المشاهد نت

تكتلات الحوثيين الإقليمية… رهان خاسر أم خطر يهدد المنطقة؟

قيادات حوثية تلتقي خامنئي في ظهران - ارشيفية

عدن – أحمد عبدالله:

لوحت جماعة الحوثي مؤخراً، على لسان سفيرها لدى إيران إبراهيم الديلمي، بفتح المجال لما سمتها “القوى الوطنية”، للذهاب إلى تكتلات إقليمية أخرى غير الأمم المتحدة، إذا ما استمر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بأدائه الحالي.
اللافت في الأمر، أن تلك التصريحات تزامنت مع حملة قام بها ناشطون يتبعون الحوثيين، هاجموا فيها غريفيث، على خلفية اتهامه للجماعة بسحب الأموال المخصصة لرواتب الموظفين التي تم تحصيلها من عائدات ميناء الحديدة، مخالفين اتفاق ستوكهولم الذي تم التوصل إليه عام 2019.
وظل الموظفون في مناطق سيطرة الحوثيين، بلا رواتب حتى اليوم، الأمر الذي ضاعف معاناتهم بشدة، ورفع نسبة الفقر والبطالة في اليمن إلى أكثر من 80%، خصوصاً مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وانهيار العملة المحلية.
ويتضح لمراقبين أن جماعة الحوثي تستمر بالمراوغة، وإطلاق تصريحات تظهر بها كما لو أنها طرف قوي لديه تحالفات كثيرة، وذلك كجزء من الحرب النفسية التي تستخدمها، وتضلل بها أتباعها.
وتعمد الجماعة إلى مهاجمة غريفيث مع كل موقف ترى أنه ضدهم، وتتهمه بالوقوف إلى جانب الحكومة والتحالف العربي، برغم اتهام الحكومة له بالانحياز للحوثيين، بخاصة أنها كانت على بعد أمتار من ميناء الحديدة الذي كانت تهدف لاستعادته.

حركة ضعيفة

وتتحالف إيران -كما هو معروف- مع جماعة الحوثي التي شجعتها لخوض حرب شرسة في اليمن تستهدف المملكة العربية السعودية، التي تدخلت في البلاد ضمن إطار التحالف العربي في مارس 2015، للقضاء على الانقلاب الذي نفذوه في سبتمبر 2014، واستعادة الدولة، بحسب أهدافه المعلنة.
وعن قدرة الحوثيين على إنشاء تكتلات إقليمية أخرى، يقول المحلل السياسي مصطفى الجبزي، إن حركتهم لا تستطيع الانخراط في تكتلات، بحكم افتقارها إلى الشرعية الدولية.
والجماعة، كما يفيد الجبزي لـ”المشاهد”، لا تستطيع أن تكون أكثر مما هي عليه الآن، كتابع إقليمي للنظام الإيراني، الذي جازف واستقبل سفيراً مِن الجماعة، في مخالفة واضحة للقانون الدولي، وهي استحداثات جديدة لن تخرج عن هذا المدار.
إقليمياً، فالحركة الحوثية غير مندمجة، وليس لها صلات ظاهرة وشرعية، وإن كانت تستفيد مِن التناقضات الإقليمية والصراع الخليجي الخليجي، وفق الجبزي.

خطر يهدد المنطقة

ارتبطت الحركة الحوثية بالنظام الإيراني منذ نشأتها الأولى، وبدأت من منطلقات تكاد تكون متطابقة فكرياً وعقائدياً معه، واتضح ذلك الجانب بشكل أكبر عقب سيطرتهم على مناطق ومحافظات حاولوا من خلالها نشر أفكار غريبة على المجتمع اليمني.
بشأن التكتلات الإقليمية التي تحدث عنها الحوثيون، يفيد الباحث في الشؤون الإيرانية عدنان هاشم، أن الجماعة في تحالف غير معلن مع ما يسمى محور المقاومة (إيران، سوريا، العراق، حزب الله في لبنان، والجماعات الشيعية الموجودة في المنطقة).
وإذا ما استمرت الحرب دون نهاية محققة بشأن الحوثيين، فاليمن سيبقى في خطر أكبر بسبب سيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة في المناطق الأكثر كثافة سكانية والسواحل القريبة من مضيق باب المندب، وفق هاشم، في حديث له مع “المشاهد”.
وبناءً على ذلك، يتوقع هاشم أن يلعب الحوثيون دوراً واسعاً مستقبلاً في الإقليم، يركز في جزء كبير منه على دعم الجماعات الشيعية في الخليج العربي، محذراً من ذلك، كون الخطر المرتبط بالجماعة، يتجاوز اليمن إلى تهديد الأمن القومي لشبه الجزيرة العربية.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب

رهان خاسر

وتخوض السعودية محادثات غير معلنة مع الحوثيين، من وقت لآخر، تظهر نتائجها بالهدن غير المعلنة التي تتم ملاحظتها مع إيقاف هجماتهم على المملكة. لكن الجماعة تصر، كما هو واضح، على التصعيد والمضي في المواجهة

مصطفي الحبزي : رهان التفاوض السعودي الحوثي، هو إمكانية عزلهم عن إيران، وهم يلوحون بالنقيض، مستطرداً أن ذلك “ورقة ابتزاز سياسي، وهي الواقع، ففصلهم عن طهران أمر غير ممكن، لأن اتصالهم بالنظام الإيراني هو اتصال عضوي.

العسكرية ضد التحالف، فالناطق باسمها محمد عبدالسلام، أكد في تصريحات لقناة “الجزيرة”، أن الرياض لا تتجاوب مع مبادرات السلام.
ويبدو، بالنسبة للجبزي، أن رهان التفاوض السعودي الحوثي، هو إمكانية عزلهم عن إيران، وهم يلوحون بالنقيض، مستطرداً أن ذلك “ورقة ابتزاز سياسي، وهي الواقع، ففصلهم عن طهران أمر غير ممكن، لأن اتصالهم بالنظام الإيراني هو اتصال عضوي”.
وخاضت الحكومة عدة جولات من المشاورات مع الحوثيين، استغلوها لإعادة ترتيب صفوفهم، وإطالة أمد الحرب، واستمروا بمشروعهم الذي يستهدف أمن المنطقة، وتقول السلطة إن حزب الله وجماعات شيعية أخرى تدعمه بإرسال خبرائها وغيره.
ومن أبرز الأوراق التي تلعب بها جماعة الحوثي، هي استمرار سيطرتها على ميناء الحديدة الذي يتيح لها تهديد أمن السفن في خطوط الملاحة الدولية، إضافة إلى زيادتها لمدى الصواريخ التي لديها، وتكثيفها استخدام الطائرات المسيرة.

مقالات مشابهة