المشاهد نت

“زواج الفيز” وحلم اليمنيين بالسفر إلى أمريكا

إب – سالم الصبري:

ظن اليمني محمد حاتم أن زواجه من يمنية تحمل الجنسية الأمريكية، سيفتح له أبواب المستقبل على مصراعيه، لكن حلمه لم يتحقق خلال السنوات الـ4 الماضية، إذ حال قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بحظر دخول مواطني 7 دول، من بينها اليمن، إلى أمريكا، دون ذلك، رغم زواجه من قريبته في محافظة إب (وسط اليمن) تحمل الجنسية الأمريكية، في 2016. حينها كان السفر لغير الحاملين للجنسية الأمريكية، شبه مستحيل، وفق ما يقول لـ”المشاهد”.
وبعد قرار جون بايدن فور توليه الحكم في أمريكا، والذي ألغى قرار حظر منع دخول المهاجرين اليمنيين إلى الولايات المتحدة، بدا حاتم متفائلًا بتحقيق حلم الهجرة إلى أمريكا، كما يقول حاتم، مضيفًا أنه تزوج بمهر قيمته 22 ألف دولار أمريكي، دفع نصفه مقدمًا، على أن يدفع بقية المبلغ عقب سفره مع زوجته وحصوله على الجنسية الأمريكية.
ومنذ بدء سريان حظر دخول اليمنيين إلى أمريكا، خلال سنوات حكم ترامب، تراجع العدد بشكل كبير جدًا، بمن فيهم اليمنيين الفائزين بتأشيرات اليانصيب إلى أمريكا، والبالغ عددهم قرابة 2000 شخص، إذ تمكن عدد محدود منهم فقط من الدخول إلى الولايات المتحدة، فيما لم يتمكن أغلبهم من الدخول، بحسب صفحة المغترب اليمني في أمريكا على “فيسبوك”.
وتشير تقديرات مكاتب خدمات الهجرة إلى الولايات المتحدة، إلى أن أعداد اليمنيين الذين كانوا يتمكنون من دخول الولايات المتحدة الأمريكية قبل رئاسة ترامب، تصل إلى 3000 شخص سنويًا.

زواج الفيزا أو زواج المصلحة

عانى الآلاف من الشباب اليمني الراغبين في الحصول على الجنسية الأمريكية، خلال السنوات الـ4 الماضية، من تداعيات قرار ترامب، وعلى وجه الخصوص الشباب الذين تزوجوا من يمنيات يحملن الجنسية الأمريكية.
ففي اواخر عام 2016، تزوج أحمد صادق (اسم مستعار حسب طلبه) من قريبة له تحمل الجنسية الأمريكية، وذلك تحقيقًا لرغبة الأسرتين في الحصول على الجنسية الأمريكية، كونه الأحق بهذه الجنسية، كما يقول لـ”المشاهد”.
عاش أحمد البالغ من العمر (29 عامًا) في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، قبل أن ينتقل إلى صنعاء للزواج والانتظار لموعد الحصول على الجنسية والسفر إلى الولايات المتحدة. غير أن فوز ترامب بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، واتخاذه ذلك القرار، بدد أحلام أسرة أحمد.
وهو واحد من آلاف الشباب اليمني الذين تزوجوا من يمنيات يحملن الجنسية الأمريكية “زواج المصلحة” أو “زواج الفيزا” كما يحلو لليمنيين تسميته.

دعاء أحمد : يسعى بعص الشباب اليمني الراغب في الحصول على الجنسية الأمريكية، إلى الزواج من يمنيات حاصلات على الجنسية الأمريكية، باعتبارها أسهل الطرق للحصول على الجنسية الأمريكية


