المشاهد نت

شاب يمني ينجح في إعانة مئات المحتاجين عبر حساباته الإلكترونية

حضرموت – عبدالمجيد باخريصة :

لم يكترث الثلاثيني محمد باحبارة، لاتهامات التخوين والنصب والاحتيال التي أطلقها البعض عليه، في أول مناشدة نشرها عبر صفحته على “فيسبوك”، إلى أصحاب الخير، لمساعدة طفلة عمرها 6 أشهر، كانت معرضة للشلل الدائم في ساحل حضرموت (شرق البلاد)، وعجز والدها عن دفع مبلغ العملية، قبل 4 سنوات، كما يقول.

شاب يمني ينجح في إعانة مئات المحتاجين عبر حساباته الإلكترونية
ويروي باحبارة قصته لـ”المشاهد” بالقول: “بدأت رحلتي مع التطوع بعد رؤيتي هذه الطفلة الصغيرة، التي أجرت العملية الجراحية بنجاح، بعد تمكني من جمع المبلغ المطلوب من الخيرين، حينها كانت سعادتي لا توصف، وأنا أرى هذه الطفلة تتماثل للشفاء بعد العملية”.

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]الحملة قامت بأكثر من 200 عملية جراح[/box]
وتمكن باحبارة، خلال حملته التطوعية عبر “فيسبوك”، من جمع 216 مليون ريال يمني، لإنجاز عدد من المهمات الإنسانية (علاجية وغذائية وتسديد ديون مالية وكفالات ودعم مشاريع إنتاج أسرية)، منذ بدء حملته التطوعية.
وتكفلت الحملة بأكثر من 200 عملية جراحية وقيمة العلاج الإشعاعي لعدد من مرضى السرطان، وتنفيذ 9 حملات لتوفير علاجات دائمة لأكثر من 35 مريضاً، فضلاً عن تقديم علاجات دائمة وطارئة لـ٢٢٩ مريضاً، بتكلفة 6 ملايبن ريال يمني.
كما فتحت الحملة مشاريع لبعض الأسر، مثل توفير 3 عربات “تك تك” (عربة نقل صغيرة) لمعاقين، ومشروع “آيسكريم” لأرملة مع بناتها، ومشروع بيع ملابس وخياطة ليتيمات، وتوزيع أكثر من 5 آلاف سلة غذائية.
ويقول باحبارة إنه نفذ حملات لكسوة العيد، ومشروع الخبز (كفالة الروتي اليومي لـ101 أسرة) شهرياً، مضيفاً أن المشاق والتعب في القيام بهذه الأمور، يختفي عند رؤية ابتسامة طفل يتيم، أو أرملة أطعمت أبناءها، أو مريض أسهمت في شفائه.
ويعد “فيسبوك”، الشبكة الاجتماعية الأكثر رواجاً في اليمن، إذ وصل عدد اليمنيين المستخدمين لهذا الموقع مليوني مستخدم، بنسبة 8%، في العام 2017، بزيادة نصف مليون عن العام 2016، بحسب الإصدار السابع لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ومكن هذا الأمر، الكثير من محبي الخير، أمثال باحبارة، من نشر المناشدات التي تصل إلى المتلقي، وتحدث أثراً إيجابياً، يحفزه على التفاعل مع الحالة الإنسانية التي استهدفتها المناشدات.
وزادت حاجة الناس للمساعدة في اليمن، مع دخول العام الخامس للحرب التي اندلعت في 26 مارس 2015.
ومثلت المبادرات التطوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ملاذاً مهماً للمحتاجين، وبلسماً يخفف من آلامهم، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي خلفتها هذه الحرب.
وفاقمت الموجة الثانية من وباء الكوليرا، معاناة الآلاف من الأسر اليمنية العاجزة عن الحصول على العلاج في المستشفيات الخاصة، بعد التوقف الجزئي لبعض المشافي الحكومية في المدن التي تشهد مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي، عند تقديم الخدمات الصحية الكافية للمرضى.
تزامن هذا الوباء وأمراض أخرى كحمى الضنك، مع توقف رواتب أكثر من مليون موظف يمني في القطاع المدني الحكومي في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لجماعة الحوثيين.

مقالات مشابهة