المشاهد نت

انقطاع الطرق الرئيسية بين المدن معاناة مستمرة

طريق رئيسية بين محافظة تعز وعدن - صورة ارشيفية

عدن – صلاح بن غالب:

يعاني عمار الشرعبي، سائق شاحنة لنقل البضائع من محافظة عدن (جنوب اليمن) إلى تعز (جنوب غرب)، من الوقوف في طابور طويل من الشاحنات المتوقفة في طريق وادي الخميس بمديرية القبيطة (شمال محافظة لحج اليمنية)، والتي تربط محافظة تعز شمالاً بالعاصمة المؤقتة عدن، نتيجة الإغلاق المتكرر للطريق الوحيد بسبب حوادث مرورية أو سيول مباغتة.
ويقول الشرعبي إن سبب توقفه في هذا الوادي، هو هرولة شاحنة أغلقت الطريق.
ويضيف لـ”المشاهد”: “انقطاع الخط الرئيس طريق كرش – الحوبان، سبب لنا صعوبات ومعاناة نحن سائقي الشاحنات والمركبات، في استبدال طرق لطلب الرزق، وإن كانت في غاية الوعورة”.
ويتابع: “كنت أشحن البضاعة من ميناء عدن، ومن ثم أنطلق، وخلال 5 ساعات من السفر المريح أكون وصلت إلى مدينة تعز. لكن في ظل الحرب حدث ولا حرج، نظل أسابيع في سفرٍ شاق، وننام الليالي في هذه الوديان، فنصف الوقت يأخذه السير في الوادي، والنصف الآخر يأخذه التوقف في النقاط الأمنية للتفتيش، فهذا جانب من معاناة الشعب جراء استمرار الحرب بالبلاد، وانقطاع الطرق الرئيسية بين المدن”.

طرق مغلقة

عملت جماعة الحوثي منذ نشوب حرب 2015م بينها وبين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، على زرع كميات كبيرة من الألغام في الطرقات الرئيسية الرابطة بين محافظات الجمهورية، ناهيك عن تفخيخ ونسف الجسور لحصار المدن التي رفضت حكم الحوثيين، كمحافظة تعز.
وبعد إحكام سيطرة جماعة الحوثي على مداخل تعز، أغلقت طريق كرش الخط الرئيس الذي يربط تعز بمحافظة عدن وباقي المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
واضطر سائقو شاحنات نقل البضائع والمسافرين لاتخاذ طرق بديلة غاية في الوعورة وضيق المساحة ومخاطر تدفق السيول، مثل طريق (سائلة السحر القبيطة وصولاً لمدينة الراهدة).
وفي منطقة ركب الخياشن بالقبيطة، تحدث لـ”المشاهد” علاء الرامي، شاب وناشط مجتمعي، بقوله: “إذا تعرضت ناقلة للعطب في هذا الركب الصخري، والذي لا يتجاوز عرضه 2.5 متراً، تتوقف الحركة، ويبقى المسافرون ربما يومين أو أكثر في الانتظار حتى يتم إصلاحها”.
وتحدث علي المنتصر، مسؤول الإغاثة بمديرية القبيطة، عن بعض الكوارث التي حلت بناقلات البضائع في بداية أكتوبر الماضي، في وادي الخميس والسحر، إذ جرفت السيول  15 شاحنة محملة بأنواع البضائع.
وتابع المنتصر: “هناك عدة صعوبات تواجه سائقي شاحنات نقل البضائع، وهي ضيق مساحة الطريق، خصوصاً في المنعطفات بركب الخياشن ونجد ظمران”.

إقرأ أيضاً  الهروب من البشرة السمراء.. تراجيديا لا تدركها النساء

محاولة إسعافية

إغلاق الطرق أمام حركة التنقل، ولجوء الناس للطرق المتعرجة، يزيد من معاناة المواطن في تحمل أعباء إضافية لأجور النقل، وزيادة النفقات في استهلاك الوقود، وربما يفقد المسافر حياته ومركبته وما يملك في حال تعرضه لتدفق السيول في مواسم الأمطار، إذا استمر إغلاق الطرقات الرئيسية بين محافظات الجمهورية.
وبعد مناشدات عديدة من قبل سائقي نقل البضائع، ونداءات إنسانية، تدخلت مجموعة هائل سعيد أنعم  (البيت التجاري الأشهر باليمن) بتمويل العمل وبشيك مفتوح لتنفيذ توسعة في المنعطفات الخطيرة والضيقة في نجد ظمران، وتوسعة ركب الخياشن، ورصفه حتى منطقة قطهات، بطول حوالي 250 متراً، وجعل الطريق تتسع لأكثر من مركبة في آن واحد.
ومازال العمل جارياً حتى استكمال تعبيد الطريق أمام الحركة والتنقل بحرية تامة.

مقالات مشابهة