المشاهد نت

صرواح ..بين حلم الخلاص وحسابات المعركة العسكرية

المشاهد – هشام المحيا-خاص:

منذ ان سيطرت جماعة الحوثي  عليها بعيد الانقلاب في سبتمبر من العام 2014م ما تزال مديرية صرواح –  إحدى مديريات محافظة مأرب – منطقة صراع بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وقوات جماعة الحوثي وصالح  من جهة اخرى رغم توافر الامكانيات التي لا تمتلكها جبهات اخرى تمكنت من طرد الانقلابيين من مناطقها  ، وقد ولد تأخر تحرير الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لمديرية صرواح تساؤلات  كثيرة لدى المتابعين و المواطنين في مختلف المحافظات .

بعد ان سيطرت جماعة الحوثي وصالح على مديرية صرواح مارسوا بحقها  ابشع الجرائم من قتل وتنكيل وتشريد لسكانها باستثناء القليل منهم ، الامر الذي حتم على القبائل ” المقاومة الشعبية ” ومعهم الجيش الوطني  الوقوف ضد هذا العدوان حتى اندحاره ، ومنذ ذلك الحين وحتى كتابة هذا التقرير ما تزال المعارك مستمرة

واقع المعركة

خلال عامين من المعارك لم يتمكن رجال القبائل ” المقاومة الشعبية ” ومعهم وحدات الجيش الوطني  من استعادة المديرية كاملة  ، إذ تصل مساحة ما تم تحريره منها ـ حسب ما أفادت به قيادات ميدانية هناك ـ إلى    30  بالمائة  ، تكبد  العدو خلال معاركها خسائر فادحة في الارواح والعتاد ، كما تمكن الجيش الوطني من  تحييد 30 بالمائة اخرى من  اراضي المديرية عن المعارك حيث تخلو هذه المساحة من تواجد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية  او من مسلحي المليشيا الانقلابية  لكنها تعتبر خاضعة لسيطرة الشرعية – حسب ذات المصادر –   لتسييرها لمختلف نواحي الحياة فيها من جهة وولاء سكانها لها من جهة اخرى ، وتبقى ثلث مساحة المديرية ساحة مفتوحة للمعارك .

 

الحسم

القيادي في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة صرواح ربيع الحمجري تحدث عن طبيعة معركة الشرعية ضد جماعة الحوثي  وأسباب تأخر الحسم فيها فقال ” الجيش الوطني في صرواح ليس عاجزا عن حسم المعركة ، فنحن بإمكاننا طرد المليشيا وتحرير المديرية بأكملها خلال يوم واحد فقط لكن هناك أسباب تحول دون ذلك ، ومن أبرز تلك الأسباب هو أنها تعتبر جبهة استنزاف مفتوحة ، استطاعت أن تكبد الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح ” وعن إمكانية فتح جبهات أخرى استنزافية متقدمة غير صرواح يقول الحمجري ” جبهة صرواح تصلح لهذه المهمة فهي جبهة مفتوحة وتضاريسها تساعد على ذلك ، أما إذا فكرنا بفتح جبهات متقدمة ــ في خولان مثلا ـ سيكون الأمر صعب للغاية وسيتكبد الجيش خسائر فادحة والسبب أن خولان لا تصلح لأن تكون جبهة استنزاف من الناحية الجغرافية ومن ناحية أخرى لا يمكننا التقدم إلى خولان والمليشيا ما تزال تسيطر على مواقع استراتيجية هامة ، لكن هذا لا يعني أن صرواح لن تتحرر بل على العكس من ذلك فعملية تحريرها بات قريبا ولدينا خطة لذلك ، وسيكون تحرير صرواح بالتزامن مع تحرك جبهات أخرى ومنها جبهة نهم ”

إقرأ أيضاً   الحلويات الصنعانية... عادة رمضانية

خسائر جماعة الحوثي

 

خلال عامين من المعارك بين قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية من جهة وجماعة الحوثي وصالح  من جهة أخرى تم انهاك قوى العدو وإلحاق خسائر جسيمة به في العتاد والارواح فحسب بحسب مصادرنا الميدانية في الجبهة ،  تحاوز عدد قتلى المليشيا  الفي قتيل على الاقل وآلاف الجرحى ، من جهة اخرى خسر الانقلابيون في معاركهم بصرواح مئات الآليات العسكرية وكم هائل من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة  .

قيادات ميدانية بالجيش الوطني والمقاومة  بصرواح بينهم  القيادي ربيع الحمجري تحدثوا عن   حجم الخسائر التي لحقت بالحوثي خلال الأيام الأولى للمعركة  إذ يقول الحمجري ” خلال الاثني عشر يوما الاولى للمعركة سقط من المليشيا اكثر من 800 مقاتل بين قتيل وجريح نصف هؤلاء قتلى ، فيما يصل  اجمالي عدد القتلى خلال عامين  إلى أكثر من ألفي قتيل واضعاف هؤلاء سقطوا جرحى ، أما بالنسبة للأسرى فهناك أكثر  من 150 أسيرا حوثيا بيد الجيش ”  واضاف ” أيضا تلقت المليشيا خسائر في العتاد  فقد تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بجبهة صرواح من تدمير عددا كبيرا من الآليات العسكرية المختلفة التي نهبتها المليشيا الانقلابية من معسكرات الدولة بعد سطوها عليها بعيد الانقلاب ”

من جهته يؤكد يحي العامري  احد افراد الجيش الشرعي المقاتل في صرواح  ان هذه  الجبهة اغرقت الحوثيين في مستنقع الخسارة اذ يسقط عدد من  أتباعهم كل يوم بين قتيل أو جريح أو أسير – حد تعبيره – ويقول أن أفراد الجيش الوطني والمقاومة استطاعوا تدمير كل التعزيزات التي تدفع بها المليشيا سواء كانت أسلحة أو آليات عسكرية أو قوة بشرية ”

 

المهمة الصعبة

 

أكثر من عامين وصرواح ما تزال منطقة صراع فيما سكانها مشردون ونازحون في أكثر من مديرية ، داخل مأرب وخارجها يعانون الأمرين ، لذلك يتطلب على قيادة الجيش الإسراع في عملية تحرير المديرية واليمن بشكل عام لإنهاء معاناة هذا الشعب.

مقالات مشابهة