفيسبوك أو التويتر .
دراسات متفرقة أجرتها هيئات ومنظمات محلية وخارجية بينت حجم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على اليمنيين،آخر تلك الدراسات المسحية،صادره عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي،حيث أظهرت وجود أزمة ثقة بين الجمهور اليمني والوسائل الإعلامية،وتلك الازمة دفعت الجمهور اليمني الابتعاد عن الوسائل الإعلامية التقليدية و البحث عن وسائل إعلامية جديدة منها وسائل التواصل الاجتماعي”

"السوشيال ميديا" تنتصر لقضايا الأطفال فى اليمن
وعن ذات المركز صدر تقرير بين مستوى الوصول الضئيل للإنترنت من قبل المجتمع اليمني لا سيما النساء اليمنيات وانعكاسات ذلك علي حرية الوصول للمعلومات؛ حيث أعتبر التقرير” أن وسائل التواصل الاجتماعي ،أداة هامة من خلالها استطاع الصحفيون والناشطون إيقاف المحاولات القمعية في فرض التوجّهات السياسية للسلطات في اليمن”
وفي ذات السياق كشفت دراسة خاصة، عن حجم التأثير الذي تحدثه منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام في اليمن، على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، بعد أن كسرت هذه الوسائل الجديدة حواجز العزلة، وتحولت الى أدوات للتعبير عن الآراء والتواصل مع القيادات السياسية والمجتمعية في اليمن.
وأظهرت نتائج الدراسة الصادرة عن مؤسسة منصة المحلية ، “أن منصات التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير ومباشر في تشكيل التوجهات العامة لليمنيين، وتعزيز الوعي السياسي والاجتماعي لديهم، سواء عبر إنشاء آلاف الصفحات والمجموعات في هذه الوسائل، أو إطلاق «هاشتاغات» كحملات ضغط منظمة في قضايا عدة، تمكنت في النهاية من خلق وتشكيل رأي عام.”
وبلغ عدد مستخدمي الانترنت في اليمن وفق أخر إحصائية في يونيو 2017 6,911,784 أي مانسبته 24,6% من اجمالي عدد السكان وهذه اقل نسبه في الشرق الأوسط مقارنة بإجمالي عدد السكان ، ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد اليمنيين المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، فآخر تقرير منشور أصدرته شركة يمن آيكون نهاية العام 2014م أكد أن عدد مستخدمي المواقع في اليمن حتى نهاية 2014م وصل إلى أكثر من مليون و740 ألف.

مقالات مشابهة