المشاهد نت

سكان “شرعب”… السفر إلى المدينة “من استطاع إليه سبيلاً”

تعز – محمد سعد :

يشكو المواطن عبدالسلام محمد، من المعاناة التي واجهها أثناء سفره من مديرية شرعب الرونة إلى مدينة تعز، لإسعاف والدته، بعد التهاب حاد في الزائدة الدودية، كاد أن يفتك بها، فنصحه طبيب في أحد المراكز الطبية في “سوق الأحد” في “شرعب”، الواقعة شمال غرب مدينة تعز، بسرعة نقلها لتلقي العلاج في مشفى بالمدينة. لكن السفر الطويل عبر الطرق الفرعية والوعرة التي لا تتسع إلا لمركبة واحدة، فاقم من آلام والدته، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً أن السفر من قريته إلى مدينة تعز لم يكن يستغرق أكثر من 3 ساعات، لكن مع حصار جماعة الحوثي لمديرية شرعب، بات يستغرق ما بين 9 و10 ساعات.
وفاقم إغلاق المنافذ المؤدية إلى مدينة تعز، منذ مطلع العام 2015، من معاناة سكان مديرية شرعب الرونة، أثناء تنقلهم من وإلى المدينة.
ويسلك سكان المديرية، الطريق من “مفرق شرعب” غرب مدينة تعز، مروراً بمدينة هجدة ومنطقة البيرين التابعتين لمديرية مقبنة غرباً، ثم يسلكون بسيارات الدفع الرباعي، طريقاً شديدة الوعورة، غرب مديرية جبل حبشي، وصولاً إلى منطقة الضباب، قبل الوصول إلى وسط مدينة تعز.

مشقة على طريق السفر

يقول الخمسيني قاسم صالح، لـ”المشاهد”: “سافرت بسيارتي إلى المدينة، ورأيت الموت على هيئة جبل شاهق تتسلقه مركبات ممتلئة بالمسافرين والأحمال، أثناء سفري عبر طريق جبل حبشي”، مشيراً إلى أنها طريق جبلية وعرة وضيقة، ولو سقطت سيارة منها لن يجدوها إلا قطعاً صغيرة.
استغرقت رحلة السفر 11 ساعة من قرية صالح في عزلة حلية في شرعب، إلى مدينة تعز، نتيجة ازدحام السيارات على طريق جبل حبشي.


الثلاثيني عبدالرحمن الشرعبي، سلك طريقاً أخرى، هذه المرة، كما يقول، والذي يروي لـ”المشاهد”: “سافرت هذه المرة بدراجتي النارية، رغم المخاطر التي قد أواجهها أنا وطفلي ذو الأربعة أعوام، تحت حرارة الشمس، وسلكت طريق الضباب، ثم “نجد قسيم”، وصولاً إلى “الأقروض”، ثم “سائلة الصرام”، ثم “دمنة خدير”، وصولاً إلى “الحوبان”، شرق مدينة تعز، في رحلة استغرقت 7 ساعات، ثم اتجهنا إلى “الستين”، وصولاً إلى “مفرق شرعب”، ثم خط شرعب الرونة”.
وعزف عادل سيف، أحد سكان “شرعب”، عن السفر إلى منطقته، هذا العام، لقضاء إجازة عيد الأضحى الماضي، مع أسرته، وفضل البقاء في المدينة كخيار إجباري، رغم عدم رغبته في ذلك، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً: “بعد عودتي من السعودية قبل شهر، سافرت إلى القرية لزيارة أبي، ولم أكن أعرف أني سأواجه هذه المشقة بالسفر”.
وتحتاج العائلة التي تسافر من وسط مدينة تعز، إلى “شرعب”، ‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭100‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ ألف ريال لأجرة السيارة التي تقلهم، كما يقول، مضيفاً أنه يحتاج لهذا المبلغ إذا سافر بمعية أسرته المكونة من 5 أفراد.

يسلك سكان المديرية، الطريق من “مفرق شرعب” غرب مدينة تعز، مروراً بمدينة هجدة ومنطقة البيرين التابعتين لمديرية مقبنة غرباً، ثم يسلكون بسيارات الدفع الرباعي، طريقاً شديدة الوعورة، غرب مديرية جبل حبشي، وصولاً إلى منطقة الضباب، قبل الوصول إلى وسط مدينة تعز.

المرضى الأكثر معاناة

تشكو “أم عمار” من الألم والمعاناة، وهي في طريقها إلى مدينة تعز، لتلقي العلاج، بعد إصابتها بألم في “الكلى”، وقالت لـ”المشاهد”: “تمنيت الموت عن الألم الذي تحملته طوال الوقت أثناء سفرنا. الطريق الفرعية التي مشينا بها زادت من الألم”.
“أم عمار” واحدة ضمن مئات من سكان “شرعب”، يعانون جراء إغلاق منافذ مدينة تعز، وهو الحال الذي عانى منه فيصل سيف الذي أسعف والدته إلى مدينة إب، للعلاج، ولم يستطع الدخول إلى المدينة، بسبب الطرق الطويلة والفرعية والوعرة، كما يقول لـ”المشاهد”.
سعيد أحمد، أحد سائقي المركبات التي تنقل المسافرين من ريف “شرعب الرونة” إلى مدينة تعز، تحدّث لـ”المشاهد” قائلاً: “هناك صعوبات كثيرة أواجهها ويواجهها السائقون، فالمسافة التي نقطعها لمدّة تصل إلى 9 ساعات، مروراً بـ”سوق الأحد” ثم المفرق (المحرقة)، ثم “هجدة”، فـ”الربيعي”، ثم “الرمادة”، ثم “البرح” و”الوازعية”، ثم “جبل حبشي”، حتى “الضباب”، وصولاً إلى “بئر باشا”، غرب مدينة تعز. كل هذه المسافات ليست سهلة، فطريق جبل حبشي وعرة وضيقة، نشاهد فيها الموت أحياناً وقت الزحام، فضلاً عما نواجهه من قصف أو اشتباكات مسلحة تعيق وصولنا، وتعرض حياتنا للخطر”.
وأضاف: “الضرورة الملحة والحاجة تجبراننا على كل هذا، للوصول إلى المدينة، مهما كان الأمر”.

إقرأ أيضاً  اقتصاديون ومواطنون: الوضع المعيشي «لم يعد يطاق»

وكان لـ” المشاهد ” قد نشر تقرير في 2 اكتوبر 2018م تقرير يلخص مشقة الوصول الي مدينة تعز بعد اغلاق الطرق الرئيسية اليها .

مقالات مشابهة