لم يتحمل أحمد أية تكاليف لزواجه من فتاة أمريكية، بما فيها المهر، بحكم القرابة، لكن غيره دفعوا آلاف الدولارات ثمن زواجهم من أجل الحصول على الجنسية الأمريكية.
ويسعى بعص الشباب اليمني الراغب في الحصول على الجنسية الأمريكية، إلى الزواج من يمنيات حاصلات على الجنسية الأمريكية، باعتبارها أسهل الطرق للحصول على الجنسية الأمريكية، بحسب الناشطة الاجتماعية دعاء أحمد.
وتضيف دعاء لـ”المشاهد” أن تكاليف الزواج من اليمنيات الحاصلات على الجنسية الأمريكية، تصل في بعض المحافظات، وعلى رأسها محافظة إب، إلى 75 ألف دولار. وتوكد أنه بغية الهجرة إلى أمريكا، والحصول على جنسيتها، اضطر بعض الشباب إلى بيع ممتلكات وذهب أسرهم، لتحقيق هذا الحلم، لكن كثيرًا منهم لم يحالفه الحظ نتيجة لقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن تاريخ وصول اليمنيين الأوائل، غير معروف، لكن يعتقد أن اليمنيين بدأوا بالهجرة إلى الولايات المتحدة، بعد عام 1868، وحصل بعضهم على الجنسية الأمريكية.
وفي 1945، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، هاجر العديد من اليمنيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمل العديد من اليمنيين في تلك الفترة في المستودعات والمحلات التجارية، وعلى الأرصفة، وفق المصادر التاريخية.
وكان العديد من المهاجرين اليمنيين أميين، لا يعرفون القراءة والكتابة بالعربية، التي كانت لغتهم الأم. وعام 1965، عندما تم القضاء على نظام الحصص للهجرة، أصبح حصول المزيد من اليمنيين على تأشيرات للإقامة في الولايات المتحدة، والحصول على وظائف، أكثر سهولة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين اليمنيين.

إقرأ أيضاً  تكحيل العين…طقس رمضاني مهدد بالاختفاء في صنعاء

أماكن تجمع اليمنيين

تتواجد الجاليات اليمنية الكبيرة في بروكلين، وبوفالو (نيويورك)، ولاكاوانا وديربورن، وهامتراميك (ميتشيغان)، وكنيسة فولز (فيرجينيا)، وشيكاغو وأوكلاند، وفريسنو (كاليفورنيا).
ويعيش حوالي 15.000 يمني في شيكاغو، كما أن عددًا لا بأس به يعيشون في ديربورن، ميشيغان. وبحسب مسح أجري عن الأمريكيين العرب في ديترويت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وجد أن اليمنيين يشكلون حوالي 9% من السكان العرب، وهم يشكلون أكبر العائلات فيها. لكنهم الأقل من حيث ملكية الأعمال بنسبة لا تتجاوز 3% مقارنة بالعرب الآخرين الذين يملكون 20% من الأعمال، في حين أنهم يشكلون النسبة الأعلى من حيث العمل في التجارة بنسبة 43% مقارنة بنسبة العرب الآخرين التي تتراوح بين 7% و17%.
ووفقًا لتقديرات معهد سياسات الهجرة الأمريكي، يبلغ عدد المهاجرين ذوي الأصول اليمنية في أمريكا، حوالي 45,000 (تقديرات 2015)، ولربما تضاعف العدد مرتين خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، لأن الكثير من اليمنيين الأمريكيين، جلبوا عائلاتهم لينضموا إليهم، كما دخلت أعداد لا بأس بها عن طريق التأشيرات السياحية وتأشيرات اليانصيب.

صعوبة الإجراءات

وبرغم إلغاء بايدن لقرار حظر الهجرة على مواطني 7 دول إسلامية، بينها اليمن، لكن ذلك لا يعني أن تأشيرات السياحة والزيارة وتأشيرات الدراسة والعلاج أصبحت متاحة وناجحة، وباستطاع أي شخص تقديم الطلب والدخول إلى أمريكا، كما يقول مشير فتاحي، مسؤول أحد مكاتب خدمات الهجرة للجالية اليمنية في الولايات المتحدة.
ويضيف فتاحي في منشور له على صفحته في “فيسبوك”، رصدها “المشاهد”: “ماتزال المتطلبات والشروط موجودة وصعبة للغاية، كون سفارة الولايات المتحدة في اليمن مغلقة”، لافتًا إلى أن مقدم الطلب سيضطر إلى السفر إلى بلد آخر، وخسارة مبالغ كبيرة لحضور مقابلة تكون فرصة نجاحها ضئيلة جدًا، على حد قوله.
ويشير إلى أن الفترة السابقة قبل قرار الحظر، كانت نسبة نجاح مقدمي طلب هذه الأنواع من الفيزا، تقارب 5%، وهذا بعد ما يثبت صاحب الطلب أنه فعلًا سيدخل الولايات المتحدة لمجرد زيارة، وعنده أسباب للعودة إلى بلده. ورغم ذلك فقد عاد 1%.

مقالات مشابهة