المشاهد نت

مأرب…النهوض من تحت الركام ونمو العمران

تبدو مدينة مأرب أمام زائريها كأنها مدينة جديدة الإنشاء، مأرب التي تحتضن تاريخ عريق بدأت مظاهر الحياة تعود إليها، فالمؤشرات تدلل على أن هذه المدينة قادرة على استعادة ألقها ودورها الحضاري، فهي الماضي والحاضر والمستقبل.

الزائر لهذه المدينة يشعر بالحركة غير المسبوقة فمشاريع البناء في كل مكان والأعمال الإنشائية المختلفة تزيد من جذب الناس إليها، إلى جانب ما تتمتع به هذه المدينة من مزايا التعايش بين ساكنيها، ومؤخراً فتحت ذراعيها للنازحين القادمين إليها من كل مدن اليمن.

تشهد مدينة مأرب المحررة منذ عام كامل نموا عمرانيا متزايدا نتج عن حركة سكانية كبيرة قدمت إلى هذه المدينة لعدة أسباب أبرزها توفر الأمن والخدمات العامة مقارنة بالمدن المحررة الأخرى التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية الشرعية.

ازدهار الأعمال الإنشائية

وفي ذات السياق يقول محمد نايف -أحد المقاولين في المدينة- لـ”المشاهد” إن هناك زيادة في أعداد المشاريع الإنشائية التي يقوم بها المواطنين الذين قدموا إلى مأرب ويقومون بإنشاء مساكنهم على أراضي استأجروها من ملاكها الأصليين.

ارتفاع الإيجارات وغياب للقانون

ويشير نايف إلى ارتفاع إيجارات الأراضي، ويقول إن الراغبين في البناء يستأجرونها بعقود مجحفة، حيث رافق الإقبال على استئجار الأراضي للبناء ارتفاع كبير في أسعار الإيجارات، بقابله غياب للقوانين المنظمة للعملية.

ارتفاع الأسعار لم يؤثر على الحركة العمرانية

من جانبه -نجيب الابي- يقول لـ”المشاهد” إنه استأجر أرضية لا تزيد عن 14 متراً مربعاً بما يعادل 200 دولار شهرياً، ويضيف: “الارتفاع طبيعي جداً، فمن لديه القدرة على البناء لديه القدرة بالتأكيد على دفع مبالغ الإيجارات، خاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار مواد البناء وتكاليف العمل”.

بدوره المقاول محمد نايف يرى أن أسعار مواد البناء ترتفع كل يوم نظرا لصعوبة وصولها إلى المدينة، ويشير إلى أن ارتفاع إيجارات الأراضي وزيادة أسعار مواد وتكاليف البناء لم يتسبب ذلك في إيقاف عجلة البناء.

افتتاح مراكز تجارية وفنادق

مأرب...النهوض من تحت الركام ونمو العمران- المشاهد- المشاهد

 

لم تقتصر حركة البناء على المباني السكنية فقط، حسب ما يقوله المقاول محمد نايف، بل تشهد المدينة نموا للمشاريع التجارية أبرزها الأسواق والمراكز التجارية، ومن المتوقع افتتاح سوق التويتي التجاري المتكون مما يقارب 100 محل تجاري بملحقاتها وأيضاً مشاريع الفنادق، حيث تم افتتاح ثلاثة فنادق جديدة في مأرب هذا الشهر فقط.

ولادة فرص عمل جديدة

تسبب النشاط العمراني في زيادة في فرص العمل وخلق فرصاً متعددة، ما دفع الكثير من الباحثين عن عمل للقدوم إلى مدينة مأرب، حيث يقوم البعض بإنشاء مشاريعهم الخاصة، وآخرون ينخرطون في الأعمال والمهن التي يجيدونها والتي من أهمها أعمال البناء والإنشاءات، التي تُعد أكبر المجالات بعد المجال التجاري الذي ينشط في مأرب نظرا للكثافة السكانية.

إقرأ أيضاً  تكحيل العين…طقس رمضاني مهدد بالاختفاء في صنعاء

دور السلطة المحلية في الرقابة

مع انطلاق عجلة التنمية في مأرب لابد أن يكون للسلطة المحلية دوراً مهماً، وفي ذلك فقد أصدر المكتب التنفيذي للمحافظة قراراً بتشكيل لجنة لمراقبة المخالفات الجسيمة التي منها البناء العشوائي واقتطاع أجزاء مهمة من أراضي الدولة.

وفي ذات السياق يقول المهندس مرعي التام -مختص تصاريح البناء بمكتب الأشغال العامة بالمحافظة- إن المكتب يبذل قصارى جهده لتقديم الخدمات اللازمة للراغبين بالبناء ومراقبة الأعمال الإنشائية الجارية في المدينة، ويضيف مرعي: “طلبات التصاريح المقدمة للمكتب تزايدت إلى الضعف خلال العام الجاري، حيث يُصدر المكتب ما بين 15 إلى 20 ترخيصاً في الشهر الواحد، فيما أعمال البناء العشوائية أكبر بكثير جداً من هذا الرقم.

تصاريح بناء المحلات التجارية تتصدر

تتصدر تصاريح بناء المحلات التجارية قائمة التصاريح المقدمة من مكتب الأشغال بمأرب، إلا أن الفوضى تسود أعمال البناء السكني، وبسبب تأخر إنزال المخطط العام لبعض أجزاء المدينة تفشل الإدارة الحكومية المختصة -بمراقبة أعمال البناء- في فرض القوانين على الجميع، وفقاً للمسؤول المختص في الأشغال.

انتشار البناء العشوائي

تسود الفوضى والعشوائية الكثير من المباني الحديثة، وفي ظل زيادة تصاريح البناء العشوائي وعدم تجاوب الأجهزة الأمنية مع الجهات المعنية للحفاظ على المخطط الحضري لمدينة مأرب، فإن ذلك يهدد بتشويه المدينة وخلق التحديات التي من الممكن تلافيها مبكراً.

جهات مسؤولة لا تتحدث للصحافة

“المشاهد” حاول الحصول على إجابات للكثير من الأسئلة في هذا الشأن إلا أن المختصين في مكتب الأشغال العامة لم يجيبوا على الكثير من أسئلة التقرير بمبرر أن لديهم أوامر بعدم الحديث إلى الصحافة إلا بمذكرة رسمية من مدير المديرية والجهات العليا.

نمو العمراني بفعل النزوح

مواطنون أصليون تحدثوا لـ”المشاهد” عن زيادة النمو العمراني بوصفه حالة قادمة مع قدوم النازحين، ويقول الحاج عبدالله إن القادمين إلى مأرب هم من يبنوها، ويتابع الحديث بجملة طريفة: “التعزيون إذا دخلوا أرض عمروها” في إشارة منه إلى التواجد الطاغي لأبناء تعز في المدينة كنازحين أو باحثين عن فرص عمل.

كثافة أعمال البناء و تسارع النشاط العمراني الأكثر لفتا للنظر في مدينة لم تتعاف تماماً من الحرب، ومازالت الصواريخ “الباليستية” تحاول اقتحامها كل يوم، وهو ما يؤكد أن لدى هذا الشعب رغبة جامحة في الحياة ولن يسمح لأحد بالوقوف في وجهها.

مقالات مشابهة