المشاهد نت

الحوثيون ينفقون ملايين الريالات على فعالياتهم بالمولد النبوي

صنعاء – عابد عمر:

فرضت جماعة الحوثي إتاوات وجبايات مالية على أصحاب المحلات التجارية، بمناسبة المولد النبوي، وألزمتهم بطلاء محلاتهم وتعليق الزينة الخضراء، بحسب ما قال محمد الفارعي، صاحب محل ألعاب أطفال بصنعاء، لـ”المشاهد”، مضيفاً أن الحوثيين يمرون على المحلات، ويطلبون منهم المشاركة في الاحتفال بالمولد النبوي، من خلال دفع مبلغ مالي يصل إلى 5000 ريال، لهم، ناهيك عن إلزامهم بتزيين محلاتهم بالخرق والإضاءات، وطلاء أبوابها باللون الأخضر.
ويقول الدكتور فؤاد البعداني، أستاذ الفكر والثقافة الإسلامية بجامعة إب، لـ”المشاهد”، إن احتفال الحوثيين بالمولد النبوي لا يُصنّف في إطار الإباحة أو البدعة، إنما يدخل في تصنيف آخر خاص بالحوثيين، ومسجل باسمهم وحدهم، مشيراُ إلى أن أتعس الأيام على اليمنيين وأشدها كرهاً عندهم، تبدأ من أول ربيع الأول وحتى الـ12 منه، فهي أيام نهب وسلب لأموالهم الشحيحة، وابتزاز بشع لهم من الحوثيين، تحت مسمى الاحتفال بالمولد النبوي، واعتبارها جريمة بحق المجتمع اليمني.

عبث بالمال العام

وتنفق جماعة الحوثي مليارات الريالات من إيرادات الدولة، من أجل هذا الاحتفال، في حين تحرم الموظفين مرتباتهم المنقطعة منذ 5 سنوات، رغم علمها بما يمرون به من ظروف معيشية صعبة، وهم أحوج بتلك الأموال لمواجهة متطلبات الحياة واحتياجاتها، منهم التربوي قاسم البدوي، الذي قال لـ”المشاهد”، إن الحوثيين يتخذون المولد النبوي ذريعة لاستغلال نهب إيرادات الدولة التي من المفترض أن تعود للمواطنين، لاسيما الموظفين الذين يعانون من أوضاعاً سيئة نتيجة انقطاع مرتباتهم لسنوات، مشيراً إلى أن إنفاق كل هذه الأموال من أجل الاحتفال بالمولد النبوي، يعد حالة بذخ وتبذير في ظل الظروف الاستثنائية التي يعشونها.
وتسخر تلك الأموال في طلاء الجدران والأرصفة والسيارات والمنازل، باللون الأخضر، كتعبير تتخذه الجماعة للاحتفال بالمولد النبوي كل عام، بالإضافة إلى تعليق قصاصات من الأقمشة والإنارات الخضراء واللافتات على الشوارع وواجهات المباني والمحلات وجميع الجهات الحكومية، فضلاً عن السيارات الحاملة لمكبرات الصوت التي تجوب الشوارع والأحياء منذ الصباح الباكر حتى المساء.
ونفذت أغلب مؤسسات الدولة في صنعاء، فعاليات بمناسبة المولد النبوي، وما يتطلب ذلك من إنفاق على تحضير تلك الفعاليات.
وقال مصدر في وزارة الاتصالات التابعة لحكومة الحوثيين، إن الإنفاق على تحضير الفعالية التي أقامتها الوزارة، الثلاثاء الماضي، بلغ 10 ملايين ريال، في الوقت الذي يحرم موظفو الوزارة من حقوقهم كالإضافي ومستحقات أخرى، بحسب المصدر.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب

الحوثيون ينفقون ملايين الريالات على فعالياتهم بالمولد النبوي

إنفاق يصل إلى ملايين الريالات

وكشفت وثيقة صادرة من ملتقى الطالب الجامعي، التابع للحوثيين، في جامعة صنعاء، حصل “المشاهد” على نسخة منها، عن الميزانية التي خصصتها الجماعة لاحتياجات إقامة فعالية واحدة بالمولد النبوي في الجامعة، حيث بلغت 12 مليون ريال يمني.
وبحسب الوثيقة، فإن الاحتياجات التي رصدتها جماعة الحوثي للاحتفال بالمولد النبوي بجامعة صنعاء، تمثلت في 28 احتياجاً توزعت نفقاتها في أجور بدل مواصلات ونثريات للفعالية، ووجبات غذاء للمنظمين، وبدل اتصالات، وفرقة إنشاد، ولافتات، وقبعات للحضور، وخيمتين، وماء للضيوف، وطلاء.
وأكد مصدر في جامعة صنعاء، أن الأموال الطائلة التي تبذرها جماعة الحوثي من أجل الاحتفال بالمولد النبوي، الغرض منها سياسي أكثر منه دينياً، منوهاً إلى أن الطقوس الاحتفالية التي اعتاد اليمنيون على ممارستها بمناسبة المولد النبوي، لم تكن بهذه البذخ والإسراف، الذي يمارسه الحوثيون بشكل مبالغ فيه.
ويكمن وراء الصخب في مظاهر الاحتفاء بالمولد النبوي، أهداف سياسية بالدرجة الأولى لإعادة تقديم رموز الحوثيين وصناعة قداسة لهم، بحسب ما أوضح الصحفي حسين الصوفي، لافتاً إلى أن هناك أيضاً أهدافاً مالية ربحية بالدرجة الثانية، إذ يعتبر الاحتفال بالمولد النبوي موسماً لنهب أرزاق الناس بالباطل.

الحوثيون ينفقون ملايين الريالات على فعالياتهم بالمولد النبوي

زوامل الحوثيين أمام قاعات المحاضرات

ونصبت جماعة الحوثي مكبرات الصوت الصادحة بالأناشيد و”الزوامل” وخطاب زعيمها عبدالملك الحوثي، داخل جامعة صنعاء، حيث تفتح مع بدء المحاضرات الدراسية صباحاً، وتستمر حتى المساء، بحسب ما أفاد “المشاهد” الطالب في كلية التجارة والاقتصاد هيثم عبدالكريم، موضحاً أن الضوضاء التي تصدرها تلك المكبرات الصوتية المنتشرة في أرجاء الجامعة، بالأناشيد والزوامل والخطب، تسبب للطالب حالة تشوش وإرباك، وعدم المقدرة على التركيز مع شرح الدكتور، وتجعله مشتتاً، وتعكر مزاج الطلاب والدكاترة معاً.
ويتكرر الحال في جميع كليات جامعات صنعاء، الأمر الذي يتسبب بتشويش للطلاب أثناء تلقي المحاضرات.

مقالات مشابهة