المشاهد نت

مبادرات إنسانية أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي

تعز – متولي محمود :

عُرف عن اليمنيين “الفزعة” في النوائب التي يتعرض لها أحد أبناء وطنهم، مهما كانت الظروف التي يمرون بها، رغم الظروف الصعبة التي يعيشوها منذ اندلاع الحرب في مارس 2015.
ومن تلك الفزعات المبادرة الإنسانية لصالح شاب احترق باص استأجره للعمل عليه.
وأثار فيديو لشاب ظهر وهو يبكي بحرقة على باصه المستأجر أثناء اشتعال النار فيه، قلوب اليمنيين، ولقيت قصته اهتماماً على مواقع التواصل الاجتماعي محلياً ودولياً.
وفي عدن، سيطر الاكتئاب على الشاب الكفيف محمد علي عبدالله، وهو طالب إعلام بجامعة عدن، قبل موعد زفافه، خشية من عدم حضور أحد لمشاركته فرحته. أمر لطالما أراده في هذه اللحظة من حياته.
فقد كتب رسالة على “فيسبوك”: “أتمنى أن تشاركوني فرحتي وتزفوني، وأثبت للعالم أنه من حقي أن أفرح زي أي واحد طبيعي، وتثبتوا للعالم أننا منكم وفيكم”.

زفاف غير مسبوق

لم يكن يتوقع الشاب محمد أن تجد رسالته ذلك الصدى، وأن حفلة عرسه ستكون حديث الشبان، وعنوان مواقع التواصل الاجتماعي. فقد كان الحضور الاستثنائي نتاجاً لنخوة اليمنيين لتلبية طلب الشاب الكفيف، ومنحه جرعة أمل وفرح لم يكن يتصورها.
أكرم حبتور، صديق  العريس محمد، ومصور عمل كأحد أبرز أعضاء اللجنة المنظمة للحفلة، قال لـ”المشاهد” عن فزعة اليمنيين: “طبعاً هذه نقطة في بحر العطاء السخي والفزعات التي يقوم به أبناء اليمن مع الغريب حتى قبل الصديق”.
وأضاف حبتور حول ما لمسه من قصة العريس الكفيف: “القصة بحد ذاتها تثبت أن أبناء اليمن سباقون لمثل هذه المواقف المشرفة”.
واستطرد بالقول إن هذا الحدث قد وحد جميع الأطراف والأحزاب وشمال وجنوب اليمن، تحت موقف الفزعة والإنسانية، بعيداً عن أي مسميات أخرى.
“الكل وقف وقفة رجل واحد مع أخينا محمد “السعودي” كما يلقب محمد الأعمى، وهذا يدل على ترابطنا الاجتماعي بعيداً عن شر السياسة”، يضيف حبتور.
وبعد زفافه كتب محمد: “أنا فرحان جداً، وأخيراً الحياة أصبح لونها وردي، مع أني مش عارف كيف يجي اللون الوردي بس يقولو إنه حلو.. صح أننا ما أشوف حضوركم ولكن أحس بوجودكم”.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب
مبادرات إنسانية أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي

صاحب الباص المحظوظ

الشاب الذي ظهر في فيديو بقلب محروق وانهيار نفسي وجسدي، وصل وجعه إلى قلوب اليمنيين، وأثار فزعتهم المعهودة رغم الظروف القاسية والمحن التي جلبتها الحرب.
وقال مصور المقطع صلاح علي ناجي أحمد، إن الحادثة وقعت على خط السير في الدائري بالعاصمة صنعاء، أثناء عمله في الخط، ما دفعه شخصياً إلى التصوير والتوثيق.
وبحسب منشور القائم على الحملة صلاح أحمد، الذي رصده “المشاهد”، فإن المبالغ المالية التي تم جمعها بلغت في فترة قياسية، ما يعادل شراء باصين جديدين، بالإضافة إلى توفير مبلغ مالي لتعجيل عرس أكرم الذي تأخر بسبب مرض والده وعجزه عن إتمام العرس.
واستلم أكرم الصلوي باصاً جديداً له كمدخل للرزق، وباصاً آخر سلمه لصاحبه الذي كان يعمل معه بالأجرة اليومية، فضلاً عن مبالغ كبيرة، بالإضافة إلى هدايا عينية خاصة بتجهيز منزله للعرس المنتظر ووعود لمحلات أثاث وفنانين محليين بتجهيز وتغطية مقتضيات حفلة الزواج.
وأعلن سائق الباص في أول ظهور تلفزيوني، رصده محرر “المشاهد”، عن تبرعه بنصف مليون ريال يمني من المبلغ الذي توفر من الفزعة، لصالح متضرري السيول من أبناء تهامة، داعياً اليمنيين الذين وقفوا معه في محنته، إلى التكاتف بنشر هذه السمة الحميدة ومد يد العون للمحتاجين والمتضررين والمطحونين.

مقالات مشابهة