المشاهد نت

هيفاء … قصة نجاح في صناعة المحتوى الرقمي

صنعاء – نهلة القدسي :

تبدع الشابة هيفاء أحمد (30 عاماً) في صنع محتوى رقمي بديع، من خلال رسم وكتابة القصص المصورة على منصات التواصل الاجتماعي، بلغة بسيطة وسهلة، جذبت الكثير من القراء والمتابعين.

تعيش هيفاء مع أسرتها في العاصمة اليمنية صنعاء، ولظروف أسرية، لم تستطع إكمال تعليمها وانتهى بها التوقف عن التعليم عند مرحلة الصف السابع الابتدائي.

لكن هيفاء اليوم، أصبحت أول فتاة يمنية تحترف كتابة ورسم القصص المصورة، والتي تعد من الفنون الجديدة في اليمن.

عانت هذه الفتاة من الفراغ والعزلة، فقررت على تعليم نفسها ذاتياً متحدية كل العوائق، وتمكنت خلال بضع سنوات من تعلم اللغة الانجليزية بشكل جيد، إضافة إلى إتقانها استخدام برامج الرسم المتخصصة في الصور المتحركة، وإنتاج التصاميم ورسوم الكرتون، على الحاسوب.

وتحولت هيفاء من فتاة عادية، إلى كاتبة ومنتجة قصص مصورة، ورسامة رقمية، وعقب ذلك حازت أعمالها على صيت من جمهورها المتابع لصفحتها Cute Comic في منصة فيسبوك. وقناة لها على تليجرام.

هيفاء ... قصة نجاح في صناعة المحتوى الرقمي

تقول هيفاء لمنصة (صوت إنسان): ” كنت محرومة من الذهاب إلى المدارس لكني لم أحرم من التعليم فالعلم ليس له حدود ولا يقتصر على المدارس أو الجامعات فقط بل يمكن للمرء أن يسعى لتعلم كل ما يريد إن رغب في ذلك فعلاً وأنا ولله الحمد عملت على تعليم نفسي بنفسي عبر قراءة الكتب المتنوعة وعبر تصفح الانترنت والتسجيل في مواقع تعليمية مختلفة “.

كتبت هيفاء العديد من القصص المصورة بلهجة يمنية ممزوجة بكوميديا خفيفة جعلتها قريبة من قلوب متابعيها في شبكة انستجرام، واعتمدت في قصصها على ملامسة الواقع اليمني، وخصوصاً قضايا المرأة اليمنية. كذلك قامت هيفاء برسم محتوى منهج دراسي لمادة الكمبيوتر لإحدى المدارس الأهلية بصنعاء.

إقرأ أيضاً  ضياع حق المرأة في التعليم والعمل بسبب الحرب 

وتضيف هيفاء: “كانت البداية حين فكرت بأن أتميز بصورة لملفي الشخصي (البروفايل) على صفحتي في الفيسبوك فصممت شخصية كرتونية تشبهني وفاجأت بأنها نالت شهرة كبيرة وحظيت بإعجاب الكثيرين الأمر الذي شجعني بعد ذلك فقمت بكتابة ورسم أول قصة مصورة لي باللغة الانجليزية ومن ثم ترجمتها إلى اللغة العربية ونالت استحسان شريحة كبيرة من المتابعين”.
هيفاء ... قصة نجاح في صناعة المحتوى الرقمي

الظروف التي حالت دون إكمال هيفاء لتعليمها، هي نفسها التي حالت الآن دون أن تكشف هيفاء عن جوانب كثيرة في شخصيتها أو أن تنشر صورتها واسمها الكامل أمام الجمهور.

وعن ذلك الأمر تقول هيفاء بأسى: “أهلي يرفضون ما أقوم به حاليا من ممارسة هواياتي التي أحبها تماما كما اعترضوا على إكمال تعليمي سابقاً”.

وتقول هيفاء: “للأسف لا يوجد لدي أي عائد مادي أتقاضاه من كتابة القصص المصورة، ولكن بالمقابل احصل على عائد مادي لا بأس به من رسم الصور الشخصية (البورتريه) وتصميم الملصقات الدعائية “.

هيفاء ... قصة نجاح في صناعة المحتوى الرقمي

تنصح هيفاء بنات جنسها بأن “لا ينبغي الاستسلام للظروف المحبطة والعزلة التي قد يفرضها عليك الآخرون بل ينبغي للمرء أن يقاوم ببسلة إلى أن يحقق أحلامه”.

اليوم، ما تزال هيفاء تتعلم كل يوم شيء جديد، يفتح أمامها الآفاق التي قد تبدو مغلقة، لتثبت للعالم أن الفتاة اليمنية بمقدورها النجاح، حين تملك الإرادة والتصميم لذلك، وحين تضع الأمل أمام عيناها.

تنشر هذه القصة بالتزامن مع نشرها في منصة ” صوت إنسان “ “وفقا لإتفاق بين المشاهد والوكالة الفرنسية لتنمية الاعلام CFI

مقالات مشابهة