المشاهد نت

ما مدى ارتباط مبادرة الحوثي بالعقوبات على طهران؟

خاص – أحمد عبدالله

أعلنت جماعة الحوثي قبل أيام مبادرة سلام جديدة، تهدف إلى إيقاف الحرب المندلعة في اليمن منذ خمس سنوات، ركزت بدرجة رئيسية على المملكة العربية السعودية.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الجماعة مبادرات أو دعوات لإيقاف الحرب، برغم عرقلتها أو عدم التزامها سابقاً بمختلف مخرجات الحوارات أو المفاوضات التي كانت تتم برعاية أممية ودولية.

  تضمنت المبادرة العديد من النقاط أبرزها وقف هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على السعودية، ودعوة الجميع إلى مفاوضات جادة تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة.

   لم يتأخر كثيراً رد المملكة على تلك المبادرة، فقد ذكر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أن بلاده ستراقب مدى جدية الحوثيين في تطبيق مبادرة السلام، وأنهم يحكمون “على الأطراف الأخرى بناء على أفعالها وأعمالها، وليس أقوالها..”.

   حتى الآن لا يبدو الطريق سالكاً أمام تلك المبادرة خاصة مع إصرار الحوثيين على تسليم الإيرادات إلى فرع البنك المركزي بالحديدة، وهو ما ترفضه الحكومة اليمنية بشكل قاطع.

   يراهن الحوثيون بشكل كبير على استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة في محاولة لفتح خطوط تواصل أوسع مع السعودية، يظهر إلحاحهم ذاك مع تجديد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي دعوته إلى وقف ما وصفه بالعدوان على اليمن، مقابل وقف استهداف أراضي المملكة.

   يتحدث وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عن استهداف المملكة بأكثر من 260 صاروخاً باليستيا إيراني الصنع، وأكثر من 150 طائرة مسيرة.

   إيران.. حجر الزاوية

 يبدو لافتاً في هذه المبادرة أنها لقت ترحيباً من قِبل المبعوث الخاص الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والاتحاد الأوروبي -الذي يعد ملف الاتفاق النووي أبرز القضايا بينه وإيران-، الذي وصفها بـ”الخطوة المهمة”، فضلاً عن تجديده التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن.

    ويعتبر رئيس موقع “اليمن الجمهوري” كمال السلامي مبادرة الحوثيين بأنها إيرانية، لكن وردت على لسان القيادي في الجماعة المشاط، خاصة أنهم متمسكين بتبني الهجوم على أرامكو بالرغم من إجماع العالم على أن طهران هي المسؤولة عنه.

    تداعيات الهجوم على أرامكو تتطلب –بحسب السلامي في سياق حديثه مع “المشاهد” وقف أي استفزاز جديد على يد الحوثيين، الذي هو في الأساس إيراني، وهو ما دفعهم لوقف التصعيد، وإخراجه للعلن على شكل مبادرة.

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

وتابع “الحوثيون يدركون جيداً أن المبعوث الأممي الخاص يسعى لتسجيل أي نقطة يمكن أن تضاف لسجله المليء بالفشل، فهو لم يتوقف يوماً عن الدعوة لوقف إطلاق النار ووقف استهداف السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة”.

    ويبدو أن الحوثيين استفادوا في ظل هذا السخط العام ضدهم عقب الانكشاف الذي ظهروا عليه بعد هجوم أرامكو، من ترحيب غريفيث للظهور بمظهر الباحث عن السلام، وفق السلامي، الذي لفت أيضاً إلى تحكم إيران بشكل كبير بالهجمات المختلفة التي تستهدف السعودية، خاصة أن الحوثيين مجرد أداة بيدها.

ومن وجهة نظره، فإن وقف التصعيد والهجمات ضد السعودية لا علاقة له بالوضع في اليمن، بقدر ما هو مرتبط أساساً بالعقوبات الغربية والأمريكية المفروضة على طهران، وعليه خلص إلى أن الحكم على جدية الحوثيين غير مجدٍ، لأنهم مجرد أداة، بحسب تعبيره.

اقتناص الفرصة

ومع تزامن تلك المبادرة مع الهجوم على شركة أرامكو النفطية والجدل حول مصدرها، يرى الكاتب الصحفي شاكر أحمد خالد أن الحوثيين يستغلون هذه اللحظات لتسويق أنفسهم أمام المجتمع الدولي كطرف يقبل بالسلام.

   وأفاد لـ”المشاهد” بأن المبادرة مشروطة بتوقف غارات التحالف وحصاره على اليمن، وهو ما لن يحدث، فيما يعتقد أن هناك رغبة ملحة من قبل الحوثيين لتوقف غارات التحالف؛ لكي تتفرغ لتشديد قبضتها على المناطق الخاضعة لسيطرتها والتوسع في بقية المناطق، ما يعني أن الدعوة موجهة للسعودية ولن يكون الداخل معني بها.

ولا يبدو خالد متفائلاً بتلك المبادرة التي أكد أنها حتى وإن أصبحت سارية المفعول فإنها لن توقف الحرب، كون ملف اليمن أصبح له امتدادات إقليمية.

 لم يستبعد في الوقت ذاته أن تكون مرتبطة بتشديد الخناق المفروض على إيران، خاصة أن هناك تخادم واضح بين طهران وصنعاء.

وبيّن أن “إيران نفت علاقتها بالهجمات على أرامكو وطالبت بوقف الحرب والعدوان على اليمن، وليس ببعيد أن يكون الحوثيون بصدد المطالبة بوقف الحصار النفطي على طهران”.

   وعن إمكانية تحرك بعض الأطراف داخل اليمن ضد الحوثيين، حتى في حال تم تطبيق تلك المبادرة،، ذكر خالد أن “بقية الأطراف ليست مؤثرة في المشهد بعد توغل الإمارات والسعودية وسيطرتها على قرار الحكومة اليمنية”.

   وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، اعتبر ما وصفه بـ”عمليات اليمنيين” التي طالت أرامكو بالسعودية، بمثابة تحذير لإنهاء الحرب في اليمن.

مقالات مشابهة