المشاهد نت

انعدام الثقة تنذر بفشل الهدنة قبل ولادتها

انعدام الثقة تنذر بفشل الهدنة قبل ولادتها

في الوقت الذي يترقب اليمنيون دخول هدنه انسانية في اليمن اعلنتها الأمم المتحدة بعد موافقة جميع اطراف الصراع على تنفيذها والالتزام بوقف إطلاق النار منذ منتصف ليل الاربعاء الخميس لمدة 72ساعة  تنتهي مساء السبت المقبل، تنعدم الثقة بين أطراف الصراع وتتوالى التصريحات السياسية والدبلوماسية المشككة كلاً بالأخر بمدى التزامه بالهدنة كما تتسارع وتيرة العمليات العسكرية على الارض بين المتحاربين.

انعدام ثقه وشكوك دبلوماسية

 ففي الوقت الذي تفصلنا ساعات قليلة عن دخول الهدنه المرتقبة في اليمن يسبقها التراشق بالتصريحات السياسية التي تتضمن التشكيك كلاً بالأخر بعدم الالتزام بالهدنة ووقف اطلاق النار .

  السعودية وعلى لسان  وزير خارجيتها عادل الجبير يقول أن بلاده تريد وقف إطلاق النار في اليمن، لكنه يشك  بالتزام الحوثيين بذلك، وقال :” إن قوات التحالف ستلتزم بوق إطلاق النار إن وافق الحوثيون”.

ورغم اعلان الامم المتحدة على لسان مبعوثها الى اليمن ولد الشيخ عن تأكيد اطراف الحرب في اليمن التزامهم بالهدنة الا الشكوك وعدم الثقة بين الطرفين واستمرار المعارك هي الحاضرة واقعياً.

الرئيس عبدربه منصور هادي شكك أمس الأربعاء بمصداقية الحوثيين بالالتزام بوقف اطلاق النار وقال خلال لقاءه  مع سفيري الولايات المتحدة الأمريكية ماثيو تولر، والمملكة المتحدة، إدموند فيتون براون، لدى صنعاء، بمقر إقامته المؤقتة بالرياض “للأسف لا نتوقع من الانقلابين إلا مزيداً من المراوغة والتسويف والمماطلة”، لكنه قال :” إن إدارته ستتعامل بـ”إيجابية” مع الهدنة المرتقبة خلال الساعات القادمة”، مؤكداً على ضرورة السلام والتعامل الإيجابي مع مشروع الهدنة والتقيد بمحدداته باعتبار السلام الخيار الوحيد.

تصعيد على الارض ينذر بالفشل

قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، تتواصل المعارك، بين  قوات الشرعية والحوثيين اذ حققت قوات الشرعية تقدما في جبهات القتال في تعز وصعدة واستعادت مواقع كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية  في حين واصلت الميليشيات الانقلابية مسلسل القصف اليومي والمستمر، بمختلف أنواع الأسلحة، على الأحياء السكنية في مدينة تعز من مواقع تمركزها في مطار تعز ومنطقة الحوبان، وتوالت امس  الأربعاء، أغارت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، على معسكر للحوثيين بصنعاء،

وقالت مصادر عسكرية لموقع المشاهد أن “مقاتلات التحالف نفذت سلسلة غارات على معسكر الحفا الذي يسيطر عليه الحوثيون شرقي صنعاء، دون التمكن من معرفة ما أحدثه القصف من خسائر”.

وقالت مصادر عسكرية في تعز ان المعارك تجددت منذ يوم امس الاول الثلاثاء في جبل حبشي، جنوب غرب تعز، في محاولة من الميليشيات الحوثية استعادة مواقع تم دحرهم منها، قبل ثلاثة أيام، بما فيها جبل الخضر الاستراتيجي، ومواقع مطلة على الطريق الرئيسي بين محافظتي تعز والحديدة.

وسقط في المواجهات قتلى وجرحى من الجانبين، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم أطفال جراء القصف المستمر على الأحياء السكنية.

 كما تكبدت الميليشيات الخسائر المادية جراء استهدافهم بمدافع المقاومة الشعبية في مختلف الجبهات.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

هذا وكانت مصادر عسكرية حكومية قد قالت في تصريحات صحافية ان منظومة الدفاع الصاروخي لقوات التحالف اعترضت صاروخا بالستيا أطلقه الحوثيون وقوات الرئيس السابق باتجاه مدينة مأرب شمالي شرقي اليمن.

كما اعلنت القوات الحكومية استعادة اللواء 101 ميكا في منطقة البقع بمديرية كتاف، شرقي محافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين شمالي البلاد.

 فرص ضئيلة للسلام وهدنه لا تكفي للإغاثة

ورغم ترحيب الاطراف المتقاتلة على السلطة في اليمن بمبادرة الهدنة المقرر دخول سريانها ليل الاربعاء الخميس ووقف اطلاق النار في ظل جهود دولية ساعية لوقف الحرب وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا إلا أن فرص نجاح هذه الهدنة عملياً ضئيلة فانعدام الثقة بين اطراف الحرب ظاهرة والمعارك مستمرة وما تعلنه الامم المتحدة من هدنة لمدة 72 ساعة لا يكفي لوصول المساعدات الى المناطق المتضررة .

منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ” جيمي ماكغو لدريك ” قال امس الأربعاء ” أن توقف القتال في اليمن مدة ” 72 ساعة ” قادمة تبدأ من منتصف هذ المساء إنها غير كافية لأنها لن تمكن عمال الإغاثة في اليمن من الوصول إلى التجمعات السكانية العالقة في مناطق الصراع .

وأضاف ” أنه إذا لم يتوفر لنا سوى 72 ساعة، فهذا يعني تعليق التخطيط لتركيز الانتباه في مجال آخر، ولكن إذا توفر لنا الوصول إلى هذه المناطق في كل الأوقات، سنتمكن من التخطيط بشكل مختلف وتوفير المساعدات بصورة أفضل.”

 من جهة أخرى تقول الباحثة السياسية المهتمة  بالشئون اليمنية سيلين جرسي من باريس في تصريح لموقع” المشاهد”  أن الحرب لن تتوقف الا بتسوية شاملة كاملة مشيرة إلى أن الحوثي حركة لا تقبل ابدا بالآخر وهذا ما يقوله تاريخها وطريقة تعاملها مع الاحداث مشيرة إلى أن الحوثيين كان بإمكانهم التوقف عن الحرب  منذ مدة في حين قوات التحالف دخل في خطها صالح ، اذا لابد لأحد الطرفين من ازالة الاخر او حدث كبير في الارض يجبرهم على القبول ببعض …لكن بصورة مؤقتة.

وتتابع قائلاً:” لذا فالحوثي سيظل يقاتل باستماته لان طرح اَي حل خارجي يتضمن السعودية هو يعتبره انتصارا الان يجب لملمة ما يجب لملمته عن طريق الوصول الى حل وسط يرضي الأطراف اليمنية الداخلية قبل الاطراف الخارجية لأنه  في الاول والأخير الحرب تدور بين يمنيين جزء منهم تحت غطاء “الشرعية” وجزء يرفض شرعية هادي“.

وكان مراقبون قد ابدو انتقادهم لإعلان  الهدنه المرتقبة في ظل عدم وضوح في آلية الأمم المتحدة لضمانات وقف اطلاق النار على الأرض، وهو ما يخلق شكوكاً في نجاح الهدنة وبالذات مع ما يجري من تشكيك لجماعة الرياض “.

 

مقالات مشابهة