المشاهد نت

الفنانة إيمان تبحث عن الإنصاف في “الثقافة”

صنعاء – فاطمة الأغبري:

ناشدت الفنانة اليمنية إيمان إبراهيم، وزارة الثقافة، ممثلة بوزيرها مروان دماج، تسوية وضعها الوظيفي أسوة بزملائها الآخرين، وتقديراً لتاريخها الفني الممتد منذ أواخر الثمانينيات.
ايمان التي بدأت مشوارها الفني في العام 1988، عندما كان عمرها 15 سنة، أنتجت خلال مشوارها الفني، قبل أن تتوقف عن الغناء، العديد من الأغاني التي لايزال جمهورها يتذكرها حتى اليوم، ومن هذه الأغاني: “حبيبنا نحن، كل المطاريق، صبرك على الحب، وجيت أتخبرك يا عامر”.
ولمع نجم إيمان مبكراً حتى وصلت إلى مراتب عالية، بعد أن بدأت أغانيها تبث في إذاعة وتلفزيون عدن حينها. كما شاركت في مهرجانات داخلية وخارجية في كلٍّ من الكويت والعراق وليبيا.

“وزارة الثقافة لم تنصفني”

وتقول إيمان التي تبناها الموسيقار والملحن الكبير أحمد بن غودل، لـ”المشاهد”: “انقطعت عن الفن بعد زواجي، وذلك بسبب التقاليد التي يلتزم بها أبناء المدن في شمال اليمن، حيث ينظرون للفنانة نظرة قاصرة، كأنها ناقصة. وعشت 20 عاماً مع زوجي. بعدها حدثت متغيرات كثيرة، جعلتني أعود إلى مسقط رأسي عدن، ومنها توجهت إلى وزارة الثقافة، وهناك تفاجأت أني غريبة، كأني لم أنتمِ لها يوماً ما”.
وتابعت بنبرة حزن أن وزارة الثقافة لم تحترم تاريخها الفني، ولا ما قدمته من أغانٍ لامست قلوب الكثيرين، ولاتزال تردد على أسماعهم حتى اليوم.
وكانت إيمان وجهت رسالة إلى وزير الثقافة في عدن، تدعوه إلى ضرورة الاهتمام بملفها، وإيصاله للجهات المعنية، ولكن لم تلقَ أي تجاوب. وبعد فشل كل الجهود، أطلقت إيمان، وبمساعدة عدد من الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، هاشتاج “أنصفوا الفنانة إيمان إبراهيم يا حكومة”، حاولوا من خلاله لفت نظر وزارة الثقافة والحكومة عموماً لهذه المظلومية.

تجاهل معاناة الفنانين

دعا مدير مركز تراث عدن، وديع أمان، عبر صفحته في “فيسبوك”، وزارة الثقافة، إلى تقدير مشوار إيمان الفني، الذي بدأ منذ أواخر الثمانينيات.
وترى الفنانة أمل علي، أن أسوأ ما قد يحدث للفنانين، هو تجاهلهم، وتجاهل معاناتهم وأوضاعهم، والتخلي عنهم وعن واجبنا تجاههم.
وأكد المخرج خالد عوضة، على صفحته في “فيسبوك”، أن الفنانة إيمان لم تنل حقها الأدبي ولا المعنوي في مسيرتها الفنية لأكثر من 3 عقود، رغم أنها صقلت موهبتها على أيدي كبار الفنانين، متمنياً من وزير الثقافة مروان دماج إنصافها.
من جهته، أكد وكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون والمسرح، نجيب سعيد ثابت، أن هناك توجيهات واضحة من وزير الثقافة مروان دماج، وعن قريب سيتم تنفيذها من قبل الجهات المختصة، منوهاً إلى اهتمام الوزير بطلب الفنانة، وبشكل حثيث.
وتحدث الوكيل الفنان عن حياة إيمان الفنية، وما قدمته من اعمال مميزة، وقال لـ”المشاهد نت” إن الفنانة إيمان إبراهيم لها شخصية مميزة، وأنها فنانة دخلت حياة الغناء بقوة، ولها صوت رائع، وما يميزها أن لها كاريزما وشخصية قوية وثقافة.
وأضاف: “ظهرت إيمان في النصف الثاني من الثمانينيات من القرن الفائت، بأغانٍ رائعة من ألحان الأستاذ الموسيقار أحمد بن غودل: “تعبت بحاري، حبيبان نحن، صبرك على الحب، كل المطاريق”.. هذه الأغنيات من كلمات شعراء كبار في عدن، منهم: أ. عبدالرحمن إبراهيم، والأستاذ راشد أحمد ثابت، وزير الثقافة الأسبق، ومحمد باطويل، وعلي عمر صالح. وانطلقت إيمان من تلك الفترة التي ذكرت وحتى أوائل التسعينيات، كالصاروخ في عدن بالذات، واليمن بشكل عام.
وأوضح ثابت أن إيمان كانت عضوة في فرقة الإنشاد الوطنية بعدن، وتوقفت لأسباب لا يعرفها في أوائل التسعينيات.
وقال: “عادت إيمان من جديد قبل سنوات قليلة، وكان لي الشرف أن تغني من ألحاني قصيدة “عليك السلام”، وسجلتها في القاهرة صوتاً وصورة، العام الفائت 2018م، وكانت رائعة بأدائها”.

إقرأ أيضاً  تكحيل العين…طقس رمضاني مهدد بالاختفاء في صنعاء

صوت دافئ

إيمان فنانة لا يمكن إهمال مطلبها، فهي وبصوتها الدافئ الذي وصل للكثير، والعائد مجدداً من بين ركام الحرب، ليصل إلى مسامع جيل جديد لم يعرفها بعد، لم تطلب ما ليس من حقها، بل طالبت بحق من حقوقها الذي يليق بتاريخها الفني، فهي لا تريد سوى تسوية وضعها الوظيفي الذي يجعلها لا تحتاج لأحد، وتستطيع من خلاله تربية أطفالها الذين يعيشون بعيداً عنها، بسبب الوضع المعيشي الصعب، إذ إنها لا تستطيع أن تأتي بهم إلى القاهرة، ولا أن تذهب لهم إلى عدن، كما تقول.

مقالات مشابهة