المشاهد نت

“تقرير خاص ” الصحفيون فى صنعاء ..التخفي وسيلة لإستمرار نقل الحقيقة

صورة تعبيرية

المشاهد – فؤاد محمد-خاص :

لجأ صحافيون يمنيون في صنعاء لسلوك أساليب جديدة تضمن الاستمرار في عملهم الصحفي، وتحقق لهم التخفي إعلاميا عن أعين سلطات جماعة الحوثي وصالح الذين يسيطرون على صنعاء منذ سبتمبر 2014م.

وفي حين غادر عشرات الصحفيين صنعاء باتجاه مدن ومناطق خارجة عن سلطات الحوثيين بحثا عن بيئة أقل خطرا، يواصل صحافيون ومراسلون لوسائل إعلامية خارجية ومحلية عملهم في صنعاء رغم مخاوفهم الشديدة تعرضهم للقمع.

وقبل سرد عدد من قصص التخفي لصحفيين في صنعاء نشير هنا إلى أننا في “المشاهد” اكتفينا بالإشارة بالرمز إلى أسماء من التقيناهم بناء على طلبهم وخشية تعرضهم للملاحقة.

 إسمي ومنزلي

يقول فؤاد علي – صحفي – “لجأت لتغيير إسمي ونقل منزلي من الحارة التي كنت أقطن فيها إلى حارة أخرى لايعرفون مهنتي التي أعمل فيها، وحتى أستطيع مواصلة وظيفتي الصحفية”.

ويضيف: “في منزلي الأول كان كثير من أبناء حارتي يعلمون بأنني أعمل في مجال الصحافة، وأنني أسلك طريقا ناقدا لتصرفات الحوثيين، وشعرت لأكثر من مرة أنني أصبحت مراقبا، لذا ما كان علي إلا أن أغادر منزلي إلى حارة أخرى تبعد عن حارتي الأولى”.

يؤكد فؤاد الذي طلب عدم الكشف عن لقبه أنه فكر لأكثر من مرة للخروج من صنعاء والإنتقال إلى عدن أو مارب إلا أن الظروف لم تتهيأ له. وقال: إنه “غير قادر على الانتقال من صنعاء إلى مدينة أخرى دون أن يكون هناك عمل جاهز ينتظره”.

ذات الطريق

فؤاد ليس وحده الذي لجأ لنقل منزله في صنعاء، وهناك صحافيون آخرون اضطروا لمغادرة منازلهم إما إلى مناطق أخرى في العاصمة أو عادوا إلى الأرياف وواصلوا أعمالهم من منازلهم بعيدا عن أعين الحوثيين.

وبحسب منيف عبدالرحمن – صحفي يعمل لموقع محلي معارض للحوثيين – فإنه اضطر للعودة إلى قريته وقام بالاشتراك في خدمة الإنترنت وأصبح يمارس عمله الوظيفي من منزله في القرية.

يقول: “لا أحد يعرف من أبناء قريتي أنني أمارس وظيفتي من منزلي وأنا أضطر إلى التخفي، والعمل ليلا بدلا عن النهار لمزيد من الحرص حتى لاتصل معلومات إلى مشرف الحوثيين في المنطقة”.

ويؤكد منيف أنه تعرض للتهديد أكثر من مرة من قبل قيادات موالية لصالح تحذره بأن يبتعد عن نقد الحوثيين حتى لايتعرض للإعتقال. مضيفا: “أمين المنطقة لدينا قال إنه غير قادر على الدفاع عني عند الحوثيين في حال أقدموا على اعتقالي وأنه بريء مني إذا حدث لي مكروه”.

ويشير منيف إلى أنه يكتب تقاريره الصحفية دون أن يذكر إسمه في التقرير كحق أدبي له، وأنه يضطر لنشر تقاريره تحت مصدر (خاص)، حتى لايعرف الحوثيون من كتب ذلك التقرير.

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت

لكن ن الشرعبي – صحفي – يقول: إنه يقوم بإعداد مواد وتقارير جيدة وأنه حريص على أن تنشر بإسمه مع أنها تهاجم الحوثيين.

مضيفا: “إسمي الصحفي معروف لدى الحوثيين وكثير من زملاء العمل خصوصا وأنا أعمل بمؤسسة الثورة للصحافة، لكنني تركت العمل فيها ولجأت للعمل كمراسل ومحرر في مواقع يمنية، بإسم آخر كأن أذكر إسمي الأول وإسم والدي، أو إسمي (ن أبو حسام) أو أي إسم يحفظ لي حقي الأدبي في حال تقدمت إلى أي عمل مستقبلي وكارشيف أحفظه لي”.

حالة القمع

وعن سبب لجوء الصحفيين للبحث عن وسائل للتخفي والهروب من القمع مع الاستمرار في العمل الصحفي يقول الصحفي جبر ناصر – الذي استخدم إسما بديلا له هو الآخر – إن السبب يعود لحالة القمع التي تعرض لها الصحفيون في المعتقلات وما سمعوه من حالات تعذيب نفسي وجسدي وإخفاء قسري لأكثر من عامين.

وأكد في تعليق لـ”المشاهد” أن المشكلة هي عدم وجود أية أعراف أو قوانين تنظيم العلاقة بين الصحفيين وسلطات الأمر الواقع وخضوع ذلك للمزاج الشخصي مما عرض الصحفيين لمخاطر كثيرة دفعتهم للبحث عن وسائل للتخفي من ضمنها النشر بأسماء مستعارة.

وأشار إلى أن صحفيين لجئوا لاستخدام أسماء جديد لهم غير أسمائهم المعروفة صحفيا، كأن يتم استخدام الاسم الأول وإسم الأب، أو الاسم الأول وإسم الجد، فيما يتم التخلص من اللقب أو الإسم الصحفي الذي عرف به خلال السنوات الماضية.

وأكد أن صحفيين أيضا اضطروا لتغيير أسمائهم في الفيسبوك وقام البعض منهم بتغيير الإسم من العربي إلى الإنجليزي والبعض قام بتغيير إسمه من الإسم واللقب إلى الإسم وإسب الأب، والبعض قام بتغيير إسمه تماما واستبدله بإسم مستعار حتى يتخلص من مراقبة حسابه.

يذكر أن نقابة الصحفيين اليمنيين نشرت قبل أيام تقريرا تناول الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون منذ مطلع العام الحالي. وقالت: إن العام الجديد بدى أكثر عنفا وعدائية تجاه الصحافة والصحفيين.

وقالت: إنها رصدت  47 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية خلال الثلاثة الأشهر الماضية من يناير حتى نهاية مارس 2017، منها 15 حالة اختطاف واعتقال واحتجاز ، فيما لايزال 19 صحفيا مختطفا منهم 18 صحفيا لدى جماعة الحوثي.

وأكدت أن جماعة الحوثي في صنعاء ارتكبت 29 حالة انتهاك من إجمالي الانتهاكات بنسبة 62%.

مقالات مشابهة