المشاهد نت

أكبر مستشفيات الحديدة هدف لآلة الحرب و انهيار القطاع الصحي في المدينة

الحديدة -خالد الحميري:

سيطرت القوات الحكومية اليوم الجمعة على مستشفى 22 مايو، أحد أكبر المستشفيات الأهلية في مدينة الحديدة، (غربي البلاد) بعد معارك مع مسلحي جماعة الحوثي الذين اقتحموا المستشفى قبل أيام وحولوه الى ثكنة عسكرية وفقاً لمنظمة العفو الدولية.

وبث الحساب الرسمي لقوات “حراس الجمهورية” التي يقودها “طارق صالح” نجل شقيق الرئيس الراحل، مقطع فيديو يظهر عددا من الجنود أمام البوابة الداخلية للمستشفى الواقع في شارع الخمسين، إلى الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الحديدة.

وحذرت منظمة العفو الدولية في بيان لها الخميس، من خطورة قيام مسلحي جماعة الحوثي بنشر قناصة على سطح مستشفى 22 مايو، شرقي مدينة الحديدة.. مشيرة إلى أن هذه الخطوة تنذر بعواقب كارثية على طاقم المستشفى والمرضى فيه، وتجعل من المبنى هدفاً لغارات جوية محتملة، كما أنها تشكل خرقاً للقانون الإنساني.

ولحقت بالمستشفى بعض الاضرار جراء المواجهات المحتدمة بالقرب منه خلال اليومين الماضيين وسط اتهامات متبادلة بين القوات الحكومية والحوثيين باستهداف الصرح الطبي الذي يتبع مجموعة «إخوان ثابت»، ثاني أكبر مجموعة صناعية وتجارية على مستوى البلاد.

اكبر مستشفيات المدينة 

ويعد مستشفى 22 مايو من أضخم المستشفيات في مدينة الحديدة، وهو المستشفى الأهلي الوحيد الذي ظل يعمل في المدينة ويتسع لـ 130 سريراً، وبه أجهزة طبية حديثة متقدمة منها القسطرة القلبية وقسم الأشعة المتكامل وأجهزة المختبر العالية الدقة بحسب الدكتور عبدالله الصيلمي أحد الكوادر الطبية في المستشفى.

وقال الدكتور عبدالله الصيلمي، رئيس قسم التخدير في مستشفى 22 مايو، إن الإستهداف المُمنهج للتحالف للمنشآت الطبية هو إجراء متعمد من أجل افقاد المنطقة من خدمات الرعاية الصحية وبالتالي إيقاع أكبر قدر من الضرر بالمدنيين ودفعهم قسراً للنزوح من مناطقهم.

وأضاف في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، الخميس، إن التمترس لايختلف كثيراً عن القصف المباشر للمنشآت الطبية فهو يحرم المحتاجين للخدمة الطبية بما فيهم من أطفال ونساء وشيوخ من الوصول لأبسط حقوقهم.. في إشارة لمسلحي جماعة الحوثي.

وطالب الصيلمي نيابة عن الكادر الطبي في المستشفى التحالف وجماعة الحوثي على حد سواء بإيقاف إقتحام وإستهداف المنشآت الطبية سواء بالتمترس فيها أو باستهدافها مباشرة بقصد أو من غير قصد وتحييد الكوادر الطبية والإنسانية والمدنيين عن الصراع.

كما طالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي والإنساني بتحمل مسؤوليتها في حماية المدنيين والكوادر الطبية في مدينة الحديدة.. معتبراً اقتحام أو قصف المستشفى جريمة مكتملة في حق المدنيين والعاملين في هذه المنشأة الخدمية بحسب قوله.

ومع اشتداد المعارك في الحديدة منذ أكثر من أسبوع، تسود مخاوف محلية ودولية من انهيار القطاع الصحي في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، خصوصاً بعد اقتراب المعارك من مستشفياتها وإغلاق كثير من المؤسسات الصحية والصيدليات أبوابها ماينذر بأزمة إنسانية.

المستشفيات تغلق ابوابها

ودفع تصاعد القتال المستشفيات الخاصة في المدينة إلى إغلاق أبوابها أمام الجرحى والمرضى، فيما يواجه مستشفى الثورة العام، أكبر مستشفى حكومي في الحديدة، مخاطر كبيرة نتيجة اقتراب المعارك منه.

