المشاهد نت

إعلان الحوثيين عن عملية كتاف… هل يجبر السعودية على إيقاف الحرب؟

صعدة – احمد البرطي:

أثارت المشاهد التي عرضتها جماعة الحوثي، مطلع الأسبوع الماضي، لمئات المقاتلين اليمنيين، سخطاً واسعاً لدى الشارع اليمني، تجاه التحالف العربي، والحكومة المعترف بها دولياً، وجماعة الحوثي، على حد سواء، لكن الحكومة بدت غير مكترثة لما حدث لأولئك اليمنيين الذين يقاتلون للدفاع عن الحد الجنوبي للسعودية.
ولا تخضع التشكيلات العسكرية التي تقاتل إلى جانب السعودية، لألوية الجيش الحكومي، بل للجيش السعودي الذي يخوض حرباً مع الحوثيين في الحد الجنوبي للمملكة.
وأسفر عن العملية العسكرية التي تعد الأعنف منذ انطلاق المعارك بين الأطراف المتنازعة، سقوط أكثر من 2000 جندي بين قتيل وجريح وأسير ومفقود.
هذه العملية كشفت مدى استهتار المتحاربين بدماء الجنود اليمنيين، بعد الزج بهم في أتون حرب برية، دون إعداد استراتيجيات لها.
وكان مسلحو الحوثي أطبقوا حصاراً خانقاً، على فصيل سعودي و3 ألوية عسكرية تابعة للتحالف العربي، هي “الفتح، الوحدة، والفاروق”، في “وادي آل جبارة” بمديرية كتاف التابعة لمحافظة صعدة الحدودية مع السعودية، أواخر شهر أغسطس الماضي، بعد توغل تلك الألوية إلى مسافات شاسعة من الوادي، دون تأمين ميسرة وميمنة الهجوم.
ونفى التحالف العربي الذي تقوده السعودية، مزاعم الحوثيين، متهماً إياهم بتضليل الرأي العام الإقليمي والدولي، عبر المسرحيات المكشوفة، وهو ما يتعارض مع ما نشره محور كتاف على صفحته في “فيسبوك”، من اعترافات ضمنية حول خسائر تعرضوا لها، عازياً ذلك إلى “الابتلاء من الله”.
وشهدت جبهة كتاف، خلال تلك الأيام وما تلاها، معارك ضارية هي الأعنف، أسفر عنها خسائر فادحة بين الطرفين، في محاولة من القوات الموالية للتحالف للانتقام لخسائرها الفادحة، واستماتة الحوثيين في الحفاظ على مكاسبهم الميدانية.

لماذا تأخر إعلان الحوثيين؟

لم تكشف جماعة الحوثيين عن العملية العسكرية وتفاصليها، في إعلامها الحربي، كما اعتادت في عملياتها القتالية، إلا بعد نحو شهر من وقوعها.
ويؤكد الحوثيون أنهم تمكنوا خلال عمليتهم التي عرضوها على مرحلتين، من السيطرة على مئات الكيلومترات، والإيقاع بـ3 ألوية عسكرية تابعة لمحور كتاف، إلى جانب فصيل سعودي، وحصارهم من الاتجاهات كافة، ما اضطر معظم المقاتلين للاستسلام طواعية.
وقال المتحدث باسم القوات الحوثية يحيى سريع، إن هذه العملية التي وصفها بـ”أكبر عملية عسكرية نوعية منذ انطلاق عاصفة الحزم، من حيث التخطيط والحجم والكثافة النيرانية والمساحة الجغرافية”، أسفر عنها أسر أكثر من 2000 مقاتل يمني، وعشرات المقاتلين السعوديين، فضلاً عن مقتل وإصابة نحو 750 آخرين، إلى جانب اغتنام عشرات الآليات الحربية وإعطاب أخريات.
وجاء إعلان الحوثيين عن هذه العملية، بعد نحو أسبوع من إعلانهم وقف كافة الهجمات العسكرية تجاه المملكة العربية السعودية، في إشارة إلى رسائل ضغط بأن جماعة الحوثي متحكمة بمسرح العمليات الحربية للقبول بالهدنة والجلوس على طاولة مفاوضات، حسب مراقبين.
وترجح مصادر إعلامية أن الخسائر التي تلقاها الحوثيون أجلت من إعلانهم عن هذه العملية التي جاءت بعد أيام من تبني جماعة الحوثي هجوم “أرامكو” السعودية بأكثر من 10 طائرات مسيّرة، تقلص معها إنتاج النفط السعودي.
وتشير تلك المصادر إلى أن الغرض من إعلان الحوثيين عن عملية “نصر من الله”، وفق تسميتهم، لتخفيف الضغط الدولي على إيران التي اتهمت من قبل السعودية وأمريكا، بأنها تقف وراء عملية “أرامكو”.
ونجح الحوثيون، إلى حد ما، في إخضاع السعودية التي بدت بعد تلك العملية، وفق تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيدة بخطاب الحوثيين الداعي إلى إيقاف الحرب، رغم تمنعها في الرد على دعوة الحوثيين الأولى عقب الهجوم على “أرامكو”، بحسب مراقبين.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب

مجندون جدد

ورغم ما شكلته تلك العملية من صدمة لأهالي الضحايا والأسرى والمفقودين، إلا أن قيادة محور كتاف أفادت، عبر مركزها الإعلامي، بقيامها بجهود كبيرة من أجل الوصول إلى نتائج صحيحة حول المفقودين والقتلى.
وكان إعلام محور كتاف، نشر خبراً عن زيارة تفقدية لقيادات عسكرية سعودية لقائد محور كتاف رداد الهاشمي، وهو يستعرض بجنوده في ساحات التدريب، في إشارة -حسب مراقبين- إلى أن الرجل السلفي لن يتعرض للمحاكمة العسكرية، في ظل حشد الكثير من الأفراد للالتحاق بالجبهة المشتعلة.
ولا توجد مشكلة، على ما يبدو، في ما حدث من نقص عددي للواء الذي يقوده الشاب السلفي رداد الهاشمي، الذي تعلم على يد مشائخ السلفية في “دماج”؛ إحدى مناطق محافظة صعدة، قبل أن يتم تهجير السلفيين منها، إذ بوسعه تجنيد آخرين في اللواء الذي تعرض لانتكاسة، طالما السعودية مستعدة لدفع رواتب مجندين جدد. وهو ما أشيع، وفق مجندين تمكنوا من الفرار عقب تلك العملية، مؤكدين أن الهاشمي بدأ بالفعل في تجنيد شباب يمنيين بدلاً عن الجنود الذين وقعوا في قبضة الحوثيين.

مقالات مشابهة