المشاهد نت

كلية الحقوق جامعة تعز .. واقع اكاديمي مبندق

المشاهد – هشام المحيا – خاص:

في الوقت الذي كان فيه طلاب كلية الحقوق بجامعة تعز يتفقدون أسلحتهم المتمثلة بأقلامهم ويتأكدون من مدى فاعليتها كان أحد زملائهم ويدعى محمد دماج يتفقد سلاحه أيضا غير أن سلاحه   لا يشبه أسلحة زملائه حيث استبدل القلم بالبندقية و”المسدس”،  وبعد أن تأكد من جاهزيته انطلق بخفة وفور وصوله البوابة الرئيسية للكلية اقتحمها كمحارب من محاربي الصحراء أو كانتحاري يفاجئ العدو في معقله ووسط ذهول الجميع … شق الرجل طريقه نحو قاعة الامتحان  دون أن يلاحظ عيون الطلاب المندهشة والمتخوفة أيضا التي تراقبه وفي إحدى مقاعد القاعة أخذ مجلسه وبمجرد أن وجه إليه نائب عميد الكلية الدكتور أنور اليافعي بعض تعليمات الامتحان غضب بشدة وحاول الاعتداء عليه قبل أن تخرجه الحراسة لكنه عاد مرة أخرى لكن هذه المرة ليس لوحده بل ومعه عصابة مدججة بالسلاح وهناك ارتكبوا الجريمة الشنعاء بحق الجامعة والكلية أولا ، ثم بالدكتور اليافعي وإحدى زميلاته  ثانيا وبالطلاب آخرا

 

عابد محمد طالب في المستوى الثالث بكلية الحقوق ذهب ليؤدي امتحانه فيها ولم يكن يعلم أنه سيكون على موعد مع مشاهدة أبشع سيناريو مرعب يتجاوز عدد أبطاله خمسة أشخاص بينما الضحية واحد .. يروي عابد ــ للمشاهد ــ ما شاهدته عيناه في كليته فيقول ” عندما كانت لجنة الامتحان تنظم عملية دخول الطلاب الى القاعات الامتحانية جاء احد الزملاء وهو يعمل حاليا ضمن افراد كتائب ابي العباس والتي يقع مهام حراسة احدى بوابات الجامعة الاربع ضمن مهامها في المدينة .

وفور وصوله دخل الكلية دون ان يجرؤ احد على تفتيشه وكان حينها يحمل سلاحه ” المسدس ” وجلس في احد المقاعد الامتحانية علما بأن القاعة التي دخلها ليست قاعته فاسمه كان موجودا في القاعة الاخرى وعندما جاء اليه الدكتور انور اليافعي نائب عميد الكلية لاعطائه بعض التعليمات المتعلقة بعملية سير الامتحان غضب بشدة ورفع صوته على الدكتور ولم يكتف بذلك بل حاول الاعتداء عليه بالضرب غير ان حراسة الكلية جاءت واخرجته في قاعة الامتحان ..حينها كنا نظن ان المشكلة قد انتهت الا ان ما حدث لاحقا بين لنا ان ما حدث لم يكن سوى البداية ”

يتوقف عابد ليسترخي قليلا فالحادثة انهكت قواه العقلية

من جانبه  الطالب عدنان الذي يدرس في نفس الكلية بالمستوى الثالث يتحدث لــ” المشاهد “ ” بعد ان اخرجت الحراسة الطالب المسلح الذي حاول الاعتداء على الدكتور اليافعي تفاجئ الجميع بعد دقائف فقط من اخراجه بأنه عاد ومعه عصابة مسلحة يتجاوز عددهم الخمسة افراد وكانوا مدججين بالاسلحة وفور وصولهم اعتدوا على احدى الكادر الاداري في الكلية وفي القاعة امام الطلاب والطالبات فتحوا اسلحتهم وهددوا كل من يتحرك بالقتل وفي ذلك الوقت انقسمت العصابة قسمين قسم جاهز لقتل كل من يحاول استفزازهم او الاقتراب منهم وقسم اخر توجه الى الدكتور اليافعي ووجهوا اليه عدة لكمات في انحاء متفرقة من جسمه قبل ان يسحبوه الى بوابة القاعة ويطرحوه ارضا وانهالوا عليه بالضرب المبرح ”

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

 

صدمة نفسية

حاولنا من خلال  -“المشاهد”- ان نتحدث مع الدكتور انور اليافعي لمواسته من جهة واخذ تفاصيل اكثر من جهة اخرى غير انه – بحسب افادة أحد المقربين منه – لن يتمكن من الحديث مع اي شخص فالصدمة النفسية التي اصابته لم تسمح له بلملمة حروف الجرح الذي لن يندمل مهما بلغت درجات الانصاف والتي لم تحدث ولو بدرجة دنيا

الجهات المسئولة في محافظة تعز ممثلة بعارف جامل وكيل المحافظة المعين من قبل الشرعية تهرب – او بالأحرى – رفض  التعليق على حادثة كلية الحقوق وما حدث لنائب عميدها الدكتور اليافعي .

واقع مزري

مصدر في جامعة تعز اوضح – للمشاهد – بعض اسباب الحادثة حيث قال ان الصراع بين بعض فصائل المقاومة على السيطرة على جامعة تعز ولد الكثير من المشاكل موضحا ان هناك اربعة جماعات مسلحة تتقاسم البوابات الاربع الجامعة  واشار المصدر الى ان هذا الاعتداء ليس الاول من نوعه فقد حدث قبل ذلك حوالي خمس مرات

موقف غاضب

أثار الموقع استياءا وسخطا مجتمعيا واسعا وقبل ذلك اثار غضب طلاب جامعة تعز وكادرها عموما وطلاب وكادر كلية الحقوق على وجه الخصوص وقد عبر هؤلاء الاخيرين عن موقفهم الرافض للاعتداء بإقامتهم وقفة احتجاجية تضامنية مع الدكتور صباح امس الاحد وهو اليوم التالي للحادثة كما علقت الكلية الامتحانات بسبب الحادث  وقد طالب المحتجون بإخراج المليشيات من الجامعة وفرض سلطة الدولة وقبل ذلك محاكمة المعتدين وتأديبهم ..ويأتي كل ذلك في ضل صمت غير مبرر من قبل الجهات المسئولة في محافظة تعز

 

 

مقالات مشابهة