المشاهد نت

تبادل الاتهامات بين فصائل الجيش في تعز و4 قتلى حصيلة الاشتباكات

المشاهد-فخر العزب-خاص:

سقط قتيلان وجريحان من كتائب أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع، وقتيل و3 جرحى من قوات النجدة بتعز، كما قُتل مصور صحفي كان يقوم بإسعاف أحد المصابين، وأصيب عدد من المدنيين، إثر تجدد الاشتباكات المسلحة بين فصائل تابعة للجيش والأمن، مساء السبت والأحد الماضيين، وسط مدينة تعز.
وامتدت الاشتباكات من باب موسى وشارع العواضي إلى منطقة صينة والبحث الجنائي، وتسببت بقطع الطرق وإغلاق المحلات العامة ونشر الخوف والذعر في صفوف المدنيين الذين باتوا المتضرر الأبرز من هذه الاشتباكات التي تتجدد بين الحين والآخر.
علي الريمي، بائع خضروات في منطقة باب موسى، قال لــ”المشاهد” إنه كان يبيع الخضروات بشكل اعتيادي حينما اندلعت المواجهات المسلحة فجأة، وإن عدداً من القناصة انتشروا في الحي، وباتوا يطلقون النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى هروب الباعة والمتجولين من طيش الرصاص، ما تسبب بحدوث حالة من الفوضى في السوق خلال الاشتباكات التي جعلته يتوقف عن ممارسة عمله لمدة يومين، وأن الأوضاع هدأت نسبياً اليوم، لكنها لا تزال مرشحة للانفجار في ظل مشاهدة مسلحين يتجمعون في باب موسى والأحياء المجاورة، بالتزامن مع تبادل الأطراف الاتهامات بالمسؤولية عن التسبب بالاشتباكات.
وتبادلت قيادة المحور في تعز وكتائب أبو العباس الاتهامات، ففي حين يقول الناطق الرسمي باسم المحور بأن سبب الاشتباكات اعتداء عناصر خارجة عن القانون على المقرات الرسمية التي استلمتها اللجنة الرئاسية واللجنة الأمنية، وعلى اللجنة الأمنية التي كُلفت بحماية تلك المقرات، قالت الكتائب، في بلاغ صحفي، إن أفراد النجدة والشرطة العسكرية بدأوا إطلاق النار إثر قيام أحد أفراد الكتائب بإبلاغهم عن تعرض المنازل في حي الجحملية للاقتحام والنهب، بينما اللجنة الأمنية مرابطة وسط المدينة.
وأوضح بيان الكتائب أن أفراد النجدة والشرطة العسكرية قاموا بالانتشار في المنطقة التي تم تسليمها لهم من قبل كتائب أبو العباس، وفقاً لتوجيهات رئيس اللجنة الأمنية محافظ المحافظة، وقاموا باستهداف أفراد الكتائب بمعية جماعات مسلحة تابعة للواء 22 ميكا، واستهداف المدينة القديمة، ما تسبب بسقوط عدد من الضحايا، وطالبت الكتائب محافظ تعز واللجنة الأمنية باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الجهات والأفراد الذين قاموا باستهداف أفرادها، والتسبب بحدوث الاشتباكات المسلحة، وتحميلهم مسؤولية تبعاتها.
الناطق الرسمي باسم محور تعز العقيد عبدالباسط البحر، قال لــ”المشاهد” إن سبب الاشتباكات هو اعتداء عناصر خارجة عن النظام والقانون، على المقرات الرسمية، وأن الطرفين الرئيسيين في هذه الاشتباكات هما عناصر من العصابات الخارحة عن النظام والقانون مع الدولة ممثلة بالجهات الأمنية المختصة بحماية المنشآت والمكلفة من اللجنة الرئاسية واللجنة الأمنية العليا بالمحافظة.
وأضاف البحر أنه تم تدخل اللجنة الرئاسية، والتواصل مع السلطة المحلية واللجنة الأمنية، وتعزيز القوة الأمنية المتواجدة في المربع الأمني الذي شهد المواجهات، كما تم الرفع إلى المستوى الأعلى من قبل اللجنة الرئاسية بحقيقة ما حدث وتداعياته، وستواصل اللجنة الرئاسية عملها غداً في تنفيذ بقية المهام الأمنية بحسب برنامجها الزمني، وتهدئة الأوضاع وتطبيع الحياة واستلام المقرات والمؤسسات ورفع النقاط والحواجز وبسط سيطرة الدولة وعودة الأمن والاستقرار للمدينة، والتفرغ للعدو الخارجي واستكمال التحرير وكسر الحصار.
نائب رئيس اللجنة الرئاسية العميد عدنان رزيق، اعتذر عن الإدلاء لنا بتصريحات صحفية حول الاشتباكات الأخيرة، مكتفياً بالقول إن المشكلة انتهت، والأوضاع قد هدأت، وأن أفراد اللواء الخامس رئاسي انتشروا في مكان النزاع للسيطرة على الوضع.
اشتباكات السبت والأحد جاءت بعد أيام قليلة من إعلان العقيد عادل عبده فارع قائد كتائب “أبو العباس”، التراجع عن دعوة أفراد الكتائب للخروج من تعز، والتي أطلقها سابقاً، مؤكداً في بيان صحفي صادر عنه، استعداده التام لاستكمال مسيرة تحرير تعز من الانقلابين واستعادة الدولة ومؤسساتها جنباً إلى جنب مع شركاء السلاح والقضية والموقف، وتحت قيادة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومحافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود وقيادة المؤسسة العسكرية ومؤسسات الدولة الشرعية.
رضوان الحاشدي، المسؤول الإعلامي لكتائب العقيد أبي العباس، قال لموقع “المشاهد” إن “أبا العباس كان قد دعا قادة وأفراد الكتائب إلى مغادرة تعز وتركها لحزب الإصلاح إثر الهجوم علينا من اللواء 22 ميكا، غير أن دعوته هذه لاقت رفضاً من الرئيس هادي وقيادة التحالف وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة ومحافظ تعز، طالبته هذه الأطراف بالتراجع عن دعوته، والبقاء في تعز للعمل مع بقية فصائل ووحدات الجيش الوطني في معركة تحرير تعز من الانقلابيين، كون هذه الأطراف تقدر أهمية دور الكتائب في تعز، وأمام التوجيهات العليا، ولما فيه مصلحة تعز، كان علينا الرضوخ لها، والتراجع عن الدعوة لمغادرة تعز”.
وتأتي هذه التطورات بعد أسبوعين من توجيه محافظ تعز بتسليم مواقع قلعة القاهرة ومنتزه الشيخ زايد ومبنى الأمن السياسي ونادي تعز السياحي وموقع فندق الإخوة، إلى القوات الخاصة والشرطة العسكرية، وكذا إخلاء السلاح الثقيل والمتوسط من المواقع التي لا تتطلب الضرورة القتالية والمواجهة مع مسلحي الحوثي، وكذا إخلاء المباني في شارع المصلى وباب موسى والباب الكبير من المسلحين والقناصة، ونشر قوات الأمن والشرطة في هذه الأحياء.
وأمام تجدد الاشتباكات المسلحة بين رفقاء السلاح بين الحين والآخر، وتشكيل اللجان الخاصة بالتهدئة والتحقيق ومعالجة التداعيات، يأتي المدنيون في مقدمة الضحايا لصراع يبدو أنه سيستمر ما لم تتم معالجة أسبابه الحقيقية.

مقالات مشابهة