المشاهد نت

التجارة من المنازل..أم اليتامى قصة نجاح

تنتشر ظاهرة البيع من المنازل في عدن ، كإحدى مجالات الأعمال أمام النساء اللآتي  تعوزهم الوسائل والسبل لإيجاد عمل آخر يدر عليهم ربحا يستعينون به لإعالة اسرهم .

وتمثل ما يطلق علية في مدينة عدن ” الدلالة ” ويُقصد بها النساء اللآتي يقمن بالبيع  لربات المنازل بالتقسيط .

ويمثل هذا النشاط مصدر دخل لكثير من الاسر في عدن ولحج  والمناطق المجاورة .

ام محمد من الأسر الآتي مضى عليها زمن في البيع من منزلها لها أسم معروف بين النساء “زبائنها” تتميز به عن مثيلاتها في السوق “.

أم محمد “52” من سكان حي المنصورة في عدن تحكي لـ المشاهد تفاصيل البيع من المنزل وكيف بدأت الدلالة.

تقول مضى عليا في هذه المهنة التي يطلق عليها مهنة الدلالة أكثر من ثمانية عشر سنه إذ ورثتها من أمي التي كانت هي أيضاً دلالة .

فبعد أن تزوجت حاول زوجي أن يمنعني عن العمل في هذه المهنة ، وخاصة أنه ليس لدي وظيفة حكومية.

 تضيف ام محمد زوجي يردني الاعتماد عليه كمصدر دخل وحيد في المنزل ؛ولكن رفضت وخاصة وانه وسبق وان حفرت لي اسماً في منطقة المنصورة كمرافقه لدلاله الأمر الذي جعلني أستمر .

التأسيس للتجارة

ام محمد تعيل ستة من الأولاد وتقول كانت أمي تأخذني معها كي أساعدها في حمل البضائع حينما تذهب لبعض ربات البيوت لتعرض عليهن بعض ما جاءها من بضائع جديدة الأمر الذي جعل وجهي مألوفاً و محفوظ لدى كثير من ربات البيوت ،بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك من الألفة ،حيث  أن كثير من الأمهات كنا يرسل معي رسائل حينما كنَ يقابلني في الطرقات ،منها “أن أجعل أمكِ تمر علينا لأخذ قسط الشهر” .

 تتم عمليات البيع من المنازال في عدن عبر اقساط مريحه من قبل الدلالات الاتي يمنحن لربات البيوت من زبائنهن تسهيل  البيع بالتقسيط وتوفير احتياجات الاسر من ملابس الاطفال الى ثياب النساء بكل انواعها واواني منزلية  ودخل مؤخرا ملابس البيع للرجال والاحذية.

وتواصل ام محمد حديثها ” نقوم بجلب البضائع بعضها يوجد في السوق وبعضها غير موجود في السوق، وخاصة التي نعتني في جلبها من دول وأماكن أخرى ومن ثم نقوم بعرضها على ربات المنازل ليقمنَ بشرائها بالآجل (التقسيط) مع هامش ربح بسيط ،وطول في فترة السداد تصل بعض الأحيان لسنوات وغالباً ما يقتصر الأمر على السنة أو السنتين .

إقرأ أيضاً  تعز : الابتهاج بالعيد رغم الحرب والحصار

تنظر الى ام محمد فترى سنوات الكفاح على وجهها ، وعندما تحدثك عن تجارة المنازل تتحدث كسيدة اعمال مع اول حديث تزرع الثقة لدى زبونها او من يتحدث معها,

تقول ام محمد توفى زوجي  بأزمة قلبية وتحولت أنا في المنزل إلى العاملة الوحيدة وها أنا أعول ستة من الابناء وأتحضر لتجهيز ولدي الاكبر محمد للزواج وخاصة أن زوجي المتوفي كان يعمل عملاً خاص”.

وتلقى البضائع التي تباع في المنازل رواجا كبيرا من قبل كثير من النساء، سيما وان عملية الدفع غير المرهونة بوقت معين والتفاوض في الأسعار أهم عامل مشجع للشراء، بالإضافة إلى إمكانية التبضع في أي وقت خصوصا إذا اقتضت الضرورة.

وفي المدن بالتحديد نجد كثيرا من البائعات اللاتي يعرضن بضائعهن في منازلهن في بادرة منهن لمساعدة أزواجهن اقتصاديا وتوفير كل ما تحتاجه عوائلهن من مستلزمات وأمور معيشية،  وخاصة بعد ظروف مثل ظروف اليمن ،حيث تتصدر ملابس الأطفال والعطور الحيز الأكبر من عملية الشراء، كما قد يجد الزائر لهذه البيوت مختلف الأغراض التي لا تخطر على البال.

مواسم البيع

وتقول ام محمد للمشاهد “يزدهر نشاطنا غالباً طوال العام ولكن يزداد ازدهارا قبالة الأعياد المواسم كموسم المدارس والأعراس أي الصيف على غرار ما نجده من معاناة وصعوبات ومضايقات وخلافات إلا أن هذا الشي بالنسبة لنا بات أمر معتاد عليه وقد انتهجنا سبلاً وأساليب تقينا من ضياع حقنا “.

وتضيف “بعد الحرب زادت حده هروب كثير من المشتريات أو تملصهن ،وخاصة مع ظروف الحرب وما تلها وكذا مع ظروف تأخر الرواتب وضيق الحال الأمر الذي جعلنا نتساهل في فترة السداد والذي من الطبيعي أن يجعل نشاطنا يقل بعض الشي، بالإضافة إلى التخوف من التعامل مع بعض ربات المنازل إزاء تغيير الأوضاع كالنزوح  ،وحركة الإيجارات ، وغيره .

أما عن الخوف والأمن فتقول أم محمد كنتُ لا آلوا جهداً في الخروج بأي وقت أو باستضافة أي أمراءة في أي وقت في بيتي ولكن هذا الوضع تغيراً تماماً وخاصة بعد الحرب فقد بت كثيراً أفكر في موعد خروجي، وموعد عودتي كذا مع من أتعامل وبت أكثر تشديداً في منح النساء البضائع وخاصة واني وقعت فخ لكثير من النساء الآتي يتشرنَ ولا يستطعن السداد نتيجة سوء الأوضاع  التي يمر بها أزواجهن أو هن .

مقالات مشابهة