المشاهد نت

التوجه الأمريكي في اليمن… هل ينهي الصراع أم يمكّن جماعة الحوثي من مأرب؟

عدن – سمية الصريمي:
في الـ7 من فبراير الجاري، صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن إنهاء الصراع باليمن يشكل أولوية لجو بايدن. تلى ذلك الإعلان عن وقف بيع السلاح الأمريكي للسعودية، وإلغاء تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية.لكن الحوثيين قابلوا انفتاح الإدارة الأمريكية تجاههم بمزيد من التصعيد العسكري على محافظة مأرب (شرق اليمن)، بهدف السيطرة على آخر معاقل الحكومة اليمنية شمالًا.

يتزامن ذلك مع شنها هجمات جوية بطائرات مسيرة على الأراضي السعودية، ردًا على ما سمته استمرارها في الحصار الجوي والبحري والبري واستمرار طائراتها الحربية بالقصف الجوي.وخلال الأسبوعين الماضيين، شن الحوثيون هجومًا هو الأكبر من نوعه على محافظة مأرب، منذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، بهدف السيطرة على آخر معاقل الحكومة شمال البلاد.

لكن جماعة الحوثي لم تنجح في مسعاها لإخضاع مدينة مأرب (تبعد 120 كم من العاصمة صنعاء)، رغم التعزيزات العسكرية المتلاحقة التي توافدت على اكثر من جبهة في الـ7 من فبراير الجاري.التصعيد العسكري لجماعة الحوثي في مأرب، وتصاعد الهجمات بطائرات مفخخة تستهدف السعودية، التي تزامنت مع زيارة المبعوث الأممي مارتن جريفيث إلى العاصمة الإيرانية طهران، لدعم سبل الوصول إلى حل سياسي للنزاع في اليمن، أمر جعل الكثيرين يشككون في شفافية قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة في إيجاد حل فعلي للأزمة اليمنية.حتى الآن، عجزت الإدارة الأمريكية في إقناع الحوثيين بإيقاف حربهم على محافظة مأرب، الأمر الذي قد يصعب من عملية السلام باليمن.

ويقول عادل الأحمدي، مدير مركز نشوان للدراسات الاستراتيجية، لـ”المشاهد”: “السياسة الأمريكية قائمة على النفاق. فمنذ إعلان بايدن عن حل سياسي لإنهاء الصراع ونحن نرى العكس ما يحدث على أرض الواقع”.

ويضيف: “رأينا الحوثي كيف تشجع وانتقل إلى الهجوم على أبها السعودية ومأرب”.ويقول غمدان أبو أصبع، صحفي برئاسة الجمهورية، لـ”المشاهد”: “لم يعد هناك شيء خفي عن مدى العلاقات بين الأمريكان والحوثي، فالأخير يعمل لخدمة الأجندة الدولية لرسم خريطة سياسية جديدة في الشرق الأوسط، وما يحدث في مأرب هو نتاج طبيعي لضوء أخضر يهدف لتحقيق انتصار سياسي يمكن الجماعة من فرض إملاءات على الحكومة”.

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

ويأمل اليمنيون بإنهاء الحرب التي استنزفت اليمن، لكن التوجه الأمريكي بإنهاء الصراع يحمل معه مخاوف، من بينها تناقضه في إيقاف دعمه للعمليات العسكرية في اليمن، بما في ذلك بيع الأسلحة والمعدات العسكرية للسعودية والإمارات، وبين عزمه لدعمها في الدفاع عن السعودية وأمنها وسيادتها، بحسب الصحفية فاطمة مطهر، عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين.

وتصف مطهر القرار الأمريكي بالمعادلة الفيزيائية، مضيفة: “لا أفهم كيف تسعى أمريكا لوقف الحرب في اليمن وهم جاؤوا في الأساس من أجل حماية السعودية”.وبحسب بيان صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (يعنى بالدفاع عن حرية الفرد في دول البحر المتوسط وأوروبا)، في 17 فبراير الجاري، فإن الهجوم على مأرب يبعد فرص التوصل لحل سلمي للنزاع الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يعتمد 80% من اليمنيين على المساعدات الإغاثية، و50% من الأطفال دون ست الخامسة يعانون من سوء التغذية.وتضم محافظة مأرب أكثر من 90 مخيمًا للنازحين، يقطنها نحو مليوني نازح، منهم 965 ألف طفل و429 ألف امرأة، فرّوا من المحافظات القريبة خلال سنوات النزاع إلى مأرب التي كانت تعد مكانًا آمنًا نسبيًا، وفق البيان ذاته.

وسقط عشرات القتلى والجرحى في معارك بين الحوثيين والجيش اليمني في مأرب، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن الهجوم العسكري على مأرب سيضع ما يصل إلى مليوني مدني، في خطر، وبالتالي ينتج عنه نزوح مئات الآلاف.

مقالات مشابهة