المشاهد نت

صحفي رياضي يصارع الموت وسط تجاهل الجهات المعنية

عمل الصحفي علي الريمي في صحافة الرياضة لأكثر من 30 عاما

صنعاء – مختار عبده

نال خبر إصابة الصحفي الرياضي المخضرم علي الريمي، بجلطة في القلب، الأربعاء قبل الماضي، تعاطف ودعم غالبية المهتمين بالشأن الرياضي والصحفي في اليمن.

وبدأ علي الريمي المولود في سبعينيات القرن الماضي، في مديرية كسمة بمحافظة ريمة، مسيرته كصحفي رياضي في صحيفة “الملاعب”، نهاية الثمانينيات، قبل أن ينتقل للعمل في الملحق الرياضي لصحيفة “الثورة” الرسمية.

وعايش الريمي العهد الذهبي لصحيفة “الرياضة” الأسبوعية، حيث عمل محررًا، ثم سكرتيرًا للتحرير، كما تولى منصب مدير التحرير، وهو آخر عمل يتولاه فيها.

وعُرف الريمي في الوسط الرياضي صحفيًا متمكنًا ملمًا بأصول المهنة وقواعدها وأخلاقياتها، واتسمت مواضيعه الرياضية بالتشويق والبساطة، والموضوعية في الطرح والمناقشة، كما يعتبر مرجعية إحصائية وأرشيفًا متنقلًا في تاريخ الرياضة اليمنية، بمنتخباتها وأنديتها واتحاداتها.

وامتاز بالتنوع والمرونة في العمل الصحفي، إذ لم يحصر نفسه في المجال الرياضي، فهو يجيد تحرير وكتابة الأخبار والتقارير في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية.

وبرع في مجال المسابقات الثقافية، وسبق له الفوز بالمراكز الأولى في المسابقات الثقافية التي تنظم في أمانة العاصمة، حيث مثل ناديي شعب صنعاء والوحدة، وجمعية الإعلام الرياضي، في أكثر من مناسبة.

لكن لم يشفع للريمي عمله في الوسط الصحفي الرياضي لأكثر من 30 عامًا، في تأمين مصدر دخل مستمر له، إذ عانى طوال مسيرته من ظروف معيشية صعبة وقاسية.

وظل طوال الفترة التي قضاها كصحفي رياضي، مثالًا للمعاناة والصبر والكفاح، وحاز خبر إصابته بالجلطة القلبية على تعاطف كبار الصحفيين في اليمن.

بداية معاناة الريمي

واضطر الريمي، عام 2018، لمواجهة أزمة توقف الرواتب، ولتأمين نفقات أسرته المكونة من زوجة وطفلين، للعمل في سرويس تنظيف السيارات، مما أثار موجة غضب كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك.

ومنذ تعرضه للجلطة، لم تصدر أية ردة فعل من قبل وزارة الشباب والرياضة أو اتحاد كرة القدم ونقابة الصحفيين، رغم كثر المناشدات التي أطلقها زملاؤه الصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي.

مناشدات زملاء

وتناول عدد من زملاء الريمي خبر تعرضه للجلطة ودخوله غرفة العناية المركزة بأحد مشافي العاصمة صنعاء، وطالبوا الجهات الحكومية والتجار بالوقوف معه. وكتب رئيس تحرير صحيفة “الرياضة” السابق عبدالله الصعفاني، منشورًا على صفحته في “فيسبوك”، متعاطفًا مع زميله الريمي: “بدأ حياته المهنية في صحيفة الملاعب التي كانت تصدر في صنعاء.. لكنني لم أتعرف عليه إلا في العاصمة الأردنية وهو يسأل مدرب المنتخب اليمني بحماسة وعمق.. ثم أفنى عقودًا من عمره في كل من صحيفة الرياضة والقسم الرياضي بصحيفة الثورة”.

إقرأ أيضاً  حماية الشباب من التطرف في المهرة

وتابع الصعفاني: “اليوم يبحث عن التشافي من جلطة داهمت قلبه العامر بالمحبة للجميع”.

وطالب بالوقوف مع الريمي، قائلًا: “هنا أتجاوز صلاحيتي في الموقف، وأطلب من القادرين دعمه.. لأن ضيق حال اليد هو النهاية المحتومة لمعظم من رأوا في الكتابة مهنة.. ورجاء.. لا تبخلوا عليه بالفاتحة بنية الشفاء”.

وعلق رئيس المركز اليمني للدراسات والإعلام السياحي، إبراهيم العامري، كاتبًا على صفحته في “فيسبوك”، بالقول: “على سرير الموت الزميل الصحفي في الإعلام الرياضي اليمني، علي الريمي.. كاد قلبه أن يتوقف بسبب ذبحة صدرية ضاعفت من معاناته وظروفه المعيشية الصعبة… فهل من أيادٍ حانية ترفع عنه كلا البلاءين”.

وتحسر المذيع خليل القاهري على الحال الذي وصل إليه الريمي، بمنشور على صفحته في “فيسبوك”، بالقول: “علي الريمي.. صحفي خذله واقع البلاد، خلال سنوات الحرب وحتى اليوم، عانى صنوف المعاناة وأشكالها، وواجهها بصمت وصبر، جلطة تكاد توقف قلبه النابض حبًا وإنسانية وطيبة”.

وقدم القاهري في منشوره مناشدة عاجلة لإنقاذ حياة الريمي: الرجل بحاجة إلى علاج وتدارك حالته الصحية عاجلًا، تقديرًا لعقود من تفانيه المهني.

متوالية المعاناة

ولم يكن الريمي وحده الذي أكلته الصحافة الرياضية لحمًا ورمته عظمًا، ففي آخر 7 سنوات، توالت معاناة الصحافيين الرياضيين، لاسيما الذين أصيبوا بأمراض مستعصية.

وعجز المصور الرياضي أيمن تلها عن دفع نفقات علاج مرضه بسرطان العظام، مما اضطره لقطع رحلته العلاجية في القاهرة، والعودة إلى اليمن دون استكمال فترة العلاج. وقبل أعوام أطلق صحافيون رياضيون حملة لجمع التبرعات من أجل علاج الصحفي العزي العصامي والمصور الرياضي علي شاهر.

مقالات مشابهة