المشاهد نت

حديقة هران بذمار.. لاشيء غير الغبار والمياه الراكدة

ذمار- ضياء حسن :

تضاءلت الفرص في أجندة علي الورقي، بقضاء إجازة سعيدة خلال العيد بمدينة ذمار، الواقعة تحت سيطرة الحوثي، بعد أن تحولت الحديقة الوحيدة بالمدينة إلى بركة كبيرة من المياه الراكدة التي سببها الأمطار الغزيرة.

عند زيارة الورقي مع أطفاله الخمسة لحديقة هران جنوبي مدينة ذمار،  ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، صدم من الحالة المرثية لتلك الحديقة والتي طالها الإهمال لسنوات طويلة، ووضع ألعاب الأطفال التي تحولت إلى خردة من الحديد تحيط بها برك المياه الراكدة.

حديقة هران بذمار.. لاشيء غير الغبار والمياه الراكدة
أطفال يلعبون فى حديقة حكومية طالها الإهمال

على مقربة من الحديقة، أنشئت حديقة ألعاب كهربائية للأطفال “حديقة المغشي” قبل ثلاث سنوات، كامتداد لحديقة السبعين بصنعاء، لكن أسعار الألعاب مرتفع بالمقارنة مع الوضع المعيشي والاقتصادي الذي يعيشه سكان المدينة، ويرى الورقي وهو مدرب تنمية بشرية، أن الإهمال الحكومي طال حديقة هران الحكومية، فضلاً عن افتقارها للخدمات العامة والمنشآت الاستثمارية التي يحتاجها المرتادون، وقال ل(المشاهد): “حديقة واحدة لسكان مدينة ذمار الذي يصل عددهم نحو ربع مليون نسمة، فضلاً عن عدد كبير من النازحين من مختلف المحافظات، لا توجد بها أي مقومات لحديقة أو متنفس، ألعاب مكسرة، وخدمات غير متوفرة تماماً”، مضيفاً: “العوائل بالمئات تأتي إلى هذا المكان يومياً في الأيام العادية وبالآلاف في أيام الأعياد والإجازات باعتباره المتنفس الوحيد، لا تجد غير الغبار والشمس الحارقة”.

حديقة ألعاب وحيدة:

توجد في حديقة هران الكهربائية “الخاصة” سبع ألعاب فقط، يتزاحم فيها المئات من الأطفال والنساء، اللعبة الواحدة ثمن التذكرة لها مائة ريال ومدة اللعب ثلاث دقائق، وفي لعبة السيارات الكهربائية والسفينة المتحركة، ثمن التذكرة للطفل الواحد مائتي ريال.

لمرة واحدة أدخلت غادة السنباني- معلمة- أطفالها الثلاثة لعبة السيارات بعد أن اشترت ثلاث تذاكر بستمائة ريال، وأمضت بقية الوقت في التجول مع أطفالها وزوجها في الحديقة ومشاهدة الأطفال وهم يلعبون.

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

غادة، لم تستلم راتبها منذ نحو عامين، وقبيل عيد الأضحى استلمت نحو ثلاثمائة دولار كحافز قدم للمعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين من قبل منظمة اليونيسيف، ذلك المبلغ حل جزءاً من مشاكلها المالية، لكنه لم يستطع أن يفرح أطفالها بالألعاب الكهربائية، لتضيف “للمشاهد”: مع فجر يوم العيد كنت قد صرفت كل المبلغ بين ملابس الأطفال وسداد جزءٍ من إيجارات المنزل، وشراء الحلويات.

منذ انقطاع راتبها وراتب زوجها الموظف في مؤسسة حكومية أخرى، لم تزر الحديقة مع أطفالها، وكانت كل عيد تمني أطفالها بدخول الحديقة واللعب في حال استلمت راتبها.
هذا العيد، وفت بوعدها بزيارة الحديقة، لكنها نكثت بعهدها في تمكين أطفالها من اللعب بالألعاب الكهربائية.

أسعار مرتفعة للألعاب:

استأجر المستثمر عبد الله المغشي، جزءاً من مساحة كبيرة بمنطقة هران، قبل ثلاث سنوات، ووضع فيها ألعاباً كهربائية، على أن يدفع شهرياً ثلاثة ملايين ريال، ويقوم بتسوير المكان ويشجر بقية مساحة الحديقة، حيث مازال يدفع ثلاثة ملايين لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة فقط، وبقية بنود العقد تنصل عنها، ويؤكد أحد مسؤولي الصندوق- فضل عدم الإشارة إلى هويته- موضحاً “للمشاهد”: أن صيانة الألعاب في الحديقة العامة وتشجيرها وتحديثها فوق طاقة الصندوق حالياً لارتباط إيرادات الصندوق مركزياً، وأي عملية صرف لابد أن تكون مركزية، لذا من الصعب الحصول على أي ميزانية لصيانة الحديقة.

ولفت إلى تقديم مشاريع لمنظمات مانحة لصيانة الحديقة وتحديثها، وماتزال قيد الدراسة من تلك المنظمات في مقدمتها منظمة اليونيسيف.

يأمل الكثير من الأهالى في حديثهم مع “المشاهد” أن يأتي العيد المقبل وقد تحولت حديقة هران من بركة للمياه الراكدة، إلى متنفس للعوائل والأطفال.

مقالات مشابهة