المشاهد نت

تعز: اتحاد نساء اليمن.. نافذة لإنصاف المرأة

تعز – فاطمة العنسي:

وجدت “م.ع” نفسها وحيدة في مواجهة تهمة قتل زوجها، بعد وقوف الكثيرين ضدها، كونها المتهم الأول من قبل أسرة المجني عليه، ولم تجد سبيلاً للخروج من قضيتها سوى باللجوء إلى اتحاد نساء اليمن بمدينة تعز (جنوب غربي اليمن).
وتزامنت قضية “م.ع” مع معاودة افتتاح فرع اتحاد نساء اليمن في تعز، لمزاولة عمله، بعد توقف أنشطته منذ العام 2015، على خلفية الحرب والأوضاع غير المستقرة في المحافظة.
وتقول رغدة المقطرى، المحامية في الفريق القانوني لاتحاد نساء اليمن، والمسؤول الأول عن الاتحاد وسط مدينة تعز، لـ”المشاهد”: “بدأت في أول قضية بعد عودة الاتحاد للعمل، وقمت بالدفاع عن “م.ع” كمحامية من الاتحاد، وكسبت القضية، وخرجت المتهمة بريئة مما نسب إليها”.
وتضيف المقطري: “عندما عجزنا عن مساعدة النساء اللواتي وجدن صعوبة في التواصل مع الاتحاد، بسبب الحصار المفروض على تعز، وخصوصاً بمشاريع الإيواء، بدأت العمل في حماية النساء قانونياً، من خلال الدفاع عنهن”، مشيرة إلى أن حصار مدينة تعز قسمها إلى قسمين، قسم بيد الحكومة، وقسم بيد جماعة الحوثي (أنصار الله)، وهو ما جعل الاتحاد يعمل بأداتين، أداة تعمل خارج المدينة، وأداة تصارع داخل المدينة بدون وجود مبنى ولا موارد مالية كافية، لأن دعم الاتحاد يصدر من صنعاء، وصنعاء تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وتتابع: “لم يصلنا الدعم الكافي لمزاولة عملنا، وأحياناً يصل الدعم المالي بعد عده شهور”.

بداية جديدة للاتحاد

وبدأ نشاط الاتحاد وسط مدينة تعز، في العام 2017، من خلال مجموعة من النساء، بدون دعم، بحسب المقطري، مشيرة إلى أنهن مارسن عملهن من نقابة المحامين اليمنيين، كمقر مؤقت، بسبب عدم وجود مقر للاتحاد.
وفصل الاتحاد في 100 قضية منذ إعادة افتتاحه، في الوقت الذي يستقبل قضايا بشكل يومي، ومن ضمن هذه القضايا، قضية “و.م” التي تزوجت قبل3 سنوات ونصف، وعانت كثيراً من أذى زوجها الذي كان يضربها، كما تقول لـ”المشاهد”، مضيفة أن شقيقها لم يستطع أخذ حقها، فحاولت طلب الطلاق، لكن زوجها رفض ذلك، فذهبت إلى منزل والدها المتوفى، وعاقبها الزوج بأخذ ابنتهما التي تبلغ عامين ونصف العام، الأمر الذي دفعها إلى تقديم شكوى إلى المحكمة، للمطالبة بحضانة الطفلة.
وبعد أن عجزت “و.م” عن الوصول إلى حل لقضيتها، لجأت إلى اتحاد نساء اليمن (فرع تعز)، وترافعت المحامية المقطري في قضيتها، ونجحت في إعادة الطفلة إلى حضانة الأم، كما تقول، والتي تابعت: “أنا سعيدة أن هناك مكاناً ممكن يساعد الحالات التي مثلي، لأننا النساء ضعيفات، وليس لنا أحد”.
وتم إغلاق المقر الرئيسي للاتحاد وسط مدينة تعز، في بداية الحرب، لكن رئيسة الاتحاد فوزية حميضة، عملت على فتح مقر مؤقت، في منطقة الحوبان الواقعة شرق مدينة تعز، والتي يسيطر عليها مسلحو جماعة الحوثي، ومزاولة نشاط الاتحاد من هناك، بحسب المقطري.
وتعرض مبنى الاتحاد لأضرار جزئية بسبب الحرب بين مسلحي جماعة الحوثي والجيش الوطني، ما أدى إلى سرقة أجزاء من قسم الكوافير وجزء من قسم الخياطة، ومايزال مسلحو ما يسمى “المقاومة”، يقبعون فيه حتى اليوم.
عدم استقرار الوضع أمنياً داخل المدينة، والحصار المفروض على مدينة تعز، دفع النساء من أعضاء الاتحاد للنزوح إلى الحوبان، حيث تم إنشاء مقر مؤقت تزاول فيه رئيسة الاتحاد فوزية الحميضة وجميع عضوات الاتحاد، عملهن منه.

إقرأ أيضاً  شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد

مشاريع متنوعة

يقدم الاتحاد الخدمات الاجتماعية والطوعية لكل النساء اللائي يلجأن لبرامج الحماية القانونية والتوعية الصحية، كما وضع المشاريع الهادفة إلى رفع مستوى الأسرة اقتصادياً، ودفع المرأة للتعليم ومحو أميتها الشاملة والانخراط ببرامج المهارات الحياتية.
ومن أبرز المشاريع التي نفذها اتحاد نساء اليمن في تعز، لجميع مديريات المحافظة، عدا مديرية المظفر والقاهرة، مشروع الصحة الإنجابية، ومشروع الحماية القانونية للنساء، وتحسين الوصول للغذاء للأسر الأشد ضعفاً في منطقة دمنة خدير، ومشروع أمن وحماية المرأة، ومشروع السلل الغذائية.
وتتابع: “قمنا في الاتحاد بتحدي جميع العوائق، وقدمنا مشروعين للمدينة المحاصرة، وهما مشروع العنف القائم على اساس النوع الاجتماعي الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة، ومشروع ضحايا الأطفال المعنفين الذين هم في خلاف مع القانون، الذي تدعمه منظمة اليونيسف”.
وفي ظل استمرار الأوضاع الاستثنائية، تقبع نساء تعز تحت وطأه الحرب والحصار، حيث تتردد يومياً عشرات النساء على المحامية المقطري، وزميلاتها، علهن يجدن ملجأً يأوين إليه بعد أن خذلتهن الحياة.

مقالات مشابهة