المشاهد نت

خلافات ترافق استعدادات المنتخب اليمني لتصفيات كأس العالم

عدن – مختار عبده:


بدأت الخلافات تظهر علناً هذه المرة بين وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد اليمني لكرة القدم، بسبب الدعم المقدم من الوزارة لاتحاد الكرة، لمساندة المنتخبات الوطنية (ناشئين، شباب، أولمبي، وأول)، الأمر الذي أنكره الأمبن العام لاتحاد الكرة حميد شيباني، الأسبوع الماضي، ليفجر جدلاً واسعاً حول أداء وزارة الشباب والرياضة.
وخرج شيباني بتصريح ناري يتهم فيه وزارة الشباب والرياضة بعدم دعم المنتخبات والاتحاد اليمني لكرة القدم، مؤكداً أن رئيس الاتحاد اليمني الشيخ أحمد صالح العيسي، هو من يقوم بدعم الاتحاد بجهود شخصية.
وهاجم شيباني، وزير الشباب والرياضة نايف البكري، بالقول: “أين معالي وزير الشباب والرياضة، رئيس مجلس إدارة صندوق رعاية النشء والشباب، من دعم المنتخبات الوطنية التي تمثل اليمن في المحافل العربية والآسيوية، ولديها الكثير من الاستحقاقات والمشاركات على المستويين العربي والقاري؟”، مضيفاً أن وزارة الشباب والرياضة بقيادة الوزير البكري، لم تقدم أي دعم يذكر للمنتخبات اليمنية.
وتابع: “لولا دعم الشيخ العيسي للمنتخبات اليمنية، لما كان للاتحاد اليمني أي تواجد على المستوى المحلي والعربي والآسيوي”.
ورد مصدر مسؤول في وزارة الشباب والرياضة على شيباني بأنه كاذب، مؤكداً على التزامهم تجاه دعم المنتخبات اليمنية من صندوق النشء والشباب، أو عبر الحكومة التي اعتمدت صرف 150 مليون ريال العام 2018، و500 مليون ريال هذا العام، للاتحاد، كما تكفلت الوزارة بتكاليف معسكر المنتخب الوطني بعد إلغاء معسكره في قطر العام الماضي، وتحويله إلى ماليزيا، حسب المصدر المسؤول.
وطالب المصدر المسؤول بوزارة الشباب والرياضة، شيباني، بالعودة أولاً إلى العاصمة المؤقتة عدن، لممارسة أعمال الاتحاد، والوزارة سوف تتكفل له بتكاليف الإقامة، أفضل من البقاء في قطر.

الخلاف مع بدء معسكرات المنتخبات


وتزامن هذا الخلاف في اليوم الأول الذي يستعد فيه المنتخب الوطني للتصفيات المشتركة لكأس العالم قطر 2022 وكأس آسيا.
وبدأ منتخب الناشئين معسكره بقيادة مدربه الوطني محمد النفيعي، في العاصمة صنعاء، في عملية الاختيار والفحص بغرض الإعداد للمشاركة في تصفيات كأس آسيا (ستقام في العاصمة القطرية الدوحة، سبتمبر القادم) التي وضعت قرعتها المنتخب اليمني على رأس المجموعة الخامسة إلى جوار كل من قطر وبنجلاديش وبوتان.
وبالمثل، بدأ المنتخب الوطني بقيادة مدربه سامي نعاش، ومساعده أحمد علي قاسم، ومدرب الحراس معاذ عبدالخالق، معسكره الإعدادي في مدينة المكلا، استعداداً للمشاركة في بطولة غرب آسيا التاسعة التي يستضيفها العراق خلال الفترة (30 يوليو – 14 أغسطس 2019)، بمشاركة 9 منتخبات قسمت إلى مجموعتين، حيث ضمت المجموعة الأولى منتخبات “اليمن، العراق، سوريا، فلسطين، لبنان”، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات “الكويت، السعودية، البحرين، الأردن”.
ويتخوف المتابعون للشأن الرياضي من أن تُفشل الخلافات التي بدأت شرارتها بين الاتحاد والوزارة، الرياضة اليمنية، وتزيد من معاناة المنتخبات اليمنية التي بدأت الاستعداد للاستحقاقات القادمة، أو تؤثر بشكل سلبي على أداء الاتحاد والوزارة، إذا لم يتدخل رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي، لحل هذه المشكلات.


