المشاهد نت

اربعة إخوه يتحدون الاعاقة والحرب والنزوح 20 مرة

في الضاحية الشمالية لمدينة يريم بمحافظة اب يسكن صفوان علي الضليعي 27عاما ويعاني من شلل رباعيأ افقده الحركة منذ طفولته.

 تعاني اسرة صفون ذات المرض بنسب متفاوتة.

اشقاء صفوان ” صبري20 عاما والاخ الاصغر بسام”16 ” عاما واختهم جهاد “17عاما” جميعهم يعانون من شلل نصفي.

تقابل صفوان للمرة الاولى تلحظ التحدي في عينيه والبسمة لا تفارق وجهه فتشعر ان الرجل قد تغلب على الاعاقات ، في 2006م حصل صفوان على شهادة دبلوم في صيانة الحاسوب والبرمجة من مركز المعاقين بصنعاء.

يتحدث صفون بثقة كبيرة عن إعاقته التي يصفها بشهادة ” أرى في اعاقتي وأفراد أسرتي نعمه وحب من الله وانا فخور به”

على كرسيه المتحرك يستدير صفون ويقترب باتجاهي ويقول “أنا اشجع نفسي واخوتي على اهميه تجاوز الإعاقة ونسيانها والخروج منها بصبر وثبات وكيف نعيش معتمدين على انفسنا.. دون الحاجه للغير، لأجل ذلك غادرت إلى صنعاء لدراسة الحاسوب في مركز المعاقين.

يحكي لـ”المشاهد ” عانيت صعوبة التنقل من السكن إلى المركز وكنت في أوقات لا استطيع الذهاب أو العودة لأني لا أجد من يساعدني .

يسترسل في نظراته ليحكي عن اعوام مرت في تعليم الحاسوب ويقول ” تجاوزت تلك المرحلة وحصلت على شهادات في مجال الحاسوب وطورت من مهاراتي في ذلك .

في مكتبه المتواضع يستقبل صفون زواره وكل من يطلب مساعدته ، في ظرف تعيش اليمن اوضاعا صعبة ومرحلة حرب اثرت بشكل مباشر على الناس خصوصا المعاقين فيحضر صفون لتقديم خبرته وخدماته لكل الناس حتى الذي لا يعانون من اعاقة ويحث الجميع على العمل ويبشر بالامل .

 يقول ” لم أجد عملا يناسب صحتي ومؤهلاتي ولم تستوعبني أي جهة حكومية أو خاصه لهذا قررت نقل هذه الخبرات الى اخواني ومن ثم فتح محل مقهى انترنت وتصاميم وطباعه بهدف العمل للحصول على لقمه العيش وكان العمل يسير معنا بصوره أفضل مما نحن عليه اليوم.

ظروف الحرب لم ينجي منها احد فيقول صفوان ” الحرب التي تشهدها اليمن انتجت ظروف الحرب عليا وعلى أسرتي تمثلت في معاناه نفسيه وخوف وقلق وتراجع العمل وتزايد مديونته بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع  سعر الديزل وتعطل  المولد الكهربائي وضعف سرعة خط الانترنت”.

منزل ومقر عمل صفوان واخواته المعاقين يقع على بعد حوالي800 متر من معسكر اللواء 55 حرس جمهوري بمدينة يريم حيث يتعرض المعسكر باستمرار لقصف الطيران.

إقرأ أيضاً  حرمان المرأة العمل بسبب الزوج

 الحي الذي يسكن فيه صفوان واخواته تعرض لقصف طائرات التحالف وقتل فيه وجرح العشرات من جيراننا وتضرر منزلهم.

يقول صفون اصبنا بالخوف والهلع جراء قصف الحي الذي نسكنه ،عشنا معاناة النزوح.

يجر صفون نفس عميقا مع صوت حزين ويحكي لـ”المشاهد “لأكثر من20 مره اضطرت للهرب والنزوح خوفاً من قصف الطيران ، لقد عانيت وأسرتي ظروفا صعبه إلى حد كبير فكان النزوح الى الريف وتكبدنا فيه وعورة الطرق ونقص الخدمات كما كنت اعيش ايام وليالي في عزله نفسيه فلا عمل أقضي فيه اوقاتي ولا شخص اتحدث إليه.

آمال بوقف الحرب

 عن إيقاف الحرب والسلام يتحدث صفوان بلغة قريبه من معاناته واجاعه ” أتمنى أن يغرس اليمنيون في قلوبهم الحب والسلام لأن الحب هو من سيجعلنا نبني الوطن ونكف عن الخراب والدمار “.

ويضيف “انت وما تزرع في قلبك ومن زرع حصد ازرع حب تجني سلام ومحبه ازرع حقد تجني أمراض وجلطات انا احب واتمنى ما أجرح أي شخص بحياتي لأن الحب هو من الله والحقد من الشيطان” ، بالحب تسطيع أن تعيش بين الناس بسلام ومحبه والحقد تعيش بدمار وخراب وقتل

تحدي الحياه دون شريك حياة ، في شهر مايو المنصرم قرر صفوان الزواج للمرة الثانية.

فعن المرأة والحياه الزوجية يتحدث صفوان بلغة الحب والمسؤولية فالمرأة بالنسبة له هي الحياه.

يقول صفون ” قررت الزواج لحاجاتي النفسية وظروفي الاجتماعية والخاصة التي تستدعي وجود زوجه وشريكة حياه لهذا انا أحمد الله على أن وفقني لذلك واعيش حياه مع زوجتي يسودها التفاهم والانسجام.

يوصينا صفوان بان الزوجة الناجحة هي من تسطيع تفهم احتياجات زوجها وتفهمه.

 أما صبري شقيق صفوان فهو أيضا يعمل في الدكان الملاصق لمقهى النت ويقول عن أخيه الأكبر صفوان لقد شجعنا أخي صفوان على الثقة في أنفسنا والاعتماد عليها وعلمنا بأن المعاق أو الإعاقة هي أعاقة العقل وليست الحركة.

يختتم صبري حديثه الـ”المشاهد” تعلمنا ان ننظر إلى المستقبل واعمل في المتجر معتمدا على أخلاقي وحسن تعاملي وسلوكي مع الناس “

 

مقالات مشابهة