المشاهد نت

مجوهرات اليمنيات مدخرات لمواجهة أزمة الجوع والحرب

السيدة “كفاح محمد” بعد عامين من المعاناة بظل الحرب المستمرة في اليمن لم تعد تستطيع مواجهة تكاليف الحياة المعيشية ووصلت حالة أسرتها حد الجفاف خصوصاً بعد أن أنفقت كل ما لديها من مجوهرات لتغطية احتياجاتها.

الحرب اليمنية لم يستطع المجتمع الدولي إيقافها, وإجبار المتحاربين على إنهاء الأزمة التي تعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يعيشها اليمنيون ويشهدها العالم في القرن الحادي والعشرون.

“لم أعد أجد حيلة للمواجهة”

الأستاذة كفاح محمد تعمل في إحدى المدارس الحكومية في صنعاء ـ معلمة أطفال ـ تعيش حياة محبطة تماما خصوصاً بعد أن استنفذت كل ما لديها من مدخرات ومجوهرات وعجزت الحكومة عن دفع راتبها الضئيل .

تقول كفاح “لا يوجد لدي من الطعام والمؤن الغذائية ما يكفني وعائلتي للاستمرار في الحياة”.

وتواصل حديثها بمرارة لـ “المشاهد ” بعبارة موجزة  تلخص معاناتها مع الحرب والجوع ” لم أعد أجد حيلة للمواجهة”.

 مرحلة الجوع”

دوامة حرب لا تنتهي في اليمن خلفت مأساة إنسانية كارثية على المستوى البشري والاقتصادي والأمني والخدمي، حاول كثير من السكان مواجهة هذه الأزمات بوسائل عدة: فرار ونزوح واحتماء داخل المنازل واستخدام البدائل للمحروقات والسلع والخدمات وبيع مدخرات من مجوهرات ونقود لتحمل تكاليف المعيشة والحصول على طوق نجاه لكن كل هذا نفذ وباتوا في حد الجوع المدقع، وتفاقمت حياة أسر كثيرة من اليمنيين بعد العجز عن دفع أجور موظفي القطاع العام والتي كانت بمثابة تدفق نقدي يصل إلى جميع قطاعات السوق المختلفة.

واقع كفاح وأمل وهناء وزملائهن فائز وصادق مع الحرب نماذج لحياة ملايين اليمنيين الذين يعيشون الجوع وهم في حالة من الخوف والقلق ولم يعد لديهم حيلة لمواجهة تكاليف المعيشة بعد انقطاع الدخل واستنفاذ كل المخدرات.

إقرأ أيضاً  تكحيل العين…طقس رمضاني مهدد بالاختفاء في صنعاء

تحكي كفاح عن آخر مدخراتها وتقول ” قبل ايام كنت أملك أخر جرامين من الذهب بعته واشتريت بنقوده مؤن غذائية لكنها لا تكفي لنصف شهر قادم لإطعام عائلتها المكونة من 6 اشخاص”.
“فائز معلم في احدى مدارس صنعاء هو الاخر يمر في ظروف مشابهه، يقول لـ “المشاهد ” نفذ كل ما لدي منذ شهر ولولا صديقي المغترب في السعودية الذي طلبت منه قرض (50$)  لكن وضعي اسوء .

لايزال فائز قلق من مصيره المعيشي في الأيام القادمة؟.

في المقابل واقع السيدة هناء حاتم وصل حد الجفاف تماماً فأسرتها المكونة من 5 اشخاص مدخراتها نفذت منذ فترة ، وفاقم مأساتها انقطاع راتبها الحكومي منذ ثلاثة أشهر.

 تقول هناء “نفذ كل ما نملك ونحن في مرحلة الجوع”

واقع مؤلم ومحزن يمر به اليمنيين ، ويمثل تأثير الصراع على الوضع الاقتصادي في اليمن – الذي يعد من أفقر بلدان الشرق الأوسط- كارثة، فالملايين من موظفي القطاع العام لم يعودوا يحصلون على رواتبهم ويكافحون من أجل تغطية نفقاتهم.

وتقول نتائج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (IPC)  أنه منذ يونيو/حزيران 2016 تزايد اعداد الاشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن إلى 14.1 مليون شخص بينهم 7 ملايين يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، في حين أنه في بعض المحافظات اليمنية يكافح 70% من السكان لإطعام أنفسهم.

مقالات مشابهة