المشاهد نت

موت وطلاق وخراب ديار… يمنيون بين ويلات الحرب وظلم ذوي القربى.

صورة ارشيفية لامراة يمنية جرفتها الحرب الي الطلاق

المشاهد -أحمد مغلس -خاص -لحج :

 قديما قالوا اذا دخل الفقر من الباب قفز الحب من النافذة.

وحديثا يمكن القول اذا دخلت الحرب من الباب قفز احد الزوجين اوكلاهما وقفز معهما كل افراد الاسرة، الحرب لا ترحم احدا ولهيبها المستعر لايبقى على روابط اسريه ولايذر.

لاشى غير الحرب سنبدٱ من حيث ابتدآت الاحلام الوردية لمئات الاف من اليمنيين رجالا ونساءا بالسعى الجاد والحثيث لتاسيس اسر وعائلات جل مايهمها ان تحيا بسلام وتوفر مستوى من العيش يليق بجميع افرادها فى مجتمع لايطمح لاكثر من الحاصل ولا يتوق لابعد من المالوف٠

مجتمع بسيط ومحافظ لم يكن يدور فى خلده ان الايام ستفاجئه بما لم يكن متوقعا بحيث تنقلب صور الحياة اليومية واشكالها راسا على عقب فالبيوت العامرة صارت خرابا والحدائق المزهره صارت يبابا والذكريات الحلوة صارت سرابا ولا شى غير الحرب تقرع طبولها فى كل اتجاه وتزرع ويلاتها فى كل الانحاء، تخطف الارواح والافراح وتدوس باقدامها التى لاترحم على ضمائر الناس وامالهم وابنائهم وممتلكاتهم.

قصص اغرب من الخيال.

اذا كان من البديهى القول ان الحياة مسرح كبير فمن البديهى القول ايضا ان حياة اليمنيين فى ظل الحرب القائمه هى الماساة بعينها فلكل رجل حكايته ولكل امرٱة قصتها ولكل طفل مغامراته ومعاناته.

ام حميد امرٱة فى العقد السادس من العمر تعابير وجهها توحى بالحكمه والحنكه ودموعها المتساقطة تشى بمدى الالم الذي يعتصرها وثيابها الرثه تحكى ماتعانيه وما آلت اليه حالتها من بؤس وحرمان.

ام حميد  من مدينة تعز التى افقدتها الحرب زوجها وابنها وثلاثه من احفادها ناهيك عن منزلها التى تدمرت اجزاء واسعه منه تؤكد وبحرقه شديده انها وان كانت حزينة على من مات من افراد اسرتها الا انها اكثر حزنا على قيد الحياة فقد وقعوا فيما هو اسوٱ من الموت انه التمزق والضياع فابنها الاكبر هجرته زوجته لانه اصبح عاطلا عن العمل وابنها الاخر اضطر للالتحاق ببعض جبهات القتال بحثا عن وظيفه ومرتب شهري لسد رمق الاسره وانقاذ مايمكن انقاذه من ماء وجهها الذي ضاع فى سبيل البحث عن المطعم والملبس والماوى.

النزوح ليس حلا.

النزوح هو الاخر لم يكن حلا بقدر ماتحول الى مشكله عند كثيرين وبخاصه اولئك الذين ظنوا للوهلة الاولى انهم سيجدون كل حب ورعايه عند اهلهم وذويهم حتى اكتشفوا انهم انتقلوا من ساحة حرب الى ساحة حرب اخرى ولسان حالهم يقول:

وظلم ذوى القربى اشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند.

  فــــ النسب والصهر على حد تعبير محمد مقبل ٣٥عاماواحد النازحين من تعز الى لحج لم يقوما بواجبهما فى استيعاب الاسر النازحة وتأمين الظروف والمناخات الظروريه لضمان مستوى لائق من العيش والاستقرار لتلك الاسر بل على العكس من ذلك تحول اهل الزوج واهل الزوجة الى وحوش مفترسه لاترحم احدا ولا تقدر ظروف احد.

