المشاهد نت

سبتمبر الحوثيين… يحيي الذكرى الـ57 للثورة في قلوب اليمنيين

صنعاء – عابد عمر:

من منطلق “عسى أن تكرهوا شيئاً”، أصبح تاريخ الـ21 من سبتمبر، يوماً يُحيي في ذوات اليمنيين جذوة ثورة الـ26 من سبتمبر 1962، إذ أشعلت في أفئدتهم همة قراءة تاريخ الثورة اليمنية مراراً وتكراراً، ودفع سبتمبر (الحوثيين)، الشعب اليمني، لاستيعاب مفهوم الثورة اليمنية الأم، وأهدافها وقيمها ونظامها، وبين لليمنيين فظاعة ما جرى في 21 سبتمبر 2014.
صحيح أن الذكرى الـ57 لثورة 26 سبتمبر، تأتي والوطن لم يعد كما كان سالماً، إذ عاوده ذلك الداء الذي تعافى منه اليمنيون منذ قرن ونيف، بعد أن أطل برأسه هذه المرة، من نافذة الجمهورية. لكن اليمنيين ينشدون الخلاص من خلاله، وبه، بحسب التربوي صالح نجاد، الذي أكد لـ”المشاهد”، أن 21 سبتمبر المشؤوم، عزز لدينا عظمة ثورة 26 سبتمبر، التي أخرجت اليمنيين من واقع الظلام إلى النور، وجلعنا نعيد قراءة تاريخ ثورة سبتمبر، ونتعمق في تفاصيلها، وفهم إرهاصاتها، وأسباب قيامها، وكيف أعتقت رقاب الشعب من مقصلة الاستبداد، والسلالية، والجهل المركب، والجوع، والخوف، الذي كان يعيشه اليمنيون قبل الثورة.

احتفاء بثورة 1962

أخذت ثورة 26 سبتمبر، اليمن إلى آفاق رحبة، فتأسس النظام الجمهوري، وبدأت الحياة تدب في أرجاء الوطن، فاستقام كيانه، وتساوى الناس تحت مظلته، وعاش اليمنيون بسلام وأمان ووئام.
مر نصف قرن من عمر ثورة 26 سبتمبر، وكانت الحكومات المتعاقبة، تحتفل بذكرى الثورة شكلياً، كإيقاد الشعلة، وإقامة حفلات كرنفالية، وعروض كشفية، وإنارة الشوارع، وإسدال الأعلام على المباني، وعقد بعض الفعاليات والندوات المغلقة للنخبة السياسية والمثقفة فحسب، بينما غيبت مضمون ثورة سبتمبر ومفهوم مبادئها وأهدافها الـ6، في أذهان الأجيال، وبنت صورة سطحية لديها لمعنى ثوة 26 سبتمبر، حتى جاء يوم 21 سبتمبر 2014، الذي انقلبت جماعة الحوثي فيه على النظام والدولة، باعتبارها امتداداً للإمامة، التي ثار الشعب عليها في 26 سبتمبر 1962.
وقال غمدان قايد، أحد سكان صنعاء، لـ”المشاهد” إن 21 سبتمبر أحيا في نفوس اليمنيين معاني ودلالات ثورة 26 سبتمبر، ورسخ قناعات أبدية لدى الأجيال في الوقت الراهن والمستقبل، بأن ثورة سبتمبر 62م، أنقذت الشعب من براثن الطائفية والمذهبية، والجهوية، والمناطقية، مؤكداً أن الحوثيين باتوا يمارسونها اليوم، مستحضرين تاريخهم العتيق الذي عفا عليه الزمن.
وتابع: “لا بد أن يتمسك اليمنيون بثورة 26 سبتمبر، كنهج وميثاق، ويبنوا على أساسها أبناءهم وبناتهم، ويحصنوهم بقيمها وعدالتها الاجتماعية، التي قامت من أجلها”.

إقرأ أيضاً  رمضان.. شهر الخير والمبادرات الإنسانية بحضرموت

“اغرسوا قيم الثورة في نفوس أطفالكم”

كانت ذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر، تمر دون أن يدرك اليمنيون عظمة هذه الثورة، وما قدمت لهم من خير وفير في شتى المجالات، إلى أن أتى 21 سبتمبر (الحوثيين)، الذي أحيا في نفوس الشعب ثورة 26 سبتمبر، كما أفاد قاسم الراجحي، أحد سكان مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، لـ”المشاهد”، لافتاً إلى أن ما حل في 21 سبتمبر كان كارثياً بكل المقاييس، غير أنه دفع باليمنيين للتفكير ملياً بثورة سبتمبر، التي أخرجت اليمن من الظلام الملكي الإمامي آنذاك، إلى نور الجمهورية والحرية  والديمقراطية.
ويقول الدكتور عبدالله صلاح، أستاذ الأدب والنقد بجامعة ذمار، لـ”المشاهد”: “بفضل الثورة السبتمبرية تعلمنا وتوظفنا ونلنا أعلى الدرجات الأكاديمية من أرقى الجامعات في العالم، وتساوى أبناء الشعب اليمني أمام القانون والدستور، وتساوت القرية والمدينة، في المشاريع والخدمات، ومثلما تخرج من المدينة المدرس والطبيب والأكاديمي والمهندس والمثقف والأديب، كذلك تخرج من القرية المدرس والأكاديمي والطبيب، بل إن معظم النابغين في الثقافة والأدب والمجالات العلمية من أبناء المناطق الريفية”.
وأوضح صلاح، أنه إذا كان هناك من تعظيم وتمجيد وتقديس، فهو لثورة 26 سبتمبر، لأنها الثورة الوحيدة في تاريخ اليمن القديم والحديث، التي منحت الشعب الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والديمقراطية والصحة ومجانية التعليم.
وتابع: “احتفلوا بثورة 26 سبتمبر، واغرسوا أهدافها وقيمها في نفوس أولادكم في البيوت، وطلابكم في المدارس والجامعات، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، فهي ثورة حية، والتفريط فيها يعني موت الأجيال القادمة، والمستقبل، وعودة التخلف والجهل والمرض والعصبية الجاهلية والعنصرية”.

مقالات مشابهة