المشاهد نت

بآلات حديدية.. تعرض المهدلي للتعذيب في معتقل جماعة الحوثي بالحديدة

الحديدة -عارف الواقدي:

تمكن الثلاثيني محمد أبكر المهدلي، من الهرب من أحد معتقلات مسلحي جماعة الحوثي في محافظة الحديدة، غربي البلاد، ناجياً بجسده الذي تعرض للتعذيب الوحشي من خلال الكي بآلات حديدية، والجلد بأسياخ حديدية وخشبية في مناطق حساسة من جسده، خلال فترة اعتقاله التي دامت لأيام، وفق رواية أحد أفراد أسرته، مؤكداً لـ”المشاهد” أن مسلحي جماعة الحوثي الذين زجوا به في السجن، تناوبوا على تعذيبه بتلك الطريقة البشعة، حتى كاد يفارق الحياة، لولا تمكنه من الهرب.

وفور وصول المهدلي إلى منزله الواقع في منطقة دير عبدربه، بمديرية القناوص، شمالي مدينة الحديدة، مطلع الأسبوع الجاري، صعقت أسرته بعد رؤية الآثار الناجمة عن التعذيب، دون ذنب ارتكبه، حتى يتعرض لهذه الوحشية الظاهرة على جسده النحيل.
ويؤكد أحد أفراد أسرته (طلب عدم ذكر اسمه) أن المهدلي وصل منهك القوى، وهو مشارف على الموت.
ويعد المهدلي واحداً من 121 مختطفاً تعرضوا للتعذيب، وفقاً لبيانات رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسراً، منذ العام 2016، موضحة أن عدد الذين توفوا تحت التعذيب 14 مختطفاً.
وتشير بيانات الرابطة إلى أن عدد المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلات جماعة الحوثي في المحافظات التي تسيطر عليها الجماعة، 960 مختطفاً، تعرضوا للتعذيب في 213 سجناً تابعاً للجماعة، توفي منهم 112 مختطفاً، ومخفياً قسرياً، تحت التعذيب، من إجمالي المختطفين والمخفيين قسراً، المقدر عددهم نحو 5 آلاف.

إقرأ أيضاً  الهروب من البشرة السمراء.. تراجيديا لا تدركها النساء

ورصدت الرابطة تأثيرات جسدية للمختطفين ناتجة عن التعذيب الشديد الذي نتج عنه 4 حالات شلل كلي، و14 حالة شلل جزئي، و5 حالات فشل كلوي، و12 حالة تضرر في السمع والنظر، إضافة إلى حدوث 19 حالة نفسية، و11 حالة فقدان للذاكرة.
واختطف المهدلي، مطلع سبتمبر/أيلول، من مدينة الحديدة التي تشهد مواجهات عسكرية متقطعة منذ يونيو/حزيران، بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وجماعة الحوثي.

وزادت وتيرة الاختطافات للمواطنين في مدينة الحديدة، من قبل مسلحي جماعة الحوثي، التي تتهمهم بالعمل لصالح القوات الحكومة، وهي تهمة غير مقبولة لأسرة المهدلي، الذي لا علاقة له بأحد، وكل همه اليومي، كيفية الحصول على قوت أسرته في منطقة القناوص، بحسب إفادة أحد أفراد الأسرة.
وناشد حقوقيون في محافظة الحديدة، كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية، إدانة هذه الجرائم الوحشية التي يمارسها مسلحو جماعة الحوثي، بحق أبناء تهامة، دون تهم حقيقية.

وانتقد الحقوقي هائل عبدالله، جرائم التعذيب الوحشية التي يرتكبها أطراف الصراع، بحق المختطفين والمخفيين قسراً، مؤكداً لـ”المشاهد” أن جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها، والقوات الإماراتية في عدن، ارتكبت جرائم بشعة بحق المختطفين.

ويقول عبدالله إن المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، عجزت عن فعل شيء لمنع الاختطاف في مناطق الحكومة الشرعية ومناطق جماعة الحوثي، كما عجزت الحكومة اليمنية الشرعية عن منع اختطاف المواطنين في محافظتي عدن وحضرموت.

مقالات مشابهة