محمد مقبل يحكي باختصار قصته مع اهله واهل زوجته بالقول اول الامر نزحت مع زوجتى واولادى الى منزل والدى ولم تكد تمر اسابيع حتى اندلعت المشاكل بين امى واخواتى من جهة وزوجتى من جهة اخرى حاولت قدر المستطاع ان اقف على الحياد لكنى وجدت الامور تتطور يوما بعد يوم حتى وصلت الى حدمطالبتى بتطليق زوجتى .

إقرأ أيضاً  رغم العروض المغرية.. «الخضروات» بعيدة عن متناول الناس بصنعاء

ويتابع احد سرد قصته “فما كان منى الا ان اخذت زوجتى واولادى وانطلقنا الى لحج حيث يعيش اهل زوجتى وكنت اعتقد ان المسالة انتهت واننا صرنا فى مأمن من الحرب ومن ظلم الاهل والاقارب لكن الرياح جائت بما لا اشتهى فقد بدٱت المشاكل بينى وبين عمتى واولادها الذين راحوا يعبثون بكل شى فى حياتى ويتدخلون فيما بينى وبين زوجتى واطفالى حتى صارت حياتى جحيما وصرت فاقد الاراده والادهى ان زوجتى لا تستطيع فعل شى فقد تحولت الى العوبة بيد امها واخواتها ما جعلنى اترك زوجتى عند اهلهاومعها اطفالى “.

ويضيف وهاانذا انتظرا ن تنتهى الحرب وتعود الحياة الى سابق عهدها وتعود معها اسرتى التى حالت ويلات الحرب وظلم ذوي القربى بينى وبينها. خرق لحقوق الاطفال.

الاطفال اذا هم اكبر الخاسرين فبحسب تقارىر دوليه فان الحرب الدائرة فى اليمن حولت ابتسامة الاطفال الى جحيم كما حولت المئات منهم الى مقاتلين او معتقلين وهو مايشكل خرقا لحقوق الاطفال.

فهناك تقارير تتحدث عن 6 الف طفل في مدينة تعز يعانون من اثار نفسية نتيجة الحرب منها التبول اللارادي وفقد احد الحواس .

الاضافة الي العشرات الذي قضوا بسبب القذائف والالغام والامراض وايضا هناك احصائيات مرعبة عن توقف الآلاف من الاطفال عن الدراسة بسبب الحرب .

اسر ممزقه ومحطمة.

ماذا يقول اهل الاختصاص؟وماالذي ينبغى التركىز عليه فى هذا الجانب؟ يؤكد عدد من الباحثين ومن بينهم الدكتورمحمد باسلامه استاذ علم الاجتماع اهميه تضافر الوعى المجتمعى والعمل الجماعى والفردي لتلافى التفككات والانهيارات الاسرية القائمة وتقديم المعونات والمساعدات اللازمه للاسر المنكوبة لتجاوز مشكلاتها فالاسرة بحسب ماهو متعارف عليه جماعه صغيره ذات ادوار ومراكز اجتماعيه ترتبط برباط الدم والزواج وتشترك وتتعاون فيما بينها اقتصاديا وتقوم بدورها فى بناء النفس وممارسة المعيشة وتنظيم المجتمع وابقاء النوع الانسانى،

معتبرا ان الحرب حجر عثرة فى طريق الاسرة وتحقيق الاهداف الانسانية والاجتماعية المرجوة منها ما يعنى تخلى الاسرة عن القيام بواجبها فى تربية وحماية ابنائها وتركهم يواجهون مصاعب الحياه بمفردهم بحيث تتحول الاسرة من اسرة منسجمة ومتناغمة الى اسرة محطمة وممزقة تنفصم عراها وروابطها الروحية وتترك اثار سيئة فى تربيه الاطفال وانحراف الاحداث والتخلف الدراسى والى جانب الصعوبات الاقتصادية قد يؤدي التفكك الاجتماعى كما هو معروف فى الاوساط العلمية الى التفكك الشخصي كما هو الحال فى حاله المرض العقلى والاستخدام السيئ للعقاقير او السلوك الاجرامى.

خاتمة القول. خاتمة القول لابد من التعامل الايجابى والمسئول مع ظاهرة التفكك الاسري جراء الحرب القائمة فى اليمن فالتراحم والتكافل واحتواء المشاكل والمتطلبات الضروريه للاسر النازحه والمنكوبه او الاسر التى انقط

مقالات مشابهة