المشاهد نت

مصر ملتقى أعراس اليمنيين الهاربين من الحرب

القاهرة -موسي محمد:

يتذكر ماهر (32 عامًا) ابن مدينة عدن، المغترب في أمريكا، صعوبة دخوله إلى مصر العام 2015، لكنه تمكن بعدها من الدخول مع خالته المريضة التي تمتلك تقارير طبية الصحية كمرافق، حتى يتمكن من إقامة عرسه هناك، فالإجراءات أصبحت صعبة للغاية بعد الحرب، وتتطلب تقارير طبية وإجراءات إثباتية معقدة، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً أن الحياة الآمنة والعيش الكريم أصبحا بعيدي المنال في اليمن جراء الحرب، و500 دولار شهرياً بنظره لم تعد تضمن له وأفراد أسرته حياة كريمة.

وتعذر إقامة فرح ماهر في اليمن الذي يبدو سعيداً بلقائه بشريكة حياته، بعد 10 سنوات معاملة لأمريكا للقيام بهذا الفرح، وفق ما يقول.
ولعبت الحرب دوراً كبيراً في عدم عودة المغتربين اليمنيين في بلدان كثيرة، للزواج في اليمن، الأمر الذي سهل لأولياء أمور الفتيات المرتبطات بالشباب المغتربين، السفر إلى مصر وإقامة الزواج فيها.

وتعد مصر الوجهة الأولى لليمنيين، إذ يقترب عدد اليمنيين المقيمين في أنحاء مصر من ١٠٠ ألف شخص، وفق تأكيدات إبراهيم الجهمي، ملحق شؤون المغتربين في السفارة اليمنية بالقاهرة، مضيفاً في تصريح لـ”المشاهد” أن 74 مناسبة  زفاف شهدتها القاهرة ليمنيين، خلال العام 2017.

ويقول الصحفي علي الشعيبي إن الكثير من المغتربين، خاصة المقيمين في أمريكا، يفضلون إقامة أفراحهم في مصر لسهولة الإجراءات والتكاليف المعقولة، فالموضوع لا يحتاج تصاريح أمنية لحجز قاعة أو سفينة، وتحديد يوم الفرح، مضيفاً لـ”المشاهد” أن مصر أصبحت المكان المفضل والجاذب لأبناء اليمن ومغتربيه في المهجر، لإقامة الأفراح والمناسبات الاجتماعية المختلفة كالخطوبة والزواج.
ويؤكد الشعيبي أن عدد الأفراح التي وثقها 20 حفلة زواج ليمنيين في الشهر الواحد، خلال العام 2018، مشيراً إلى أن المغتربين اليمنيين في أوروبا يفضلون إقامة أفراحهم في مصر، لبساطة التكلفة وتوفر المناخين العربي واليمني في أجواء الزفاف، وتسهيلات إجراءات الزواج وطقوس الأفراح ذات الطابع اليمني، وحضور الأحباب والأصدقاء.

إقرأ أيضاً  دور المرأة اليمنية في مواجهة تغيرات المناخ

العشريني أحمد الذي يقيم في ماليزيا، يستعد لإقامة زفافه على ضفاف النيل، والالتقاء بنصفه الآخر، بعد 5 سنوات من عقد قرانه، دون تحقيق حلمه بحفل زفاف كبير في مدينة إب (جنوب صنعاء).
وتعذرت عودة أحمد إلى مدينته التي غادرها أواخر العام 2014، خوفاً من اعتقاله من قبل مسلحي جماعة الحوثي التي تسيطر على المدينة، وفق إفادته لـ”المشاهد”، مشيراً إلى أن نشاطه الصحفي والحقوقي، حال دون تحقيق حلمه بحفل زفاف جميل بين أهله وأحبائه.

عادات وتقاليد الزواج اليمني في المهجر، لا تختلف كثيراً عنها في أرض الوطن، فرغم الظروف الصعبة التي يعيشها اليمنيون في بلاد الغربة والنزوح الذي فرضته الحرب، إلا أنهم لم يتخلوا عن ممارسة عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة جيلاً بعد آخر

مقالات مشابهة