المشاهد نت

الجوع يحاصر صحفيي اليمن وأثاثهم معروضة في المزاد

لجأ صحفيون يمنيون لعرض مقتنياتهم الشخصية ومتعلقاتهم الخاصة للبيع بعد أن ساءت الأوضاع المعيشية بهم، وانقطعت رواتبهم ومصادر الدخل التي كانوا يعتمدون عليها لتغطية حاجياتهم.

واضطر صحفيون لعرض ما يملكون من أثاثات مختلفة على وسائل التواصل الإجتماعي لغرض بيعها، فيما لجأ آخرون لبيع أثاثات منزلهم في أسواق الحراج للأدوات المستخدمة، والعودة إلى الأرياف بعد أن فقدوا مصادر دخلهم وانقطعت بهم السبل.

ووفق تقارير حقوقية فإن أكثر من 650 من العاملين في حقل الإعلام فقدوا أعمالهم منذ سيطرة جماعة الحوثي وحليفها صالح على السلطة في صنعاء في سبتمبر 2014، نتيجة إغلاق مؤسساتهم الإعلامية وحجب مواقعهم الإلكترونية التي كانوا يعتمدون عليها في مصادر دخلهم.

مكتبة للبيع

ونشر الكاتب الصحفي حسن عبدالوارث رئيس تحرير صحفية الوحدة الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة في صنعاء منشورات مختلفة على صفحته في فيس بوك عرض من خلالها مكتبته للبيع. وطلب من الراغبين في شراء مكتبته بالتواصل معه على الخاص.

ومنذ سبتمبر الماضي لم يتسلم الصحفيون اليمنيون العاملون في المؤسسات الحكومية مرتباتهم الشهرية، كما لم يصلهم حتى الآن نصف راتب شهر سبتمبر الذي وعدت بتسليمه جماعة الحوثي لموظفي الدولة الأمر الذي تسبب في تفاقم معاناتهم.

وأثار منشور عبدالوارث حالة استياء بين الصحفيين الذين فوجئوا بلجوئه لبيع مكتبته خصوصا وأن عبدالوارث من الكتاب الصحفيين المعروفين في الأوساط الصحفية في اليمن منذ نحو عقدين من الزمن.

وقال الصحفي توفيق الشنواخ – أحد زملاء عبدالوارث – “أدرك جيدا ما الذي يعنيه الكتاب لمثقف لبيب كـحسن عبدالوارث، وما الذي تعنيه مكتبة حسن لنفسه المعشوقة التي ارتبط بها لأكثر من 35عاما ،وهو العمر الذي ربطها به ربما أكثر من معظم أفراد أسرته، يقضي جلّ وقته بين جنباتها عاشقا وفيا لا يمل لقياها”.

وأضاف: “أغلى ما يملك الأديب حسن، هي كتبه ومؤلفاته، وأصعب خيار أن يستغني عن عنوان واحد من ثروته المعرفية التي جمعها على امتداد عمر الحرف والكلمة، فكيف هو الحال بعرضها دفعة واحدة لمواجهة الجوع الذي يهزّ مفاصل الوطن، كأنه الثورة ؟!”.

من جهته دعا الكاتب الصحفي عارف أبو حاتم السلطة الشرعية إلى استيعاب الصحفي حسن عبدالوارث بأي مبلغ كان، فهو ليس كثيرا على رجل بقامة حسن. وقال: “هذا رجل يعيش الكفاف منذ 2010 راتبه الضائع كان كل ما تبقى له في الحياة، أما سلطة الأمر الواقع فقد تقاسمها اللصوص وتجار الحروب.. ونهبوا كل شيء من الاحتياط النقدي الى لقمة العيش”.

حتى الحاسوب الخاص

من جهته لجأ الصحفي إبراهيم فتحي – يعمل بوكالة سبأ للأنباء – إلى بيع حاسوبه الخاص الذي يعتمد عليه في عمله بعد أن ساءت الظروف المعيشية نتيجة توقف رواتبه منذ سبتمبر الماضي.

إقرأ أيضاً  زيارة المعالم الدينية بحثًا عن الروحانية في رمضان

وقال: فتحي في صفحته على الفيسبوك “تم بيع جهازي ورفيق دربي، لكن المثل يقول (ماحق إلا يفدي الروح) ويا قهري من هذا الزمن”. وتابع: “ثوره تخليك تبيع ما تملك من أجل تعيش أنت وأولادك عيشة كريمة”.

أما الصحفي ( ح – م) الذي فضل عدم ذكر إسمه فقد دفعته ظروفه الصعبة إلى بيع أثاث منزله والنزوح إلى القرية بعد وجد نفسه غير قادر على دفع إيجار منزله ومستلزمات ومتطلبات الحياة في المدينة.

يقول لـ”المشاهد”: “الآن أنا في بيت والدي في البلاد أنا وعائلتي بعد أن فقدت عملي في صنعاء بسبب إغلاق الحوثيين للصحيفة التي كنت أعمل فيها، رجعت أشتغل في الأرض واقتسم المدخول مع والدي رغم أن المدخول من الأرض لايغطي مصروف والدي لكن مافيش معانا مجال”.

حرب شرسة

وتعيش الصحافة اليمنية أوضاعا صعبة نتيجة حالة القمع الشديدة التي تعرضت لها خلال العامين الماضيين. ووفق تقارير صادرة عن مؤسسات ومنظمات يمنية ودولية قالت إن الصحافة في اليمن تعيش أسوأ مراحلها.

وذكرت نقابة الصحفيين اليمنيين في تقرير أصدرته للنصف الأول من العام الحالي 2016 إن ما تتعرض له مهنة الصحافة في اليمن يُعد “حرباً شرسة”، حيث رصدت النقابة في تقريرها 100 حالة إنتهاك خلال ستة أشهر، بينها  24 حالة اختطاف واحتجاز وملاحقة وإخفاء ، و13 حالة تهديد وتحريض ضد الصحفيين، و12 حالة اعتداء على صحفيين ومقرات إعلامية وممتلكات خاصة، و13 حالة حجب لمواقع الكترونية محلية وخارجية، و10 حالات شروع في القتل، و6 حالات قتل، و11 حالة تعذيب، و7 حالات إيقاف مستحقات وإيقاف عن العمل وفصل ومنع من الزيارة، وحالتي مصادرة لمقتنيات صحفي وأعداد صحيفة، وحالتي محاكمات.

وخلال الفصل الثاني من العام 2016 رصد مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي 55 حالة انتهاك تعرض لها الاعلاميون ونشطاء التواصل الاجتماعي في اليمن، حيث تصدرت محافظتي صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وعدن الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية النصيب الأوفر في حجم الإنتهاكات وفق التقرير.

وتوزعت حالات الإنتهاكات بين 3 حالات قتل ، و 16 حالة اختطاف ، و 7 حالات اعتقال ، وحالة إصابة واحدة، و 3 حالات اعتداء واحدة منها وصلت حتى الموت، و 7 حالات فصل وإيقاف عن العمل وايقاف رواتبهم ، و 5 حالات تهديد ، و 4 حالات تحريض ضد صحفيين ،و 3 حالات حجب مواقع الالكترونية واختراق صفحات الفيس بوك.

مقالات مشابهة