المشاهد نت

تعزيزات عسكرية نحو جولة جديدة من المواجهات في الجنوب

عدن – نادر سعيد:

يبدو أن استعدادات طرفي الصراع في عدن، لجولةٍ جديدة من المواجهات، بدأت بالتصاعد، إثر تعثر جلسات الحوار بين الحكومة اليمنية ووفد المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، في مدينة جدة السعودية.
وتعد محافظة أبين (جنوب اليمن)، وتحديداً تخوم بلدة شقرة الساحلية، مسرح التصعيد العسكري، والتي مازالت تحت سيطرة القوات الحكومية، فيما تتمركز القوات الموالية للمجلس الانتقالي في ضواحيها الغربية.
شهود عيان أكدوا لـ”المشاهد”، أن تعزيزاتٍ عسكرية ضخمة، وصلت، أمس الجمعة، للقوات الحكومية المتواجدة في مدينة شقرة الساحلية، شرق محافظة أبين.
وقال الشهود إنهم رصدوا ناقلات عسكرية تحمل دبابات ومدرعات وأطقماً، تمر من مديرية مودية، نحو مدينة شقرة، حيث تتواجد القوات الحكومية، مشيرين إلى أن مصدر التعزيزات كان من محافظة شبوة (وسط جنوب اليمن)، والتي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة اليمنية بالكامل.

تعزيزات مضادة

في المقابل، أكدت مصادر عسكرية في عدن، أن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، دفع بتعزيزات إلى محافظة أبين، أمس الجمعة.
وأضافت المصادر لـ”المشاهد”، أن التعزيزات تضمنت عرباتٍ ومدرعات، بالإضافة إلى أفراد مشاة وأطقم ومؤن عسكرية وغذائية؛ لتعزيز القوات الموالية لـ”الانتقالي” في “وادي حسان”، غرب مدينة شقرة الساحلية، حيث تتواجد القوات الحكومية.
يأتي ذلك بعد ساعات من أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية من محافظة شبوة إلى مدينة شقرة، شرق محافظة أبين.

تنبؤات بتجدد المواجهات

وتسارعت وتيرة الحشود العسكرية لطرفي الصراع، بعد معلوماتٍ تفيد بتعثر حوار مدينة جدة بين الطرفين، والذي تُشرف عليه المملكة السعودية.
ويرى مراقبون أن تلك التعزيزات تنبئ بتجدد المواجهات المسلحة بين الطرفين، حيث تسعى القوات الحكومية إلى استعادة سيطرتها على مدينة عدن، التي تتخذها عاصمةً مؤقتةً للبلاد، بينما يحرص المجلس الانتقالي على تدعيم تواجده وسيطرته على المدينة، التي أطبق نفوذه عليها في أغسطس الماضي، بعد مواجهاتٍ عنيفة مع القوات الحكومية، راح ضحيتها نحو 60 قتيلاً، و250 جريحاً.
وكانت الحكومة اليمنية اتهمت حينها دولة الإمارات بالتدخل ودعم القوات الموالية للمجلس الانتقالي، بالمدرعات، وشن غارات جوية عبر الطيران الإماراتي، استهدفت القوات الحكومية على المدخل الشرقي لمدينة عدن، وفي محافظة أبين، أواخر أغسطس الماضي، أجبرتها على الانسحاب.

انتشار أمني بعدن

تلك الاستعدادات العسكرية، يقابلها انتشار أمني كثيف للقوات الموالية للمجلس الانتقالي، داخل مدينة عدن، حيث أكدت مصادر محلية استحداث نقاط أمنية على مداخل المدينة الشرقية.
ولوحظ خلال جولة قام بها مراسل “المشاهد” انتشار أطقم عسكرية، مع تمركزها في مناطق العريش بمديرية خور مكسر، وهي المنطقة القريبة من الحدود الشرقية لعدن مع محافظة أبين.

إقرأ أيضاً  تعز: العيد دون زيارات في ظل الحصار

جغرافية السيطرة

وتتقاسم القوات الحكومية والقوات الموالية للمجلس الانتقالي، السيطرة على المحافظات الجنوبية، بعد أحداث أغسطس الدامية.
وفي نظرة عابرة على الجغرافيا العسكرية للمحافظات الجنوبية، يتضح لنا مناطق سيطرة كل طرف، والعمق الاستراتيجي والعسكري، والحاضنات الاجتماعية لكلٍ منهما.

نطاق سيطرة الحكومة

تسيطر القوات الحكومية على الأجزاء الشرقية لمحافظة أبين المتاخمة لمحافظة شبوة.. كما تسيطر على كامل محافظة شبوة، مدعومةً بمقاتلي القبائل هناك، وتعزيزات عسكرية تصلها من المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب.
ويبقى ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال (جنوب شبوة)، بيد قواتٍ إماراتية، ترفض تسليمه للقوات الحكومية لتشغيله وبدء عمليات التصدير، في ظل دعوات من محافظ شبوة محمد بن عديو، إلى القوات الإماراتية لتسليمه لإداريين يمنيين.
كما تسيطر القوات الحكومية على محافظة حضرموت، حيث تتمركز قوات المنطقة العسكرية الأولى في سيئون والوداي والصحراء بالمحافظة، فيما تتمركز قوات المنطقة العسكرية الثانية في ساحل حضرموت بقيادة محافظ المحافظة اللواء فرج البحسني.
وماتزال القوات الإماراتية ترفض تشغيل ميناء المكلا ومطار الريان، اللذين تسيطر عليهما منذ 4 سنوات.

نطاق سيطرة “الانتقالي”

بينما يسيطر المجلس الانتقالي والقوات الموالية له والمدعومة إماراتياً، على كامل محافظات عدن، لحج، الضالع، والأجزاء القربية من محافظة أبين وعاصمتها زنجبار.
وأمّنت المواجهات العسكرية العنيفة التي شهدتها عدن منذ بداية أغسطس الماضي، للمجلس الانتقالي، السيطرة على المدينة، بعد أن كانت معاقله الرئيسية وحاضناته الاجتماعية تتركز في الضالع وأجزاء من محافظة لحج فقط، خصوصاً منطقة يافع، ومديرية ردفان والمناطق القريبة منها.
وتعتبر تلك المناطق هي عمق المجلس الانتقالي، وتضم القبائل الموالية لفكرة الانفصال عن اليمن الموحد، والتي عاشت – تاريخياً – حروباً مع الشطر الشمالي في سبعينيات القرن الماضي، قبل تحقيق الوحدة.
وتصل أغلب التعزيزات العسكرية للمجلس الانتقالي، من مقاتلين وأسلحة، من تلك المناطق، بالإضافة إلى الدعم الإماراتي بالمدرعات والأطقم، والذي يصل عبر ميناء الزيت بمديرية البريقة، غرب عدن.
وتعتبر محافظة شبوة، بالإضافة إلى محافظتي مأرب وحضرموت، المصدر الرئيسي للدعم العسكري للقوات الحكومية، والتعزيزات التي تصلها.

مقالات مشابهة