المشاهد نت

“مسرح الدمى” يمنح الأطفال النازحين بالشمايتين “لحظات فرح”

"في انتظار الفرح".. نازحو الشمايتين الصغار يصطفون أمام مسرح الدمى - المشاهد

تعز – طارق عبده سلام

تحت ظل شجرة، جلس الأطفال النازحون يستمتعون بفقرات مسرح الدمى الذي نظمه مركز “الآخر” للسلام، بالشراكة مع منظمة إنترسوس، على مدى 3 أيام.

أكثر من 200 طفل وطفلة في مخيمات النزوح (براقة، الدار الجديد، والنصر) الواقعة في عزلة دبع الداخل مديرية الشمايتين التابعة لمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، استمتعوا  بـ6 عروض تضمنت مسرحيات وفقرات غناء وترفيه متنوعة؛ بهدف تعزيز بعض المفاهيم والسلوكيات الإيجابية، وخلق مساحة من المرح والترفيه للأطفال.

من خلف ستار القماش أُلصقت عليه بعض الرسومات وفُتحت نافذة صغيرة، طلّت العرائس لتحكي للأطفال الحكاية التي حملتهم بعيدًا عن واقعهم بعضًا من الوقت، إذ ارتسمت على وجوه الأطفال ابتسامات عريضة.

ويُعدّ مسرح الدمى مدرسةً متميزةً للأطفال، حيثُ تطوّر مهارات الاستماع لديهم، لأنّ الدمى في المسرح تروي القصص والأحداث لهم بأسلوب يجذب انتباههم.

"مسرح الدمى" يمنح الأطفال النازحين بالشمايتين "لحظات فرح"
الفرح لا يغادر محيا الأطفال النازحين

ويُنمي مسرح الدمى العديد من المهارات الحركيّة للأطفال، ويُطوّر العديد من المهارات الإبداعيّة لديهم في العديد من المجالات الفنيّة والموسيقيّة.

والمسرح كفن تعبيري، يقدم عروضًا متنوعة للكبار والصغار، ويستخدم وسيلة للترفيه ودعم  الأطفال العالقين في دوامة الحرب والمعارك.

ومسرح الدّمى فن شعبي قديم جدًا، يعود أصله إلى الثقافات الآسيوية القديمة، وازدهر في البلاد العربية مباشرة بعد سقوط الأندلس في نهاية القرن الثالث عشر، وكان وسيلة لتسلية الناس بجانب خيال الظل، حيث كان وسيلة جيدة لحكاية قصص ذات دلالات قيمية، ومن أشهر فناني مسرح الدّمى في العصر الحديث، الفنان محمود شكوكو (مصر 1912-1985).

إقرأ أيضاً   الحلويات الصنعانية... عادة رمضانية

وكانت البدايات الأولى لمسرح العرائس في اليمن، إبان فترة الحكم الإمامي في شماله والاحتلال الإنجليزي في جنوبه، رغم أنها كانت واحدة من أصعب فترات البلاد فيما يخص مواجهة مساعي التنوير.

"مسرح الدمى" يمنح الأطفال النازحين بالشمايتين "لحظات فرح"

وفي تلك الفترة، كان شمسان حنبص، في مدينة عدن (جنوب البلاد)، صاحب أول عرض مسرح عرائس في اليمن، وكان يسمى باللهجة الدارجة “الكركوس”.

بشكل فكاهي في الشارع، كان حنبص يراقص عرائسه للمتفرجين، بعروض أقامها مستغلًا المناسبات الشعبية، تحديدًا موالد الأولياء والصالحين، جاذبًا حوله الكبار كما الصغار، بقصص يؤلفها في مقاومة المحتل الإنجليزي.

بعدها ظهر أبو شنب وغيره ممن كان لهم حضور في ساحة مسرح العرائس، تجاوز عملهم العرض الترفيهي إلى سرد قصص ذات مغزى، تناقش قضايا مجتمعية وسياسية.

وفي ثمانينيات القرن المنصرم، افتُتح في عدن مسرح العرائس، على يد أبو بكر القيسي وعبدالله شرف، غير أنه لم يحقق النجاح، بسبب عدم توفر الإمكانيات الكافية، “ولذلك أهمل المسرح”.

الجدير بالذكر أنّ الدمى تُعتبر الأداة الأساسيّة في الربط ما بين التعلّم، واللعب، واعتبارهما من الأدوات التعليميّة الرائعة، والتي يُمكن استخدامها في المدارس والمنازل.

مقالات مشابهة