المشاهد نت

نقابة “الموالعة ” والاحتفال بعيد “الغصن” محاكاة ساخرة للواقع السياسي

المشاهد-فخر العزب-خاص:

على غير المألوف، عمدت نقابة الموالعة إلى إحياء عيد “الغصن” هذا العام برفع لافتات في شوارع المدن اليمنية عامة تعدد فيه فضائل القات، وتأثيرها على الحياة السياسية في البلد، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعي بين مؤيد لعيد الغصن، ومعارض له، غير أن صوت المؤيدين كان هو الأعلى على ما يبدو من خلال متابعة ما تم نشره على تلك الصفحات.
وجاءت احتفالات هذا العام في الـ 12 من يوليو بشكل لافت من خلال تغيير أعضاء النقابة بروفلاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وتزيينها بإطار “عيد الغصن” قبل عشرة أيام من المناسبة، ليتم بعد ذلك تعليق لافتات إعلانية في شوارع معظم المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الشرعية وأماكن سيطرة جماعة الحوثي على حد سواء.

واحتوت اللافتات على دعوة للمشاركة فى عيد ما اسموه “بعيد الغصن ” تندرج في اطار التوعية بضرورة توفير مصاريف البيت قبل شراء القات إلى ضرورة انجاز العمل قبل التخزين وصولا لمنع الأطفال من القات قبل سن الثامنة عشر.

وتنوعت شعارات النقابة في عيد الغصن، كتعبير حقيقي عن أهداف النقابة التي تتمثل في الوصول بالقات إلى العالمية وكسر الحظر الدولي عنه وتصديره للخارج بما يحقق الفائدة القومية للبلد وتصحيح النظرة المغلوطة تجاه المخزنين والشعب اليمني، إلى ترشيد وضبط عملية استهلاك وإنتاج القات، وتطوير عملية مضغ القات البدائية والانتقال بها إلى طُرق حديثة أقل في الكلفة وأوفر للوقت وأسهل للتصدير وتغطية الاحتياج العالمي.

كما تهدف النقابة وفقا للأهداف المعلنة إلى تنظيم الموالعة من كافة المكونات السياسية في البلد وتأطير غير المنتمين وضمهم تحت كيان سياسي جديد يكون له شأنه وتأثيره وعصبته بين الأمم، والاهتمام ا بالتراث والأدب والثقافة اليمنية والارتقاء بها، بالإضافة إلى توعية الناس وتنويرهم والدفاع عن مصالحهم من خلال نقد الواقع بطريقة لاذعة وتقديم الحلول الناجعة لمشاكل البلد.

وقد ألقى مالي المنتظر، مروان كامل والنقيب الأعلى، كمال شعلان خطابين إلى موالعة الداخل والخارج حددا فيهما الموقف السياسي والاجتماعي للنقابة كما تبنيا قضية الشهيد أمجد عبدالرحمن مع التأكيد على أن النقابة ستعمل على تشكيل لجنة من المحامين للترافع حول قضيته أمام المحاكم المحلية والدولية، وهو الموقف الذي يعد من وجهة نظر محمد العزي بمثابة الانتقال بأدوار النقابة من السخرية إلى واقع أكثر جدية تتبنى فيه قضايا فعلية تلامس المجتمع الذي فقد ثقته بالأحزاب السياسية والقادة السياسيين.

ويضيف العزي في حديثه لــ “المشاهد” إن نقابة الموالعة اليمنيين نجحت في توظيف النكتة السياسية لحشد الرأي العام حول القضايا العامة التي تسبب بها السياسيون وفي مقدمتها الحرب التي تدور رحاها للعام الرابع والتي تضررت منها جميع فئات الشعب دون استثناء، ولعل الموالعة نجحوا بما لم ينجح به غيرهم من خلال تسجيل حضورها في كل المناطق ولدى جميع الفئات السياسية والمجتمعية على حد سواء”.

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت

ويرى مؤيدو نقابة الموالعة اليمنيين أنها المتنفس الوحيد لليمنيين للتعبير عن سخطهم من الواقع السياسي، ويتجلى ذلك من خلال التفاعل الكبير معها في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها تقف في مواجهة تجار الحروب والمتاجرين بقضايا الإنسان.

في الطرف الآخر من المحتفلين بعيد الغصن برزت عدد من الأصوات الرافضة وعلى رأسها الناشطة أروى أحمد التي أعلنت عن تأسيس رابطة عشاق البن اليمني، ردا على نقابة الموالعة اليمنيين.

وترى أروى في حديثها لــ”المشاهد” أن القات يمثل كارثه بيئية وخطر يداهم الانسان والأرض والحياة في اليمن ككل، ويكفي أنه يستهلك المياه الجوفية ويقضي على مساحات شاسعة من الأرض الزراعية، وتضيف “أنها تشعر بالحزن وهي تتابع الأوضاع المأساوية في اليمن وترى من يحتفل بالقات حتى ولو من باب المزاح الثقيل، فالمسألة لم تعد مزاحا بل تحولت إلى أمر جدي”.

وتشير بأن القات من وجهة نظرها قاتل، وهو أشد خطرا من الحوثي وداعش والقاعدة، فمجالس القات تحولت إلى مجالس لتطويع الناس للجماعات الارهابية والمتطرفة فتتحول إلى مراكز يتحكم فيها المشايخ في قبائلهم، وزعماء العصابات في أفرادهم، وبذلك يمكنهم كسر هيبة الدولة.

من جانبه يقول الصحفي عزت مصطفى أنه لايثق بمن يحتفل بعيد الغصن، مشيرا الى أن متعاطي القات غير جدير بالثقة فقد يبيع الانسان من أجل القليل منه.

ووصف من يتعاطون القات مع بعض بشكل شبه يومي بـ”العصابة” ( بالمعنى الحرفي للكلمة)، سواء كانوا صحافيين أو أدباء أو أياً كان مستواهم التعليمي والثقافي مشيرا بأن كل عصابة من هذه العصابات ساهمت في إفساد مهنتها وتعكير بيئتها.. حد قوله.

ودعا الصحفي مصطفى عبر صورة صممها لبروفايل صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك” الى قلع شجرة القات وغرس شجرة البن بدلاً عنها.

وبعد جهود توعوية نفذها ناشطون حول مخاطر القات بدأ المواطنون في مديرية حراز بمحافظة صنعاء مطلع يوليو/تموز في قلع أشجار القات واستبدالها بشجرة البن.

وعد ناشطون تلك الخطوة انتصارا لشجرة البن التي خسرت كثيراً، وحلت محلها أشجار القات التي تستحوذ على نحو 9.9 % من المساحة المزروعة الإجمالية، وتستهلك نحو 30% من الاستخدامات الزراعية للمياه.

وأثرت زراعة القات في اليمن على معظم المحاصيل المهمة وبخاصة على البن الذي اشتهرت به لسنوات طويلة، وفي تقديرات منظمة الأغذية والزراعة تقدر المساحات المزروعة بالقات في اليمن بربع مساحة الأراضي المروية.

وكشفت دراسة سابقة لوزارة الزراعة والري أن القات يساهم بنحو 33% من الناتج الزراعي، وبنحو 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأفادت الدراسة نفسها بأن 72% من الرجال و33% من النساء فوق الـ12 سنة معتادون على مضغ نبتة القات، و42% من المستهلكين الذكور معتادون على ذلك بمعدل 5 ـ 7 أيام أسبوعياً.

مقالات مشابهة