المشاهد نت

بالفيديو- شاب يمني: شجرة البن ستظل الرمز الوطني الأول

 

صنعاء – فارس قاسم:

“البن يعني لي الكثير. كل يوم أحتسي كوباً من البن صباحاً، يعدل مزاجي، وأشعر بشعور جميل”.
الحديث للشاب اليمني حسين أحمد، وهو مؤسس شركة “موكا هنترز” لإنتاج البن اليمني الفاخر وتصديره إلى أرجاء المعمورة، ويملك مقهى كافيه في صنعاء، يهدف من خلاله إلى ترويج ثقافة البن وإنعاش زراعته، على حد تعبيره.
يقول حسين أحمد، الحاصل على شهادة دولية من أمريكا في مجال تذوق البن، في قصة مصورة لموقع “المشاهد”، إن البن اليمني (المشهور عالمياً بالبن العربي) ثروة اقتصادية مهملة، “لو استطعنا كشعب يمني إنتاج كميات كبيرة، سنجني أرباحاً طائلة، وسيكون الاقتصاد اليمني إيجابياً ومتفاعلاً مع العالم”.
والبن أحد أعرق المنتجات الزراعية، ارتبط اسمه وثيقاً باليمن عبر العصور.

وأشار حسين، الذي يسعى لإعادة أسطورة البن اليمني، إلى أن قصته مع البن بدأت منذ الصغر، وازداد عشقه له أثناء دراسته الجامعية في بريطانيا، مروراً باليابان، حيث بدأ قبل سنوات تصدير كميات بسيطة منه إلى هناك، بمساعدة زوجته السابقة (يابانية الجنسية)، أعقبها افتتاح أول مقهى متخصص للبن اليمني في مدينة طوكيو اليابانية، قبل أن يوقفه (المقهى) لظروف أسرية، وصولاً إلى تصديره حالياً إلى مختلف دول العالم.

مشكلة الجفاف

وإلى جانب مشكلة الجفاف أو ندرة المياه، وغياب الدعم الحكومي، وعدم ربط أسعار البن بالعملة الأجنبية، يرى حسين أحمد أن تضارب الإنتاج، والزراعة الواسعة لشجرة القات وتداعياتها السلبية، من أبرز المشاكل التي يواجهها مزارعو البن في بلاده.
وفي الوقت ذاته، دعا حسين، المزارعين، إلى التكاتف، والتركيز على قطف حبوب البن الحمراء الناضجة، وتجفيفها، والترويج لها بشكل جيد، مبدياً استعداده لشراء منتجاتهم (المزارعين) بسعر أعلى من السوق “مقابل الجودة”.
ولم يخفِ حسين، المعوقات التي خلفتها الحرب المستمرة في بلاده منذ 4 سنوات، على نشاطه، بينها صعوبة شحن كميات البن إلى الخارج.

تراجع الإنتاج والتصدير

وخلال السنوات الأخيرة، عمد غالبية المزارعين اليمنيين إلى قلع أشجار البن، واستبدالها بشجرة القات التي يعتقد الكثيرون أنها أكثر إدراراً للمال.
لكن حسين أحمد يؤكد أن دراسة محدودة أجروها على مناطق يمنية معينة، أثبتت أن البن يحقق عائدات أكثر.
ولا تتجاوز رقعة زراعة البن اليمني الأشهر عالمياً، 35 ألف هكتار، خلال السنوات الأخيرة، يعمل فيها أكثر من 100 ألف أسرة زراعية، مقابل 170 ألف هكتار مزروعة بالقات.
وقبل الحرب المستمرة منذ نهاية مارس 2015، كان اليمن ينتج نحو 20 ألف طن سنوياً، من البن، يصدر منه أقل من 4 آلاف طن.
وشكل البن خلال ثمانينيات القرن الماضي، رافداً اقتصادياً لليمن الذي كان يصدر نحو 50 ألف طن سنوياً، وفقاً لمصدر مسؤول في وزارة الزراعة والري بصنعاء.
ويحتل اليمن من حيث إنتاج البن، المرتبة 46 عالمياً، من بين 64 دولة، وهو السادس آسيوياً حتى نهاية العام 2015.
وعُرف اليمن، منذ قرون، بأنه موطن لأجود أنواع البن (موكا كافي)، وعبر ميناء المخا على البحر الأحمر غربي البلاد (السوق الرئيسية لتصدير القهوة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر)، تم تصديره إلى أنحاء المعمورة.
ومن أنواع البن اليمني: المطري واليافعي والبرعي والحمادي والحرازي، لكن الأجود هو الدوائري، والتفاحي، والعديني، الذي ينمو في جميع مناطق زراعة البن في البلاد.

إقرأ أيضاً  وسيلة النساء لتحسين ميزانية الأسرة في رمضان 

الحب والسلام

ومع ذلك، يؤكد حسين أحمد، وهو خبير في هذا المجال، وأحد رواد الأعمال الشباب، أن البن اليمني أفضل وأجود أنواع البن في العالم، كون عملية زراعته وإنتاجه تتم بطريقة طبيعية، وأن اليمن هي المصدر الأساسي والأول للقهوة.
وأضاف: “شجرة البن ما زالت وستظل الرمز (الوطني) الأول لليمن، المفروض تكون شعارنا في العملة والعلم”.
وذكر حسين، أن ثمة علاقة وطيدة منذ القدم بين الإنسان اليمني والبن والحب والسلام، متمنياً من اليمنيين دعم هذا المحصول لزيادة الإنتاج الجيد، وأن يصبح البن اليمني سفير سلام للعالم.
ونظراً لدلالته (البن)، جسده فنانون يمنيون في أغانٍ فريدة، أبرزها أغنية شهيرة تقول في أحد مقاطعها: “بن اليمن يا درر.. يا كنز فوق الشجر.. من يزرعك ما افتقر..
يا سندس أخضر مطرز بالعقيق اليماني”.

مقالات مشابهة