المشاهد نت

بالفيديو- كفيف يمني: أمارس وزوجتي حياتنا الطبيعية وترعبنا أصوات الطائرات

صنعاء- فارس قاسم:

لم تمنعه الإعاقة التي رافقته منذ سن الـ13، من أن يكون عضواً فاعلاً ومتميزاً في مجتمعه.
عقب فقدانه بصره نقله والده من قريته الريفية بمحافظة إب (وسط اليمن)، إلى العاصمة صنعاء (تقريباً عام 1988)، وتلقى تعليمه الثانوي هناك في مركز للمكفوفين، والتحق بجامعة صنعاء، وأصبح منذ منتصف التسعينيات معلماً بوظيفة حكومية في مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين، جنوبي العاصمة صنعاء.
محمد قاسم النظاري (40 عاماً)،كفيف يمني (معاق بصرياً)، يقول لموقع “المشاهد” إنه على الرغم من إعاقته وزوجته الكفيفة، إلا أنهما يمارسان حياتهما بشكل طبيعي، وأن زوجته تعد بنفسها كافة أنواع الطعام، بينما يساعدها هو في نظافة البيت وغيرها بين الحين والآخر.
يدرس النظاري حالياً مادتي الرياضيات والتربية الإسلامية، في مركز النور للمكفوفين بصنعاء، وأكد أن راتبه الحكومي البالغ 50 ألف ريال (نحو 84.7 دولار أمريكي)، منقطع للعام الثاني على التوالي، ما سبب له أزمة معيشية كبيرة، مثل مئات آلاف الموظفين الحكوميين في اليمن.
لكنه يوضح أن إعاقته حفزته على التحدي وإثبات ذاته، والاهتمام بالتعليم منذ الصغر، ما مكنه من تجاوز كثير من الصعوبات.
يصفة عدد من زملائه وطلابه بالكفيف الطموح والنموذج الذي لا يستسلم للظروف الصعبة، يحب تلاميذه ومهنته، وآخرون قالوا إنه “شخص سوي غير أعمى نتيجة تعامله مع محيطه، وكل من يتحدث معه أو يرافقه في الطريق.. لديه أسلوب راقٍ في التعامل مع الآخرين”.

ليالٍ مرعبة

ويتجاوز عدد المكفوفين في اليمن 76 ألف شخص من الجنسين، منهم 5 آلاف كفيف وكفيفة فقط، يستفيدون من الخدمات والأنشطة التي تقدمها الجمعيات المعنية برعاية المكفوفين، حسبما تقول صباح حريش، وهي رئيسة جمعية الأمان لرعاية الكفيفات بالعاصمة صنعاء.
ومثل معظم المكفوفين اليمنيين، يسرد محمد النظاري قائمة طويلة من المشاكل التي يعانونها، أبرزها غياب التأهيل والتدريب، وعدم توفر الوسائل التعليمية الحديثة، وعدم وجود المباني والطرق المؤهلة، ما يعرض المكفوفين للخطر والحوادث المرورية أثناء عبور الشوارع.. “العصا البيضاء التي يحملها الكفيف لا تُحترم للأسف”.
وذكر أنهم (المكفوفين) أكثر من يدفع ثمن الحرب المستمرة في اليمن منذ نهاية مارس 2015.
ويوضح أنه وزوجته عاشا ليالي مرعبة شاهدا فيها الموت، العام قبل الماضي (2016)، عقب قصف طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، معسكراً مجاوراً لمنزله (شمالي صنعاء).
وأشار إلى أن المكفوفين عندما يسمعون أصوات الطائرات والقصف، يتوقعون أن الغارة التالية ستستهدفهم.

إقرأ أيضاً  توقف الزراعة في بساتين صنعاء القديمة 

مناشدة

ويطالب النظاري فاعلي الخير والسلطات اليمنية، بمساعدته في شراء كمبيوتر وهاتف جوال ناطقين، ووسائل تعليمية حديثة خاصة بالمكفوفين، ومواد غذائية وأدوات منزلية تخفف الأعباء عليه وزوجته، كالغسالة وفرن يعمل بالغاز ومنظومة طاقة شمسية.
كما يطالب المجتمع بمعاملة المكفوفين كما يحبون أنفسهم، بعيداً عن المعاملة السيئة المحبطة.
ويتمنى الرجل ذاته، أن يرزقه الله بمولود ذكر أو أنثى يحمل اسمه وزوجته.

تنويه:

مقطع الموسيقى في بداية الفيديو منقول من قناة TV، ويعود لكفيفين عربيين موهوبين، قدماه خلال مسابقة فنية على شاشة قناة TV.

مقالات مشابهة