وحذر مسؤول طبي في مستشفى الثورة العام، من أن الوضع الصحي في مدينة الحديدة، بات على شفا الانهيار، مؤكداً أنه يزداد خطورة كل يوم مع تصاعد المعارك في المدينة واقترابها من المستشفى الحكومي الوحيد الذي لايزال يعمل في المدينة.

وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر هويته، لـ”المشاهد” أن مستشفى الثورة هو المرفق الحكومي الوحيد الذي لايزال يعمل في المدينة، بجانب مرافق طبية خاصة وتابعة لمنظمات دولية تستقبل حالات مرضية وجرحى حرب مدنيين بعد أن خصص الحوثيون مستشفيي (العسكري والعلفي) الحكوميين لاستقبال جرحاهم فقط.

إقرأ أيضاً  تضييق الخناق على السلفيين في شمال اليمن 

وأكد أن القطاع الصحي في الحديدة يواجه العديد من الصعوبات نتيجة شح الإمكانات وانقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها.. مناشداً المنظمات الدولية وكل من له علاقة بالعمل الإنساني، إجبار أطراف الصراع على تحييد القطاع الصحي للحفاظ على حياة عشرات آلاف المرضى وإسعاف الجرحى.

وكانت رئاسة هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة، أكدت في وقت سابق أن الهيئة خالية تماما من أي قوات عسكرية أو مسلحين.. محذرة من إقحام المستشفى في الصراع.

وأوضحت رئاسة الهيئة في بلاغ صحفي حصل “المشاهد” على نسخة منه، أن المستشفى لايوجد به سوى الكادر الطبي والتمريضي، الذين يعملون ليل نهار من منطلق إنساني ووطني.

وحذرت رئاسة الهيئة من أي مغامرة لإقحام المستشفى في الصراع باعتباره مرفق صحي خدمي .. مؤكدة أن أي استهداف له أو تحريض ضد العاملين فيه جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي والإنساني.

وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الجمعة، عن مخاوف من عدم قدرة المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في الحديدة على تقديم الخدمات بانتظام.

وقالت اللجنة في بيان “إن القتال يقترب من المراكز الصحية، ما نجم عنه تعطل الخدمات في مستشفى 22 مايو بالحديدة، كما أن مستشفى الثورة، أكبر مستشفيات الحديدة، يفصله بضعة أمتار عن جبهات القتال”.

وأشارت الى أن المخاوف تتزايد بشأن عدم قدرة المرافق الصحية التي لا تزال تعمل على تقديم الخدمات بانتظام أو مواكبة تدفق محتمل للضحايا على أبوابها إذا ما نجم عن القتال تعطل منشآت صحية أخرى”.

ودعت اللجنة الدولية مجددا الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية من الأضرار غير الضرورية، لاسيما في أثناء التمهيد لمحادثات محتملة بين أطراف النزاع.

وفي وقت سابق، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن “القتال العنيف في مدينة الحديدة يقترب بشكل خطير من مستشفى الثورة مما يعرض حياة 59 طفلا، بينهم 25 في وحدة العناية المركزة، لخطر الموت الوشيك”.

بدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، من أن اقتراب المعارك في الحديدة من المستشفيات يعرض حياة العاملين الصحيين للخطر ويحد من عملها.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري، في بيان إن العنف الجاري في محافظة الحديدة يعرض عشرات الآلاف من السكان الضعفاء بالفعل للخطر، ويحول دون وصول المساعدة العاجلة التي يحتاجونها.

وحذر المنظري من اقتراب أعمال العنف من المستشفيات “يحد من حركة وسلامة العاملين الصحيين والمرضى وسيارات الإسعاف، إضافة إلى تأثر عمل المرافق الصحية”.

ورداً على التحذيرات، التي أطلقتها المنظمات الإنسانية من خطورة اقتراب المعارك من هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة، أكد محافظ الحديدة الحسن طاهر وجود خطة لدى القوات الحكومية للمحافظة على مستشفى الثورة الذي يقدم خدماته الصحية لكل أهالي الحديدة، والذي يضم أكثر من 600 شخص من العاملين فيه على مدار الساعة.

وأطلقت القوات الحكومية الجمعة الماضية، عملية عسكرية جديدة بدعم من التحالف للسيطرة على مدينة الحديدة، في استئناف لحملة ميدانية واسعة، انطلقت منتصف العام الجاري، للسيطرة على المدينة الساحلية ومينائها الاستراتيجي الواقعين تحت سيطرة الحوثيين.

مقالات مشابهة