دعم سعودي مقابل إلغاء معسكره في قطر


قدمت السعودية، عبر مسؤوليها في الاتحاد، مليون ريال سعودي للمنتخب اليمني، من أجل إقامة معسكر إعدادي للمنتخب الوطني في ماليزيا قبل المشاركة في نهائيات آسيا، والذي فشل المنتخب، وتلقى 3 خسائر مذلة من إيران والعراق وفيتنام، بحسب مصدر في وزارة الشباب والرياضة، في معرض رده على شيباني.
وقال المصدر إن الوزارة تكفلت بإعداد المنتخب الوطني لنهائيات كأس آسيا التي استضافتها الإمارات 2019، من خلال تقديم مليون ريال سعودي تكاليف المعسكر الخارجي والمشاركة، لكن مصدر الوزارة لم يكشف أن المليون المقدمة من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ثمناً لإلغاء معسكر المنتخب الوطني، العام الماضي، في قطر.
ونجحت السعودية والإمارات في إلغاء معسكر المنتخب الوطني في العاصمة القطرية الدوحة، وفرضتا على المنتخب التوجه إلى ماليزيا لإقامة معسكر إعدادي في كوالالمبور، مقابل إلغاء معسكر قطر الذي تقدمه الدوحة لمنتخبنا، وتستضيف منتخبنا الوطني منذ 5 سنوات، في معسكرات رياضية من الدرجة الأولى، مع استضافة المنتخب، وتنسيق مباريات مع منتخبات آسيوية وعربية في أراضيها، وتحملها التكاليف والسكن والتغذية للاعبي المنتخب اليمني.
وفي يناير الماضي، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تقديم 200 ألف دولار لكل منتخب مشارك بالنهائيات الآسيوية التي اختتمت في فبراير من العام الجاري، في الإمارات.
ولم يكشف الاتحاد اليمني عن كيفية صرف هذا المبلغ المقدم من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، للمنتخب الوطني، بمناسبة تأهله لأول مرة في تاريخه لنهائيات آسيا، كما لم يكشف عما يتلقاه أي منتخب يمني من دعم آسيوي أو خليجي.
وسبق أن تأهل منتخب اليمن للناشئين آخر مرة في ملاعب قطر، في سبتمبر 2017. ولم يعلن الاتحاد عما إذا كان تلقى دعماً من الاتحاد الآسيوي.
وفي 5 يناير من العام الحالي، أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جياني إنفانتينو، أن الفيفا بصدد الإعلان عن زيادة الدعم المالي المقدم للاتحادات الوطنية الأعضاء بالاتحاد، بعد النجاح في تحقيق فائض كبير في الميزانية.
وقال إنفانتينو: “ضاعفنا الدعم المالي منذ السنة الأولى لتولي المسؤولية من مليون دولار تقريباً في الـ4 سنوات، إلى 5 ملايين دولار في مدة الدورة المكونة من 4 سنوات، بواقع 1.25 مليون دولار لكل اتحاد وطني في العالم”.
وتابع: “الآن نحن بصدد الإعلان عن زيادة الدعم المالي هذا العام، ليصل إلى 6 ملايين، بعدما بات موقفنا المالي صحيحاً للغاية، وهناك فائض كبير في الميزانية”.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب


أين يكمن الخلل؟


ويعلق لاعب المنتخب الوطني ونادي شعب إب، النجم أحمد رامي، بأن تحرك الاتحاد هذه الأيام لإقامة دوري تنشيطي ومعسكرات للمنتخبات اليمنية، من أجل الحصول على المبلغ المخصص من الاتحاد الدولي.
ويضيف: “إقامة دوري تنشيطي من 3 و4 مباريات لكل نادٍ كلها كذب في كذب”.
وهاجم اللاعب السابق في المنتخب اليمني، إدارات الأندية، متهماً إياها بأنها السبب في استمرار هذا الاتحاد وفساده.
وقال: “أغلب إدارات الأندية هي سبب خراب الكرة اليمنية، بسكوتهم على عمل هذا الاتحاد الفاشل الذي سرق أموال الشباب من دون أن توجد له أية بصمة في تطوير الرياضة اليمنية”، متسائلاً: “لماذا في أي انتخابات للاتحاد، تجد الوجوه نفسها والأشخاص أنفسهم؟”.
ويجيب رامي بالقول: “لأن إدارات الأندية تبيع أصوات أنديتها مقابل الحصول على رشوة تذهب إلى جيوبهم الشخصية، وهنا تكمن الكارثة التي تعاني منها الكرة اليمنية”.
وتابع: “العشوائية قتلتنا بسبب جهل إدارات الأندية الفاشلة التي باعت أصوات الأندية لشلة حسب الله، وفضلت مصلحتها الشخصية على مصالح الأندية”، في إشارة منه للأندية اليمنية التي تساعد الاتحاد كل 4 مواسم، على الاستمرار في المنصب نفسه، حين يتم انتخاب الشيخ أحمد صالح العيسي، رئيساً للاتحاد اليمني لكرة القدم، والذي تولاه للمرة الثالثة على التوالي، ولمدة 12 عاماً”.


استمرار الدعم بشروط


جددت الوزارة، في تصريحها، استمرارها في تقديم الدعم والمخصصات لتنفيذ النشاطين الداخلي والخارجي، بحسب ما يُرفع إليها من خطط وتصورات فنية، ولكن بعد رفع التقارير المالية والإدارية التي سبق أن طالبت بها الوزارة، ولم ترفع منذ سنوات وحتى الآن، كما طالبت الوزارة بتقديم تقارير مالية من الاتحاد اليمني، عن الدعم الذي يتلقاه الاتحاد وأعضاؤه من الاتحادات الخليجية أو الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي، وكذلك عائد النقل التلفزيوني الخاص بالمنتخبات الوطنية.

مقالات مشابهة