المشاهد نت

رحلات الموت ” الهجرة الافريقية ” الى اليمن

رحلات الموت " الهجرة الافريقية " الى اليمن

رحلات الموت التي يقوم بها يومياً مئات الأفارقة صوب سواحل اليمن هرباً من واقعهم المعيشي المتدهور والحروب الأهلية التي لاتزال تشتعلُ في بلدانهم ، لتكون اليمن على واقعها شراً لابد منه.

ظاهرة نزوح اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ليست بالجديدة، منذ أن وقعت البلاد منفردة من بين بقية دول شبة الجزيرة العربية على اتفاقية عام 1951 للاجئين وبروتوكول عام1967م التابع لها.

أعداد اللاجئين تتزايد لتصل وفق تقارير غير حكومية إلى أكثر من مليون لاجئي غالبيتهم من الجنسية الصومالية. وصل أكثريتهم عبر زوارق خشبية صغير لا تتمتع بأي من معايير السلامة في رحلة لا يمكن وصفها إلا برحلة إلى الموت.

مع التدهور الاقتصادي والمعيشي لسكان اليمن جراء الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ نحو عام ونصف، إلا أن هذا لم يؤثر على معدلات تلك الظاهرة بل على العكس ارتفعت بشكل كبير.

وعبرت الحكومة اليمنية الشرعية مؤخراً عن وصول أكثر من 64 ألف لاجئ من دول القرن الأفريقي بطريقة غير شرعية على البحر منذ بداية 2016.

وكان تقرير أصدرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منتصف العام الحالي أشارت فيه إلى أن 10 آلاف شخص يتوافدون شهريًا إلى سواحل اليمن قادمين من منطقة القرن الأفريقي والشرق الأدنى. فيما تقول السلطات المحلية في محافظة شبوة جنوبي اليمن أنها لا تستطيع التعامل مع تلك الهجرة غير الشرعية للمئات من الأفارقة بصورة يومية عبر سواحلها.

رحلة الموت:

من ميناء “بوصاصو” الميناء الرئيسي للصومال على الساحل الجنوبي للخليج عدن، تبدأ “رحلة الموت” حيث يعمل المهربون على حشد أكبر عدد ممكن من اللاجئين الأفارقة على متن قوارب خشبية قديمة ومتهالكة يُراد لها أن تشق طريقها في بحر ممتلئ بمخاطر القرصنة والأمواج البحرية المرتفعة التي تنتج عن اضطرابات للتيارات البحرية تشتهر بها المنطقة المائية الممتدة من القرن الأفريقي وحتى خليج عدن.

وتعد شبوة  اليمنية المحطة الأبرز لوصول اللاجئين الأفارقة، فهي تتمتع بشريط ساحلي يصل طوله إلى أكثر من 200 كيلومتر على بحر العرب، خالي من أي تواجد لقوات خفر السواحل أو البحرية اليمنية.

افارقة من الارومو في احد شوارع عدن

سفن التحالف العربي والذي يفرض حصاراً بحرياً على سواحل اليمن، لا يتعامل مع السفن الخشبية الصغيرة والتي غالباً ما يستخدمها مهربي البشر.

يقول الناشط في مجال الإغاثة وحقوق الإنسان عوض حميده، أنه وبعد أن ينجح المهربون في الوصول إلى مقربة من الساحل فإنهم غالباً ما يُجبرون الركاب على إكمال ما تبقى من الرحلة سباحة، وهذا الأمر يتسبب في غرق العديد منهم خصوصاً النساء والأطفال.

وقال “وجدنا العديد من الجثث قد غرقوا في مياه البحر، وقد دفعتها الأمواج إلى الساحل”. فيما من ينجح في الوصول إلى الشاطئ يكون في وضع صعب جداً ومنهك القوى.

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

ولا تنتهي المعاناة عند الوصول إلى الشواطئ اليمنية فاللاجئون يضطرون إلى قطع مسافات طويلة وشاقة تصل إلى أكثر من 130 كيلو متر سيراً على أقدامهم الحافية من منطقة “بئرعلي” الساحلية وحتى مدينة العاصمة (عتق) والتي يوجد بها مخيمات للاجئين الصوماليين تم افتتاحها من قبل السلطات المحلية.

رحلة قد تستمر لأكثر من يومين دون أن يكون لديهم أي شيء يُعينهم على مشقة السفر من طعام ومياه، عدا ما يتم تزويدهم به من قبل المسافرين في الطريق بعد أن ترق لهم قلوبهم.

وعبر الطريق الدولي الرابط بين محافظات أبين وعدن وشبوة وحضرموت والمهرة يُشاهد وبصورة يومية المئات من اللاجئين الأفارقة وهم يسيرون على امتداد الشريط الساحلي.

 وتعد مديرية “رضوم” أحد أبرز التجمعات التي يصل إليها المهاجرون غير الشرعيين، وهي كمحطة أولى صوب رحلتهم إلى المجهول.

ويؤكد الناشط “حميده” أن الكثير من اللاجئين يموتون في الصحراء بعد أن تنفذ منهم المياه والطعام، وأنه رصد خلال الفترة الماضية  27 جثة للاجئين فقدوا حياتهم بعد أن ضاعوا في الصحراء ونفذت منهم المياه.

كما قُتل أعداد من المهاجرين الافارقة جراء الاشتباكات المسلحة التي لاتزال تندلع بين مسلحي جماعة الحوثي ومقاتلي المقاومة الشعبية والجيش في صحراء مديرية بيحان المحاذية لمحافظة مأرب.

وتعد مديرية بيحان المحطة الثالثة للاجئين بعد مدينة “عتق” ومنها يتوجهون لمحافظة مأرب ومناطق اخرى .

ظاهرة مخيفة:

يقول وكيل محافظة شبوة الشيخ ناصر محمد القشيبي، لـ “المشاهد” أن الهجرة غير الشرعية للأفارقة الذين يصلون لسواحل المحافظة كبيرة للغاية، فقد وصلت أعدادهم حسب قوله إلى مئات الآلاف، في ظل عدم توفر أي إمكانيات تُساعد السلطات المحلية في التعامل مع تلك الهجرة غير الشرعية والتي وصفها في حديثه بالهجرة “المُخيفة” التي تُشكل خطراً على البلاد.

الشعور بتلك الخطورة ينبعث من عدة أسباب أولها خشية السلطات الصحية في محافظة من أنتشار الأمراض التي يمكن أن يجلبها اللاجئون والذي لا يخضعون لأي فحوصات طبية عند وصولهم للبلاد.

الدكتور ناصر سعيد، مدير القسم الطبي في مخيم الإيواء للاجئين الذي أقامه محور قيادة عتق العسكري، قال “توجد أمراض مزمنة بشكل كبير بين أوساط اللاجئين الأفارقة من بينها (فيروس الكبد الوبائي) وكذلك (فيروس الملاريا). فيما إمكانيات القسم الطبي بالمخيم بسيطة للغاية ولا تستطيع التعامل مع تلك الأمراض.

وهناك خشية من استغلال تلك المجاميع واستخدامها من قبل أحد الأطراف المُتصارعة في البلاد.وهي الاتهامات التي كان قد وجهها محافظ شبوة السابق العميد عبدالله النسي، لمسلحي جماعة الحوثي

مقالات مشابهة