المشاهد نت

الصيد تحت جحيم النيران في الحديدة… التحالف يواصل حصد أرواح الصيادين

الحديدة – خالد الحميري:

نجا ياسر أبكر جتيم (22 عاماً) بأعجوبة من القصف الجوي الذي استهدف قارباً يحمل صيادين قرب جزيرة البضيع بمديرية اللحية شمال محافظة الحديدة (غربي اليمن) فجر الأربعاء الماضي.

وأودى القصف الجوي التابع للتحالف العربي بحياة ثمانية صيادين وجرح خمسة آخرين، جراء قصف جوي لطيران التحالف العربي فيما نجا اثنان آخران أحدهم ياسر، الذي استفاقت مدينته الخوبة التابعة لمديرية اللحية حينها، على مجزرة وصفها ناشطون بـ”المروعة”.

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]الصياد ياسر :”كنا في رحلة صيد اعتيادية على مقربة من جزيرة البضيع عندما استهدفنا طيران التحالف في الساعة الثالثة والنصف فجراً بغارة جوية أسفرت عن مقتل ثمانية صيادين جلّهم من أقاربي”[/box]

ويروي ياسر لـ”المشاهد” تفاصيل الحادثة بالقول “كنا في رحلة صيد اعتيادية على مقربة من جزيرة البضيع عندما استهدفنا طيران التحالف في الساعة الثالثة والنصف فجراً بغارة جوية أسفرت عن مقتل ثمانية صيادين جلّهم من أقاربي وإصابة خمسة آخرين منهم أنا وشقيقاي إبراهيم وأحمد”.

ويضيف ياسر الذي يرقد بمستشفى الثورة العام بمدينة الحديدة منذ يوم الأربعاء الماضي: “أمضينا يومين كاملين في البحر نبحث عن لقمة العيش والطائرات تحلق من فوق رؤوسنا لكنا لم نكن نتوقع أننا سنكون الهدف القادم لصواريخها”.

ويوضح بأن قوة الانفجار الناتج عن القصف دفعت بجسده بعيداً وظل يصارع الأمواج لمدة ليست بالقصيرة حتى تم إنقاذ حياته مع الجرحى الأربعة الآخرين من قبل صيادين كانوا بالقرب من مكان استهدافهم واسعافهم إلى مدينة الحديدة.

ويشير إلى أن القصف أسفر عن مقتل علي أحمد أبكر جتيم، مالك القارب ونجله إبراهيم وكل من شوعي أحمد قوزي جتيم ومحمد مناجي عيسى جتيم ومحمد إبراهيم أبكر جتيم وعبدالغني علي عبده راقد بالإضافة إلى فيصل مقبول إبراهيم دوس ومحرم عيسى قصير.
ويقول بحزن “فقدت خمسة من أقاربي وثلاثة من أعز أصدقائي جراء القصف وتم انتشال جثث الضحايا ودفنها ظهر الجمعة الماضية في مدينة الخوبة الحزينة والتي راح المئات من أبنائها في الغارات التي تستهدف الصيادين بشكل متكرر.

حرب إبادة
ويصف محمد جتيم من أبناء منطقة الخوبة شمال غربي الحديدة وشقيق أحد الضحايا حادثة استهداف صيادي الخوبة بالجريمة الكبرى، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات العاملة في المجال الإنساني إلى إدانتها والضغط من أجل إيقاف هذه الجرائم بحق المدنيين الأبرياء.
ويشير إلى أن مئات الصيادين في الحديدة أجبروا على ترك مهنة الصيد، منذ بدء العمليات العسكرية في المحافظة الساحلية، خوفاً من قصف البوارج الحربية وطيران التحالف لقواربهم، لا سيما بعد سقوط عشرات الضحايا.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

ويؤكد محمد لـ”المشاهد” أن مسلسل الاستهداف الممنهج لصيادي الحديدة من قبل طيران التحالف وبوارجه الحربية يمثل حرب إبادة جماعية وانتهاكاً واضحاً للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية وحقوق الانسان بحسب قوله.

وتزايدت هجمات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على قوارب الصيادين في الحديدة، الذين يبحرون بالقرب من الجزر اليمنية، ويبرر التحالف هجماته بالاشتباه في أن القوارب تحمل مسلحين حوثيين، وتقترب من سفنه وبوارجه الحربية.

قصف واعتقال
وكان فريق الخبراء التابع لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد استعرض في تقريره حول انتهاكات قوات التحالف في اليمن، العديد من الهجمات الجوية للتحالف التي طالت قوارب صيادين قبالة محافظة الحديدة (غربي البلاد).

واستعرض الفريق تسعة حوادث من أصل 11 عملية للتحالف استهدفت قوارب مدنية قبالة شواطئ الحديدة خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى حادثة استهداف أحد القوارب التي تحمل لاجئين صوماليين، ما أدى إلى سقوط 32 قتيلاً، بينهم 11 امرأة.
وكشف التقرير عن قيام قوات سعودية باعتقال صيادين يمنيين بشكل روتيني، موضحاً أنه تم اعتقال 148 صياداً على يد قوات التحالف وتم نقلهم إلى مرافق احتجاز في السعودية وعزلهم عن العالم الخارجي وتعرضوا للضرب والتعذيب وتم الإفراج عن معظمهم باستثناء 18 معتقلاً مر على احتجازهم أكثر من الذين مازالوا مفقودين.

أوضاع مأساوية
يؤكد رئيس ملتقى الصيادين التهاميين في الحديدة، محمد الحسني أن الصيادين في الحديدة يعيشون أوضاعاً مأساوية جراء الحرب وباتوا مهددين بالموت جوعاً بعد ترك المئات منهم مهنة الصيد خوفاً من الاستهداف.
ويوضح في حديثه لـ”المشاهد” أن أكثر من 75 في المائة من الصيادين في محافظة الحديدة الساحلية توقفوا عن العمل، فيما يخاطر البقية بأرواحهم في ظل استمرار قوات التحالف باستهداف قوارب الصيادين.

ويصف رئيس ملتقى الصيادين التهاميين في الحديدة حادثة استهداف الصيادين قرب جزيرة البضيع بالجريمة التي تهدف إلى التضييق على الصيادين، وتعكير حياتهم، ومحاربتهم في أرزاق أولادهم.
ويشير الحسني إلى إن أكثر من 230 صياداً قتلوا في الحديدة وجرح المئات فيما لايزال هناك 44 صياداً في سجون قوات التحالف بعد اعتقالهم في عرض البحر و63 آخرين معتقلين لدى السلطات الإريترية.

ويواجه قطاع الصيد في الحديدة مخاطر عديدة جراء الحرب والاستهداف المتكرر لقوارب الصيادين وأسواق الأسماك ومراكز الإنزال السمكي في المحافظة التي وصل عدد الصيادين فيها إلى 10 آلاف صياد قبل الحرب وفق دراسة للبنك الدولي.

مقالات مشابهة