المشاهد نت

إعلامي أنهكه المرض ولا يجد العلاج في عدن

عدن -وفاء عبده:

عجز الإعلامي الخمسيني رفيق مدي، عن توفير ثمن علاج أمراض تضخم القلب واعتلال شبكية العين، نتيجة مضاعفات داء السكري الذي أصيب به منذ 20 عاماً.
أجرى مدي عمليات عدة لعينيه بالليزر، لكنه مازال يعاني بعد إصابته بـ”الغرغرينا” في إصبع قدمه، ليضطر إلى بترها وبتر جزء من القدم، في نهاية فبراير الماضي.
الإعلامي الذي تخرج من قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة صنعاء، العام 1990، توظف كمحرر إخباري في قناة اليمن الحكومية، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، قبل نزوحه إلى مدينته عدن (جنوبي البلاد)، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، في سبتمبر 2014.
وازدادت الحالات المرضية في أوساط الصحفيين بشكل مخيف، منذ العام 2015، فمنهم من أصيب، بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد، ومنهم من تعرض للاعتداء والتعذيب في المعتقلات، فضلاً عن معاناة البعض منهم من أمراض مزمنة، وأمراض نفسية، نتيجة الوضع، بحسب رئيس لجنة الخدمات في نقابة الصحفيين اليمنيين، أحمد الجبر.

ضاق الحال بـ”رفيق” في صنعاء، بعد أن تراكمت عليه ديون إيجار المنزل الذي كان يسكن فيه مع عائلته المكونة من 4 أفراد، ما جعله يقرر النزوح إلى عدن

النزوح إلى عدن

تم التعامل مع رفيق، كأي موظف نزح إلى عدن، وتسلم راتبه، دون حصوله على أي امتيازات أخرى، نتيجة ارتباط وظيفته إدارياً بصنعاء.
ويقول رفيق: “نزحت مع بداية 2016 إلى مدينتي في عدن، لكني أسكن في بيت جدي، لعدم قدرتي على استئجار منزل”.
ضاق الحال بـ”رفيق” في صنعاء، بعد أن تراكمت عليه ديون إيجار المنزل الذي كان يسكن فيه مع عائلته المكونة من 4 أفراد، ما جعله يقرر النزوح إلى عدن.
خلال فترة بقاء رفيق في صنعاء، عمل كأول مراسل لقناة أبوظبي في اليمن، ومحرر أخبار بدرجة رئيس تحرير، ومعد برامج ومذيعاً لقناة “السعيدة” برنامج “في المهجر”، وهو برنامج خاص بالمغتربين اليمنيين.
وأثناء ثورة الشباب السلمية التي اندلعت باليمن في 2011، عمل رئيساً للإعلام الحر، وإلى جانب ذلك، أعد ريبورتاجات وبرامج مع قناة “سهيل” الخاصة.
ومن ضمن البرامج التي عمل على إعدادها للاتحاد الدولي للصحفيين، فيلم وثائقي عن شهداء الثورة، بعنوان “اغتيال الكلمة من اللكمة إلى الطلقة”، لمدة ساعة و15 دقيقة.
وعمل في التعليق على الأفلام التسجيلية والتوثيقية، ومنها: “وهم بددته الإرادة” فيلم وثائقي عن شهداء السبعين الذين قتلوا في تفجيرات السبعين بصنعاء، بعد تسلم عبد ربه منصور هادي، رئاسة الجمهورية، نهاية العام 2012.

إقرأ أيضاً  سماهر.. الإبداع في الرسم لمواجهة تحديات المعيشة

حملة لم تثمر

يعيش رفيق وضعاً معيشياً صعباً، كغيره من الصحفيين الذين تقطعت بهم السبل، ولم يجدوا عملاً، لإعالة أسرهم.
وعلى الرغم من الوضع المماثل، الذي يعيشه، إلا أنهم تعاطفوا معه من خلال حملة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد تلك الحملة، تواصل معه وزير الإعلام معمر الإرياني، ووعده بأنه سيعمل على إصلاح وضعه الوظيفي، لكنه لم يفعل شيئاً حتى الآن كما يقول رفيق.
عدم تفعيل التأمين الصحي، في المؤسسات الحكومية، ومنها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، أوقع العاملين فيها في مأزق الحاجة إلى المساعدة، رغم أن رفيق عمل من قبل على مشروع التأمين، حتى صدور قرار رئاسي بالعمل به، لكن لم يعمل به للأسف، حسب قول رفيق.
وأضاف: “يحز في نفسي أننا كنا قد عملنا على نظام التأمين، وأقر بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، ولكن عندما دخل الحوثيون إلى صنعاء، انتهي نظام التأمين”.
ويقول أحمد الجبر لـ”المشاهد”: ‘لا يوجد في البلد مظلة تأمين صحي لموظفي الدولة، وما قدم في هذا الصدد ظل حبيس أدراج مجلس النواب، والصحفيون غالبيتهم العظمى ضمن الكادر الوظيفي للدولة.
وسعت نقابة الصحفيين اليمنيين منذ العام 2012، على إقناع المؤسسات الإعلامية بتوفير تأمين صحي لكوادرها، وحينها بدأت بعض المؤسسات الإعلامية بتبني نظام تأمين صحي مستقل، إلا أن كل ذلك انتهى بعد استيلاء الحوثيين على السلطة، بحسب الجبر.

الحكومة اكتفت بتسمين أفرادها

ونتيجة لرداءة الخدمات الصحية، وانقطاع الرواتب، وتنصل الجهات المختصة من مسؤوليتها في تحمل نفقات العلاج، عملت نقابة الصحفيين على التواصل مع منظمات وجهات أخرى، بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما يقول الجبر.
وأضاف: “النقابة تسعى بكل الوسائل لإنقاذ الحالات الخطرة، من خلال التواصل مع عدد من المنظمات الدولية، ننجح في بعضها، ونخفق في غالبيتها”.
ويختم الجبر بالقول: “للأسف الشديد، كنا نعول على الحكومة لرعاية ودعم الصحفيين، إلا أنها اكتفت بتسمين أفرادها وأقاربهم، بل إن بعض المؤسسات الإعلامية الشرعية مارست نفس دور الحوثيين، وفصلت صحفيين سبق أن تم فصلهم من قبل الحوثيين، بمجرد أن أصيبوا بمرض، في الوقت الذي كان يفترض دعمهم حتى يستكملوا علاجهم.

مقالات مشابهة