المشاهد نت

“دمرت الحرب منزلي” نازح تتكرر مأساة أسرته مع الترحال من منطقة إلى أخرى

المتضررون من الحرب في اليمن يتزايدون - أرشيفية

الحديدة – نواف الحميري:

تحت سطح منزل لا يقوى على حجب أشعة الشمس الحارقة أو قطرات المطر، تعيش أسرة الكفيف محمد سعيد الزهيري، المكونة من ثلاثة أبناء يعانون من سوء تغذية حاد، وزوجة قتل صحتها المرض، وأم مسنة لا يحتمل جسدها الجوع والفقر اللذين استقرا عندهم منذُ أن اندلعت الحرب في محافظة الحديدة ، عام 2018.
ويسكن الزهيري مع أسرته في منزل قديم بمنطقة الخوخة جنوب محافظة الحديدة (غربي اليمن)ي كما تقول زوجته.
وتضيف: “في بداية عام 2015، كنا نعيش في بيت صغير بناه زوجي، وكان لدينا أرض صغيرة والقليل من المواشي كمصدر دخل رئيسي. كنا نعيش معها في كرامة، ولم تُمد إلينا أيادي الصدقة يومًا، ولكن انتهى كل شيء، عندما دخلت الحرب مديرية التحيتا، حيث وصلت إلينا قذيفة، راح إثرها كل المواشي، حرق المحصول الزراعي، وفسدت الأراضي التي كانت تعد مصدر دخل كريم رغم بساطتها”. وتواصل حديثها بصوت حزين: “مع اشتداد المعارك ازداد الوضع سوءًا، وقصف منزلنا، هربنا بأرواحنا إلى هذا المكان بالخوخة”.

معاناة مع الترحال والنزوح

عانت أسرة الزهيري أثناء رحلة نزوحها الأولى من أزمة مادية، إذ عجزت عن توفير المقومات الأساسية التي تمكنهم من العيش. ويقول الزهيري لـ”المشاهد”: “نزحنا من منطقة الدريهمي مكان إقامتنا، إلى منطقة الجبلية، واستقررت هناك، قمت ببناء عشة من أغصان النخيل من أجل أن أربي بها أطفالي”.
واصل الزهيري، رحلة النزوح، باحثًا عن منطقة لا يصلها الرصاص والقناصات والقذائف التي تهب بدون سابق إنذار، وتخطف الأرواح والممتلكات، حتى استقرت هذه الأسرة في مخيم النازحين في الخوخة.
ففي كل مرة تصل الحرب إليهم، يشدون الرحال. هذه المرة كان نزوحهم عقب انسحاب القوات المشتركة من مواقعها في مدينة الحديدة، في نوفمبر الماضي، إذ اضطرت هذه الأسرة للنزوح من الجبلية إلى منطقة الخوخة، ويقول الزهيري عن معاناته أثناء النزوح الثاني: “قمنا بجمع الأغراض المهمه، ونزحنا سيرًا على الأقدام، كوننا لم نكن نمتلك ثمن أجرة السيارة التي ستنقلنا من منطقتنا إلى الخوخة”.
ونزح أكثر من ٢٥ ألف شخص بمحافظة الحديدة، خلال نوفمبر الماضي، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ومنذ ذلك الحين، ومحافظة الحديدة تشهد معارك متواصلة بين القوات المشتركة (تضم ألوية العمالقة، والألوية التهامية) وبين الحوثيين.

إقرأ أيضاً  بعد مرور عام من الوساطة الصينية بين السُّعُودية و إيران، أين يسير اليمن؟

“لم نحصل على معونات من أية منظمة”

“كافحت كثيرًا، وعملت ما بوسعي، حتى لا أرى أُسرتي تعيش على مال وصدقات الآخرين، لكن شاءت الأقدار أن تتركني على فراش المرض، وشاء الله لنا هذا الحال، ولا مصدر دخل لنا سوى ما نحصل عليه في هذا المخيم. أطفالي يعانون من سوء التغذية، وزوجتي تعاني من أمراض مزمنة، وأمي على مشارف الموت”، يقول الزهيري، الذي كان يعمل قبل إصابته بالعمى، في صناعة والسلال (تستخدم أواني لحمل الاحتياجات الصغيرة) من الخزف والحبال، وبيعها لإعالة أسرته.
“حينها كنت بصحة جيدة، أستطيع العمل، ولكني الآن أصبحت لا أقوى على عمل أي شيء، فقدتُ بصري، وأصبت بمرض القلب والروماتيزم”، يواصل الزهيري رواية معاناته، مضيفًا: “لم نكن نحصل على أية معونات غذائية من أية منظمة كانت، بعض الأسر تتلقى معونات، ونحن لم نحصل على شيء”.

مقالات مشابهة