المشاهد نت

الأنامل المنتجة سلاح المرأة لموجهة الفقر في تعز

المشاهد – خاص – حمدي رسام

لم تعد مهام المرأه في تعز محصورة على الأعمال المنزلية ورعاية الاسرة فقط، فقد فرضت الحرب واقعا مختلفا جعلها العائل الوحيدة للاسرة، ولجأت العشرات من النساء تحت ضغط الظروف الانسانية الصعبة الي البحث عن فرص عمل تمكنهن وأطفالهن من البقاء على قيد الحياة .
تقول أمل أحمد والتي تعمل في مجال الخياطة لتوفير متطلبات البيت ” بعد ان ضاق بنا الحال قررت تعلم الخياطة لأتمكن من توفير مصاريف البيت، وبدأت أمارس مهنة خياطة الملابس والعمل على بيعها”.

الأنامل المنتجة سلاح المرأة لموجهة الفقر في تعز
معرض الانامل المنتجه في تعز

أمل واحدة ضمن عشرات النساء اللاتي يعملن في مجال الاشغال اليدوية في انتاج الملابس الجاهزة، والبخور والعطور وغيرها من الحرف التي تساعدهن في التغلب على اوضاعهن المعيشية المتردية.
وفي اطار تشجيع المرأة على اكتساب مهنة تساعدها في توفير متطلبات الحياة افتتح مهرجان ” الأنامل المنتجة ” برعاية وتنظيم قسم تنمية مهارات المرأة في مركز تنمية المهارات الحديثة في تعز ، ويهدف المهرجان ، بحسب القائمين عليه ، الي مساعدة النساء اللائي فقدن عائلهن بسبب الحرب ، على اكتساب المهارات والمهن والحرف اليدوية اللازمة لمساعدتهن في توفير متطلبات الحياة.
تقول ابتهال الاديمي مدير قسم تنمية مهارات المرأة والمنظمة للمهرجان في حديثها للمشاهد:
فقدت الكثير من الأسر عائلها واصبحت المرأة تتحمل أعباء مصاريف البيت وتربية الأبناء ، فعملنا على تأهيل مجموعة من النساء في عدة مجالات منها ” الخياطة ، والكوافير ، وانتاج البخور والعطور، والأشغال اليدوية والإكسسوارات، وصناعة الحلويات” وكان هناك اقبال كبير من النساء اللاتي اجبرتهن الحرب على البحث عن مهن جديدة تساعدهن في التغلب على أوضاعهن الصعبة.
وتضيف ابتهال ” هدفنا من خلال هذا المهرجان الي إبراز دور المرأة في المجتمع وعرض المنتجات والأشغال اليدوية التي حاكتها أنامل هؤلاء النسوة المكافحات في سبيل توفير حياة كريمة لأطفالهن.
ودعت الاديمي المنظمات الدولية والمحلية ورجال الاعمال وفاعلي الخير الي دعم برامج النساء ودعم مشاريعهن وتزويدهن بالمعدات الازمة لتطوير اعمالهن.

إصرار رغم الصعاب
تروي أمل أحمد سعيد قصتها للمشاهد ” تعرض زوجي للإعاقة نتيجة تعرضه لصدمة بسيارة أحد مسلحي الحوثي أثناء الحرب ولم نستطيع علاجه ولم تتكفل المقاومة بعلاجه بحجه أنه لم يصب في الجبهات واصبح طريح الفراش، ولدي خمسة اطفال لا يوجد أحد يعولهم ولم نتلق اية مساعدات من اي جهة، وبعد ان ضاق بنا الحال قررت تعلم الخياطة لأتمكن من توفير مصاريف البيت، وبدأت أمارس مهنة خباطة الملابس والعمل على بيعها .

الأنامل المنتجة سلاح المرأة لموجهة الفقر في تعز
أمل أحمد سعيد ، احدى المشاركات في المعرض – تصوير حمدي رسام

وعن الصعوبات التي تواجهها تضيف أمل: أفتقر لماكينة خياطة خاصة حيث انني اقطع مسافة طويلة للوصول الي المركز لاستخدام الماكينة الخاصة به ثم اعود الي البيت لأقوم بالأعمال المنزلية.
وتختتم أمل حديثها ” اتمنى ان يقوم فاعل خير بشراء ماكينة خياطة وطاقة شمسية لأتمكن من العمل في المنزل والاهتمام بزوجي واطفالي”.
من جانبها تتحدث ريهام احمد للمشاهد:
” توفي زوجي نتيجة قنص من قبل مسلحي جماعة الحوثي، وتعرضت لصدمة نفسية نتيجة هذه الحادثة حيث كان العائل الوحيد ، وبعد فترة ذهبت لأتعلم مهنة الكوافير والحمدلله اصبحت الان مدربة في هذا المجال وقمت بتدريب مجموعة من النساء”.
وتضيف ريهام : اتمنى ان يكون هناك اهتمام بالجانب المهني وتأهيل المرأة في تعز ، فهناك الكثير ممن فقدوا اعمالهم او فقدوا من يعولهم نتيجة الحرب والاوضاع الانسانية في تعز.

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت

تنمية مواهب وتشجيع للمرأة
لم يقتصر المهرجان على المنتجات اليدوية فقط ، فقد تضمن ايضا عرضا لمواهب شبابية في مجالات مختلفة كالمسرح والرسم على الزجاج
تقول ماريا محمد ” تعلمت الرسم على الزجاج من اجل تنمية مواهب الشابات في هذ المجال ، وشاركت في المهرجان تشجيعا للدور الذي تقوم به المرأة في تعز”.
وتضيف في حديثها للمشاهد ” اسعي من خلال رسوماتي الي التعريف بمعاناة النساء جراء الحرب في تعز “.
وتعاني العشرات من النساء اللاتي فقدن عائلهن اثناء الحرب من صعوبات كبيرة في الحياة اذ لا توجد حتي الان جهة رسمية معنية برعاية اسر الشهداء والجرحي وما تزال الحرب تلقي بضلالها الماوساوية علي الاسر في تعز.

مقالات مشابهة