المشاهدخاص:
عرس يمني جديد يتحول الى مأتم لتشييع الجنازات قبل أن تزف العروس إلى عش الزوجية وكأن القدر قد حرّم على اليمنيين سرقة بضع ساعات من الفرح بعد أن خطفت الحرب حياتهم وحولتها الى جحيم.
كانت مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف (شمالي اليمن) على موعد مع الفرح مساء أمس، الأحد، حيث اتجه الأهالي لحضور حفل زفاف احدى الفتيات النازحات في المدينة لكن الفرح انقلب فجأة إلى حزن ومأساة.
استهدف الحوثيون حفل زفاف نازحين في مدينة الحزم بصاروخ كاتيوشا لتتطاير أشلاء الحاضرات في كل مكان وتتحول الفرحة الى فاجعة كبيرة مخضبة بلون الدم في تكرار لمأساة استهداف الأعراس وجرائم القتل الجماعي بحق المدنيين الأبرياء من قبل طرفي الصراع في اليمن.
وفي اليوم الذي كان يفترض أن يفرح فيه هؤلاء النازحون، حلت عليهم المصيبة من حيث لايتوقعون بعد ظنهم أنهم باتوا في مأمن من جرائم الحوثيين المستمرة بحق المدنيين دون أن يعرفون ماذا تخبئ لهم الأقدار القاسية.
يوم دامي بكل المقاييس عاشته مدينة الحزم بمحافظة لجوف وتلاشت مع أصوات الفرح والسرور في بيوت النازحين المتواضعة وحلّت مكانها أصوات النحيب وصرخات الاستغاثة.
وتسببت المجزرة المروعة بحسب مصادر طبية في المحافظة في مقتل ثلاث نساء وطفلين وإصابة نحو ست آخريات (جميعهم نساء وأطفال) مرجحة ازدياد عدد الضحايا كون المصابين جميعهم في حالة صحية حرجة.
وبحسب مصادر محلية في المدينة فإن الضحايا جميعهم من نازحي محافظة عمران المجاورة والذين فروا من بطش مسلحي جماعة الحوثي الى محافظة الجوف لتلحقهم صواريخهم وتبيدهم هناك دون أدنى رحمة.
وتكرر مسلسل استهداف الأعراس في اليمن من قبل أطراف الصراع والتي راح ضحيتها مئات اليمنيين الذين أرادوا أن يعيشوا لحظة فرح في محيط قاتم بالإحباط جراء الحرب المندلعة منذ أربع سنوات واتساع رقعة الفقر وانتشار المجاعة في أوساط السكان
ويعد قصف الحوثيين لحفل زفاف النازحين في محافظة الجوف واحداً من حوادث قصف استهدفت أعراساً عدة في اليمن راح ضحيتها المئات من المدنيين في عدة محافظات.
ومن أبرز الاعراس التي تم قصفها من قبل طيران التحالف عرس في قرية الواحجة في المخا، وقصف عرس في سنبان في محافظة ذمار، وعرس في السواد في صنعاء، وقصف نساء يحتفلن بعرس في حريب القراميش، إضافة الى قصف عرس بني قيس بمحافظة حجة.
