المشاهد نت

الحرب على الإرهاب تعود للواجهة في حضرموت

الحرب على الإرهاب تعود للواجهة في حضرموت

 

تعودوا حضرموت إلى واجهة مشهد الحرب على الإرهاب في اليمن، والذي بات ساحة لمشاهد مُتعددة من الحروب والصراعات أبرزها تلك التي لاتزال دائرة حتى اللحظة بين معسكر مقاتلي الحوثي وقوات حليفهم الرئيس السابق على صالح من جهة، والقوات الموالية لرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من قبل قوات التحالف العربي. 

حضرموت التي نجت من السقوط في دوامة الفوضى الدائرة في غالبية محافظات اليمن، كانت وخلال الفترة الماضية متصدرة عناوين الصحافة المحلية والإقليمية والدولية بعد أن نجح تنظيم القاعدة في إسقاط عاصمتها وبقية مدن الساحل في أيدي مسلحيه لمدة عام كامل قبل أن تتمكن قوات النخبة الحضرمية التي تكفلت دول التحالف العربي بتدريبها وتجهيزها في تحرير المدينة واستعادة السيطرة عليها.

اليوم تعودوا المدينة مجدداً إلى صدارة المشهد، بعد إعلان السلطات فيها إحباطها لمخططين “إرهابيين” بصورة مُتزامنة كانا على وشك التنفيذ في مدني الساحل والوادي.

المكلا تنجو من الاغتيال: 

هكذا وصف محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، إحباط الجيش لعملية إرهابية كان يتم الإعداد لها لاستهداف ميناء المكلا صبيحة الفاتح من أكتوبر الجاري باستخدام ( 8 ) أسطوانات كبيرة مفخخة بـ (520 ) كيلو جرام  من المتفجرات (TNT  و C4 )  شديدة الانفجار، تم زراعتها في البحر على بُعد 150 مترا من قلب مدينة المكلا. مُشيراً إلى أن تلك العملية التي أتهم – تنظيم القاعدة – بالإعداد لها كانت ستودي إلى تدمير حي الشهيد خالد السكني أحد أقدم الأحياء الشعبية بمدينة المكلا القديمة المجاور للميناء.

وكانت قيادة الجيش بالمكلا قد قال في بيان صحفي إنها تلقت بلاغاً من قبل صيادين يتحدثون عن وجود أسطوانات متفجرة مترابطة بمنظومة كهربائية كاملة مع وجود جهاز لاسلكي مربوط بأعلى بقايا الباخرة هندية غرقت قبل سنوات طويلة قبالة المدينة تُعرف باسم الباخرة ” بقيق “، وأن تلك الأسطوانات كان سيتم تفجيرها عن بعد من قبل من وصفتها بالجماعات الإرهابية. قبل أن يقوم خبراء تفكيك المتفجرات بقطع وشل حركة الاتصال بين الجهاز اللاسلكي والاسطوانات المتفجرة ونزع الصواعق عنها وتفكيك كل أسطوانة على حده والتخلص منها في أعماق البحر.

وتكمن خطورة نجاح العناصر الإرهابية في تنفيذ هذا المخطط في أنه كان سيؤدي إلى نتائج كارثية تتمثلوا في تدمير ميناء المكلا والحركة الملاحية النشطة فيه وإظهاره بأنه غير أمن ما سيدفع بشركات النقل البحري إلى التوقف عن استخدامه أو رفع أسعار التأمين على سفنها، ما سوف ينعكسوا سلباً والجدوى الاقتصادية من استخدام الميناء الذي يشهده ومنذ أشهر تزايداً ملحوظاً للنشاط الملاحي وبات أحد أهم المصادر المالية الرئيسية التي تعتمدوا عليها السلطات المحلية في المحافظة لإدارة شؤونها وتوفير التزاماتها في ظل الصعوبات المالية التي تواجهها الحكومة الشرعية في البلاد.

ولا تتوقف المخاطر عند هذا الحد، فنجاح ذلك المخطط سيؤثر لامحالة على المنشآت النفطية التابعة لشركة النفط اليمنية بالساحل والمطلة على البحر والتي تحوي ملايين اللترات من المشتقات النفطية التي تصل بصورة يومية إليها بعد أن أصبح ميناء المكلا بمثابة منفذاً تتحصل منه غالبية محافظات البلاد على الوقود عبر السفن النفطية اليومية التي تصل إليه. ما يعني أن المحيط البيئي البحري للمكلا كان على موعداً حتمي مع كارثة بيئة هائلة أكبر بكثير من تلك التي واجهتها المدينة في يوليوا من العام  2013 حين تسربت كميات من المازوت جراء جنوح ناقلة النفط “شامبيون” والتي لاتزال أثار التلوث البيئي الذي أحدثته حاضرا حتى اللحظة.

