المشاهد نت

غريفيت في مهمة لإنقاذ اتفاق السويد

صنعاء – معاذ الحيدري :

اصطدم اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، بعراقيل وتحديات كبيرة عند تطبيقه على الأرض، على الرغم من تواجد الفريق الدولي المكلف بالإشراف على تنفيذ الاتفاق المتمثل بوقف إطلاق النار والانسحاب من المدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. وبحسب مصادر عسكرية في مدينة الحديدة، فإن الحوثيين مصرون على تسليم المواقع لقوات محلية تابعة لهم، كما حدث في ميناء الحديدة، مع استمرار الخروقات العسكرية على مدار اليوم تقريباً، حيث تشهد بعض مديريات الحديدة قصفاً عسكرياً مستمراً. ويقف الفريق الأممي والدولي المكلف بالإشراف على تنفيذ الاتفاق، حتى الآن، أمام صعوبات بالغة التعقيد، بحسب المصادر.

وإزاء هذا الوضع المعقد، قرر المبعوث الأممي مارتن جريفيث، القيام بجولة سياسية جديدة، دشنها أمس السبت، من صنعاء، ومن المتوقع أن يتوجه إلى الرياض للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي، بهدف إلزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق.

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، أن جريفيث، سيغادر إلى العاصمة السعودية الرياض، للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومسؤولين آخرين، بعد إجراء محادثات مع قادة الحوثيين، ورئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الهولندي باتريك كاميرت.

المبعوث الأممي في صنعاء التقى المبعوث الأممي مارتن جريفيث، بقيادات في جماعة الحوثي، وناقش معهم عراقيل تنفيذ الاتفاق الخاص بالحديدة.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة في صنعاء، فإن جريفيث خاطبهم هذه المرة بلغة حادة، وأكد لهم أن المسألة بيد المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وليس الأمم المتحدة فقط، مع العلم أن الفريق الدولي الذي وصل إلى الحديدة في وقت سابق، تم إرساله من قبل المجتمع الدولي، وسيرفع تقاريره إلى مجلس الأمن الذي أصدر قراراً جديداً يلزم الأطراف اليمنية بتنفيذ الاتفاق، ما لم فإن الإجراءات التي ستتخذ من قبل هذا المجلس لن تترك الأمور تسير وفق هذا التساهل والتهرب والتعنت.

والتقى جريفيث برئيس الفريق الدولي المكلف بالإشراف على وقف إطلاق النار باتريك كاميرت، في صنعاء، للاطلاع على ما يجري في الحديدة من واقع ومن تحديات تقف أمام الفريق في تنفيذ الاتفاق وإلزام الأطراف بذلك.

انسحاب وهمي يغضب باتريك وبحسب مصادر مطلعة، فإن ما حدث في ميناء الحديدة، قبل أيام، هو أن رئيس فريق المراقبة الأممية الجنرال باتريك كاميرت، ذهب إلى ميناء الحديدة لتدشين قافلة مساعدات إنسانية كان يفترض أن تتحرك من الميناء إلى المدخل الشرقي عبر كيلو ١٦، بعد إزالة الألغام وفتح السواتر من قبل الحوثيين، حسب اتفاق سابق، وهو ما تراجع عنه الحوثيون حتى الآن، وتفاجأ الجنرال باتريك بوجود قوات للحوثيين تجري عملية انسحاب وهمية، وتسلم لقوات تابعة لها، مستغلة تواجده الذي كان لغرض القافلة، وهو ما أدى به – حسب المعلومات – إلى الانسحاب غاضباً من الميناء نتيجة لهذا النوع من التحايل.

إقرأ أيضاً  التغلب على النزوح من خلال حياكة المعاوز

وبحسب مراقبين سياسيين، فإنه لا يتوقع أبداً أن يصدر الجنرال باتريك أي بيانات إعلامية عن رأيه في التزام أي طرف أو مدى تحايله بخصوص تنفيذ اتفاقات ستوكهولم، فهذه ليست وظيفته، وما سيقوم به هو المساعدة في محاولة تنفيذ الاتفاقية، وحين تعذر ذلك يرفع تقارير أسبوعية لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، بما قام به كل طرف، وعلى من تقع مسؤولية العرقلة في تنفيذ اتفاقية ستوكهولم والقرار الأممي ٢٤٥١.

ومن الواضح أن الحوثيين باتوا يواجهون مأزقاً أمام أنصارهم بعد موافقتهم على حضور الأمم المتحدة الكبير إلى الحديدة، الأمر الذي جعلهم يستعجلون الإعلان عن تسليمهم الميناء بطريقة بهلوانية إلى قوات تابعة لهم، بعد تغيير ملابسهم من مدنية إلى عسكرية، وفقاً لمراقبين سياسيين.

سلام مهدد بالتوقف الالتفاف الحوثي على قرارات ستوكهولم التي تنص على أن يكون الإشراف مشتركاً من اللجان المشتركة على الانسحابات مع الأمم المتحدة، يحتاج إلى صرامة في الرد، بحسب مراقبين.

وخلال اليومين الماضيين، دشن الجنرال كاميرت ورشة العمل الخاصة بضباط الارتباط، فيما كان طرف “التحالف” و”الحكومة”، يتسابق مع جماعة الحوثي في الشكوى أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حول انتهاكات اتفاق الحديدة، برز بشكل لافت أن رئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، يعيش في “دوامة ستوكهولم” لناحية التفسيرات المتناقضة لدى كل طرف، في تطورات من شأنها لو استمرت وتصاعدت، أن تؤدي إلى انفراط عقد ذلك الاتفاق.

لكن فرحان حق يقول إن “وقف الأعمال العدائية في الحديدة لا يزال صامداً”. ومن المتوقع أن يلتئم اجتماع لطرفي النزاع في الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة، لاستكمال التقدم الذي أحرز خلال المحادثات اليمنية – اليمنية، في ديسمبر الماضي، والتي نتج عنها إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة، ووافق الحوثيون حينها على إعادة انتشار قواتهم في الحديدة، وفق ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.

مقالات مشابهة