المشاهد نت

سكان الخوخة تحت رحمة صيف قاسٍ

الحديدة – علي جعبور:

تقف ليلى إبراهيم، في طابور طويل، أمام عيادة دكتور الجلد في المستشفى الميداني بمدينة الخوخة جنوب محافظة الحديدة الساحلية (غربي اليمن)، وقد بدا عليها الإرهاق والتعب، مثل كل رفيقاتها، حيث تفوق درجة الحرارة هنا 40 درجة مئوية، لكن طفلها يوسف (7 أعوام) كان أكثر إرهاقاً منها، بعد إصابة جلده بالطفح.
تقول ليلى لـ”المشاهد” إنها نزحت قبل عام من مدينة الحديدة، عند اشتداد المواجهات بين قوات الحكومية والحوثيين، واستقرت لدى أقاربها في الخوخة، حيث كانت الكهرباء في المدينة المستعادة من سيطرة جماعة الحوثي، تعمل لمدة 12 ساعة خلال اليوم، لكن المولدات الكهربائية توقفت عن العمل منذ شهر، وهو ما ضاعف معاناة ليلى وطفلها، وتسبب لهما في تسلخات جلدية، والحال نفسه ينطبق على آلاف النازحين وسكان مدينة الخوخة.
وتضيف: “كنا نستفيد من الساعات المحدودة التي تعمل فيها الكهرباء، خصوصاً في النهار، مع ارتفاع درجة الحرارة، ومنذ توقف الكهرباء نهائياً ونحن نكتوي بحرّ الصيف الشديد، وانقطع الماء عنا، فاضطررنا لجلبه من الآبار، وأكثر من يعاني ويتعذب هم أطفالنا الذين لم يعودوا يحتملون أكثر، وحتى الأدوية المضادة للتسلخات والحبوب لم تعد تفيدهم”.
وانقطعت الكهرباء عن سكان المدينة الساحلية التي تزيد فيها درجة الحرارة صيفاً، الأمر الذي عرض البعض منهم للأمراض الجلدية في ظل تدهور الوضع الصحي هناك.

سكان الخوخة تحت رحمة صيف قاسٍ
مولد كهرباء لم يعد يعمل فى الخوخة –

انقطاع متكرر للكهرباء

وتعاني مدينة الخوخة من تردٍّ كبير في الخدمات الأساسية، وانقطاع تام للكهرباء والماء وتنظيف الشوارع منذ قرابة شهر، مما فاقم من معاناة سكانها البالغ تعدادهم 50 ألف نسمة، بالإضافة إلى 25 ألف نازح، حسب إحصائيات غير رسمية.


وكانت قوات المقاومة التهامية في الساحل الغربي، سيطرت على مدينة الخوخة الساحلية قبل نحو عام ونصف، ما جعلها تتحول إلى مأوى للنازحين من مختلف مديريات الحديدة التي تشهد مواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، وقدمت دولة الإمارات التي تتولى دعم القوات المتواجدة في الساحل الغربي، 5 مولدات كهربائية للمدينة، لتغطي ما نسبته 50% من احتياجها للكهرباء، إلا أنها توقفت عن العمل بداية يوليو الماضي، بسبب انعدام الوقود.
وقال مدير عام كهرباء الخوخة ماجد علي والد، لـ”المشاهد” إن المولدات التي قدمت للمديرية صغيرة وغير كافية لتلبية الاحتياج الكلي، مضيفاً أن شركة الفيصل التي كانت تتولى تشغيل كهرباء الخوخة، قدمت دراسة للهلال الأحمر الإماراتي، تفيد بأن المديرية تحتاج إلى 5 مولدات منها 2 قدرة 500 كيلواوات وعدد 3 قدرة 300 كيلووات، وعليه تم تشغيل المولدات بعد أن تم تغيير شبكة ضغط منخفض داخل المدينة، ثم تبين أن المولدات تخرج عن الخدمة تماماً، بسبب ارتفاع الحمولة المتزايدة عليها، ولذلك عمدت شركة الفيصل إلى فصل خطين من حمولة كل مولد، كون المولد لدية 4 خطوط، وأصبح غير قادر على تحمل جميع الخطوط، واستمر الوضع إلى ما قبل خروج المولدات عن الخدمة بشكل نهائي، بسبب عدم توفر مادة الديزل، بتاريخ 7 يوليو الماضي، بحسب ماجد.

5 مولدات كهربائية فى الخوخة ، لا تغطي 50% من احتياجها للكهرباء، إلا أنها توقفت عن العمل بداية يوليو الماضي، بسبب انعدام الوقود.

لا وجود لميزانية التشغيل

تنصلت شركة الفيصل من التزامها بإيجاد قطع غيار للمولدات، مثل الفيوزات، لإعادة الخطوط في حال احترق أحدها، وإذا تعطل أحد المولدات يتم الانتظار شهراً كاملاً حتى تستورد الشركة قطع غيار، وتقوم بإصلاحه، بحسب المهندس ماجد، مشيراً إلى أن السلطة المحلية غير قادرة على استلام المولدات، لأنها لا تملك ميزانية للتشغيل وتوفير متطلبات المولدات، ومن ذلك توفير رواتب العاملين عليها.

إقرأ أيضاً  إيناس تتحدى الإعاقة وتلهم المجتمع  

مناشدات السكان

وناشدت ليلى المسؤولين في مدينة الخوخة، سرعة العمل على حل مشكلة انقطاع الكهرباء، وإنقاذ سكان المدينة من قسوة الصيف، بإعادة التيار إلى بيوتهم، حتى لا تضطر لمعاودة مستشفى المدينة بطفلها يوسف من أجل الحصول على أدوية تخفف عنه آثار حرارة الشمس، وتمكنه من النوم دون صراخ، كما تقول، مضيفة أن الجو يكون خانقاً، ولا يحتمله الكبار، فما بالك بالأطفال، ما يعرض البعض، وهي منهم، للإغماء بشكل متكرر في ذروة ساعات النهار الحارقة.
ووجه مواطنون من مدينة الخوخة، مناشدات عاجلة للسلطة المحلية والحكومة، من أجل التدخل العاجل لرفع معاناتهم وإعادة الخدمات الأساسية، وخاصة الكهرباء والماء وتنظيف الشوارع، وتفعيل دور القضاء في مدينتهم.
وأكد المهندس ماجد أن الحل يكمن في إعادة العمل بالمحول السابق التابع للمؤسسة العامة للكهرباء والطاقة، وقدرته 5 ميجا وات، وربط خط الخوخة مع المحطة الكهروحرارية بالمخا، لكي يتم تشغيل محول المحطة وإعادة تجديد لشبكة الضغط العالي 11، لافتاً إلى أن انقطاع التيار الكهربائي، خصوصاً في فصل الصيف، وشدة الحرارة المرتفعة، هو عقاب قاسٍ بحق المواطنين الذين استبشروا خيراً بقدوم الشرعية.
وطالب محافظ الحديدة بسرعة تنفيذ مشروع ربط الخوخة بمحطة المخا، حيث إن لديهم دراسة متكاملة لتنفيذ المشروع، موجودة لدى مدير عام مؤسسة الكهرباء بالمحافظة.

مقالات مشابهة