المشاهد نت

“سعيد” جمع المال لشراء دراجة نارية فانتهى به المطاف إلى المستشفى

تعز – عمرو عبدالنور:

تعتبر الدراجات النارية مصدر الدخل الوحيد لمعظم الأسر اليمنية، وإحدى أكثر وسائل النقل انتشارًا في شوارع المدن اليمنية، نظرًا لتفضيل الكثيرين لها في ظل زحمة السير في المدن اليمنية.
وأجبرت البطالة آلاف الشباب على شراء الدراجات النارية للعمل بها وتوفير احتياجات أسرهم، كما فعل حبيب صادق، الذي اشترى دراجة نارية للعمل بها وتوفير احتياجات أسرته، كما يقول، مضيفًا: “كنت أتمنى أن أواصل دراستي، لكن الوضع لم يسمح لي بذالك، بعد أن نظرت لأوضاع أسرتي التي لن تستطيع أن توفر لي مصاريف الدراسة”، ويتابع: “الحمد لله أمشِّي حالي، وأوفر الاحتياجات لأسرتي حسب الدخل الذي أحصل عليه”.
ويتقاضي اصحاب الدراجات النارية أجرًا بسيطًا مقابل إيصال المواد أو المواطنين من وإلى منازلهم، بمبلغ لا يتجاوز 6000 ريال في اليوم (اي ما يساوي 6 دولارات أمريكية)، لكنهم يفضلون ذالك في ظل الوضع الذي تعيشه الأسرة اليمنية جراء الحرب المستمرة منذ مارس 2015.

تزايد الدراجات النارية

وشهدت المدن اليمنية، منذ ما بعد 2010، حضورًا لافتًا للدراجات النارية في الأسواق والطرقات، والتي يستخدمها غالبية المواطنين كمواصلات تختصر الوقت والمسافة وتقول الإحصائيات السنوية التي أصدرتها الإدارة العامة للمرور بتعز، إن عدد الدراجات النارية لا يتجاوز 100 ألف دراجة بنهاية عام 2010، وزاد عددها إلى 250 ألفًا في 2012، ثم تجاوز عددها نصف المليون دراجة في نهاية 2014.
فيما قال مصدر في إدارة المرور في مدينة تعز، إن عدد الدراجات النارية قارب المليون دراجة في تعز، حسب الإحصائيات الأخيرة المتوفرة لديهم.

الدكتور مالك النقيب، إن معظم الرقود في قسم العظام، هم من سائقي الدراجات النارية، إذ يشكلون نسبة تفوق الـ70% بالنسبة لبقية الرقود في قسم العظام، مؤكدًا استقبال القسم للحالات الناتجة عن حوادث الدراجات النارية بشكل شبه يومي.


ونظرًا للوضع الذي يعيشه البلد، يزداد الإقبال على شراء الدراجات النارية، حتى وصل سعر الدراجة الواحدة إلى 1000 دولار، أي ما يقارب المليون ريال بالعملة الجديدة، ولكن ذلك السعر لم يمنع البعض من تجميع قيمتها كمصدر رزق، كما تعتبر أسعار البنزين، إحدى الصعوبات التي ضاعفت من معاناة سائقي الدراجات النارية، والتي يقول معظمهم إن دخلهم الذي يتقاضونه يذهب لشراء البترول ومستلزمات بسيطة لا تستحق الذكر، في الوقت الذي وصل سعر اللتر الواحد إلى 750 ريالًا، لكنهم يفضلون العمل عن البطالة، ولو أن المعاناة مستمرة في كلا الحالتين.
ويقول حسين أحمد (32 عامًا)، وهو سائق سيارة (صالون) يعمل في خط (الحوبان-المدينة)، إن عدد الدرجات النارية زاد بشكل مفاجئ. ويضيف: “أسير في الخط ولا يشغل فكري غير أصحاب الدراجات النارية، خشية من التسبب لي بحادث”.

إقرأ أيضاً  توقف الزراعة في بساتين صنعاء القديمة 

حوادث متكررة

أثرت الحرب على الكثير من الطرق الرابطة بين مديريات وشوارع مدينة تعز، مُحدِثةً هالات (حُفرًا) على امتداد الطرق جراء سقوط صواريخ وقذائف أثناء المواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومة، منذ مطلع العام 2015.
تلك الهالات التي أحدثتها الحرب، تسببت في العديد من الحوادث المرورية وحالات الاصطدام العنيف بين وسائل النقل المختلفة، مخلفةً العديد من الجرحى والوفيات، والتي يكون معظم ضحاياها من سائقي الدراجات النارية.
يحدث ذالك عند الهروب من الحفريات من الجانب المُخرب إلى الجانب الأقل خرابًا من الخط، مما يؤدي إلى اصطدام دراجة بإحدى وسائل النقل الأخرى، أو صدام سيارتين ببعض.
ويتساقط العديد من سائقي الدراجات النارية على أرصفة الشوارع والطرقات، ونتيجة لذالك، تشهد المشتشفيات الخاصة والحكومية في المدينة إقبالًا يوميًا لأشخاص كانوا على متن دراجات نارية.
يقول رئيس قسم العظام بمستشفى الثورة بمدينة تعز، الدكتور مالك النقيب، لـ”المشاهد” إن معظم الرقود في قسم العظام، هم من سائقي الدراجات النارية، إذ يشكلون نسبة تفوق الـ70% بالنسبة لبقية الرقود في قسم العظام، مؤكدًا استقبال القسم للحالات الناتجة عن حوادث الدراجات النارية بشكل شبه يومي.
وأصيب سائق الدراجة النارية، محمد سعيد (18 عامًا) الذي يرقد في قسم الرقود بمستشفى الثورة بتعز، بحادث مروري في منطقة الدحي. ويقول: “كنت أعمل في الخياطة، فتركت العمل، لأن الدخل يقتصر على أيام ما قبل المواسم (الأعياد)، فشعرت أنها غير كافية لتغطية احتياجاتي، فقمت بتجميع مبلغ 600 ألف ريال يمني من الأهل والأصدقاء، لكي أضمن دخلًا يوميًا، ولو بشكل بسيط، فوقع لي حادث مروري”.

مقالات مشابهة