إقرأ أيضاً   الحلويات الصنعانية... عادة رمضانية

أسطوانات متفجرة مترابطة بمنظومة كهربائية في ميناء المكلا

وادي سر يعود للواجهة :

في التاسع والعشرين من شهر إبريل الماضي أعلن قائد المنطقة العسكرية الأولى والرجل الأكثر قوة وحضوراً في مناطق وادي وصحراء حضرموت اللواء الركن عبدالرحمن الحليلي، ومن على منصة كرسياً مرتفعاً في مؤتمراً صحفي نجاح قواته في تطهير مناطق “وادي سر” المعقل الأبرز لتنظيم القاعدة في حضرموت الوادي، من سيطرة الجماعات المسلحة بعد إطلاقه حملة عسكرية أستمرت لأقل من خمسة أيام.

خلال ذلك المؤتمر الصحفي الذي حضره العشرات من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، بدأ الرجل واثقاً من نفسه وهو يعلن انتهاء فزاعة “وادي سر” التي سيطرة لسنوات طويلة على سكان مدن وادي وصحراء حضرموت.

من خلال اقتحام والسيطرة على معسكران تدريبيان أقامهما التنظيم في الوادي لتدريب أفراده وهما معسكر “نخر حاشد” ومعسكر أخر يحمل تسميه قرية تقع بالقرب منه تُعرفوا باسم بلدة “سودف” وهي قرية صغيرة لا تتوفر بها أي خدمات تذكر عدا عن وحدة صحية قام الجيش مؤخراً بتحويلها مؤخراً إلى ثكنة عسكرية.

متحدثاً عن ضبط كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات ومعمل متكامل لصنع السيارات المفخخة وإلقاء القبض على عناصر إرهابية من جنسيات يمنية وعربية وإسلامية كانت متواجدة في الوادي الذي يصل عمقه لأكثر من 80 كيلومتر.

نشوة الانتصار التي يبدو أنها لاتزال حاضرة لدى الرجل ويرددها من بعده قادته العسكريين وحتى كبار المسئولين الحكوميين في الوادي، على وشك الانتهاء. فمحافظ حضرموت اللواء أحمد بن بريك، أعلن في تصريح صحفي يوم أمس عن قيام وحدة أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب وبالتنسيق جواً مع قوات التحالف العربي في تنفيذ عملية نوعية في “وادي سر” أسفرت عن اعتقال خلية إرهابية كانت تستعدوا لتنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية في مدن الوادي والصحراء.

ويرى مراقبون محليون أن هذا الإعلان جاء ليعزز الشكوك التي صاحبت إعلان تطهير الوادي من تواجد القاعدة، خصوصاً وأن حجم القوة المشاركة وفترة العمليات العسكرية لم تكن لتساعد على ذلك إذا ماوضعت جغرافية الوادي وتضاريسه في عين الاعتبار.

وادي حضرموت يتكون من أكثر من 350 شعباً جبلياً تمتد الى تفرعات جبلية وصحراوية شاسعة هي أقرب لمتاهة تتصل بعدد من المحافظات اليمنية من بينها مأرب والجوف وشبوة.

وذهب أخرون إلى إتهام الجيش بالتواطؤ مع تلك الجماعات، ومن بين هؤلاء الكاتب الصحفي والقيادي في الحراك الجنوبي علي الكثيري والذي قال إن كشف المحافظ لهذه العملية وهي ليست الأولى من نوعها تُعزز الاعتقادات لديهم في أن ما وصفها بقوى “الاحتلال اليمني” لحضرموت والجنوب عامة هي الراعية والحامية لعناصر التنظيمات الإرهابية – حسب وصفه.

ويضيف الكثيري في حديثه لـ “المشاهد”  بالقول ” نحن في الحراك الجنوبي قد حذرنا كثيراً من أن التنظيمات الإرهابية الوافدة إلى حضرموت إنما هي صنيعة لتلك القوى الإحتلالية، وإن على الرئيس هادي وقوات التحالف العربي أن تدرك أن تحرير ساحل حضرموت من سيطرة القاعدة ستظل بمثابة انتصار ناقص وغير مكتمل مالم يتم تحرير الوادي والصحراء من جيش الاحتلال اليمني وأدواته الإرهابية”.

مقالات مشابهة