المشاهد نت

 مدينة الصالح مجمع سكني وأكبر معتقل للمواطنين في اليمن

مدينة الصالح في تعز - ارشيف

المشاهد – تعز – خاص :

تحولت المدينة السكنية بالجند بمحافظة تعز ، من مجمع سكني لذوي الدخل المحدود الى ثكنة عسكرية محاطة بالكثير من التوجسات جراء تكريسها من قبل مقاتلي الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح  كمعتقل نوعي وسكن لكبار قادتهم .

860 شقة هي قوام المدينة التي  لو فتحت امام النازحين  التي شردتهم الحرب لخففت كثير من اعبائهم  في توفير مأوى أمن  يقيهم برد الشتاء، ويحفظ كرامة الانسان من البؤس واللجوء الى المدارس  و الجبال.

الناشطة ( م ) بمدينة تعز، فضّلت عدم التصريح  باسمه ، عبرت عن اسفها بالقول : كل ما اشوف المدينة السكنية  اقول ان هذه المدينة كانت بتستوعب كل النازحين، وبتجنبهم المآسي والمشاكل اللي شافوها ويشوفوها للان بسبب الحرب .

جلادين

وقالت الناشطة (م) في حديثها لت المشاهد ” ان مسلحي جماعة الحوثي وما يسموا انفسهم ب رجال المسيرة القرآنية   اظهروا من اول يوم حولوا المدينة الى معتقل  انهم جلادين  لا تعنيهم هموم المواطن وليس لهم علاقة بهم .

واعتبر العميد عبد الرحمن احمد قاسم  أن مدينة الجند السكنية التي كانت تحمل اسم الرئيس السابق علي صالح تمثل احد اهم مواقع تمركز جماعة الحوثي المسلحة  الرئيسية في ضواحي تعز.

وقال العميد عبدالرحمن ”  يرزح  مئات المعتقلين المدنيّين، في تعز، تحت وطأة ظروف اعتقال مرعب” .

معتقلين تعذيب

اول من تم الزج بهم في المعتقل من المقاومة الجنوبية ، فكانت الجماعة تنقلهم من محافظات عدن ولحج وابين ، وتم الزج  بـ500 معتقل ، تم الافراج عنهم في صفقات تبادل الاسرى.

مروان السامعي ، أحد الأشخاص الذين تعرّضوا للإعتقال من قبل جماعة الحوثي وحلفائها يروي تجربته “، قائلاً: “كنت في طريقي للمنزل في منطقة صاله فتم إيقافي من شخصين يتبعان الجماعة ، ثمّ تمّ أخذ تلفوني وقالوا ان به صورة  مناوئة لهم فتم احتجازه يومين في غرفة بوادي صالة  ومن ثم اوصلوني الى السكنية بالجند.

ويضيف السامعي  انه تعرّض للضرب والسبّ والإهانة أكثر من مرّة خلال تلك الفترة، التي استمرّت لمدّة ثلاثة اشهر ، ولا أحد يعلم عنا شي. كنّا نتناول باليوم الواحد وجبة واحدة،

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

سجن الصالح

عادل الصبري، هو الآخر، أحد الشباب الذين تعرّضوا للإعتقال على يد الحوثة ” وحلفائها، يقول ” إنّه “كان هناك شباب يبيعون رصاص  في حيهم ، فاخذ منهم 20 رصاصة .. وفي اليوم التالي مرت دورية واعتقلتني واخذتني الى سجن الصالح، وهو أكبر معتقل للجماعة في تعز.

يقول عادل ” كانت من أسوء أيّام حياتي، كانوا يحقّقون معي طوال اليوم، وتعرّضت للضرب واللطم والسبّ والشتم. أدخلوني في غرفة مظلمة لا أرى فيها الضوء، ولم أره إلّا بعد خروجي من السجن بعد أكثر من اربعة اشهر. في نفس الغرفة تأكل وتنام وتتغوّط، يطرح لنا أرز على الأرض.

واشار الصبري انهم اتهموه  بشراء رصاص للمقاومة ، وبعد انقضاء اربعة اشهر تم اطلاق سراحي .

غياب القانون

يقول المحامي والناشط الحقوقي ياسر المليكي  تعز هي جزء من الحالة العامّة في اليمن، هذه الحالة التي تتّسم بغياب القانون وتفشّي انتهاكات حقوق الإنسان، وأدّت إلى شيوع الإعتقالات والإختطافات من طرف جماعات مسلّحة، خاصّة تابعة للحوثيّين التي لها نصيب الأسد من الإنتهاكات بشكل عام.

ويضيف المحامي  ياسر المليكي  ان الاعتقالات والانتهاكات كانت سبباً في ظهور ردود فعل أخرى تتجاوز أيضاً القانون وحقوق الإنسان من الأطراف الأخرى”..

وقال  ” ان اليمنيّين، اليوم، طبعاً أمام نضال طويل وشاقّ، أوّلاً لاستعادة الدولة، ومن ثمّ إعادة تفعيل نظام العدالة، الذي غيّبه مقاتلي الحوثي  وقوّات صالح بفعل الإنقلاب، بحيث تتمّ إعادة منظومة حقوق الإنسان، والكفّ أيضاً عن الإعتقالات التعسّفية والإخفاء القسري، باعتبار أنّها جرائم انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، بموجب القانون والدستور اليمني والإتّفاقات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”.

استرزاق

ويعتبر الإعتقال أحد سبل الإسترزاق لدى الجماعة الحوثية  في تعز. وفي هذا السياق، كان الحوثيين يعتقلون تجار ويحتجزون سياراتهم ويوجهون لهم تهم التعاون مع داعش ، وبعد المفاوضات يقبضون ملايين للافراج عن التجار وسياراتهم.

مقالات مشابهة